وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت في زيارة رسمية

12 يناير 2023
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (حسين بيضون/ العربي الجديد)
+ الخط -

يصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مساء اليوم الخميس، إلى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة رسمية يلتقي خلالها مسؤولين لبنانيين، يتقدّمهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري.

وقال مصدرٌ مقرّبٌ من الرئيس بري، لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة تحدّدت فجأة، ولم يبحث بها من قبل أو يتم الاتفاق على جدول معيّن للقاءات والملفات التي سيبحث بها"، لافتاً إلى أن "اللقاء مع رئيس البرلمان سيكون بعد ظهر غدٍ الجمعة، وحتماً سيتم التباحث بمجمل القضايا اللبنانية والمستجدات السياسية والأوضاع الاقتصادية، وملفات المنطقة".

من جانبه، اكتفى مصدر في "حزب الله" بالإشارة إلى أن الوزير الإيراني "يصل عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم الخميس إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت"، من دون تأكيد ما إذا كان جدول اللقاءات سيشمل الأمين العام للحزب حسن نصر الله، علماً أن لقاءً جمعهما في الزيارة التي قام بها عبد اللهيان إلى لبنان في مارس/آذار الماضي.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن "أي زيارة يقوم بها وفد إيراني إلى لبنان مرحّب بها ولا تدخل في إطار التدخل في أي من الملفات اللبنانية، سيما منها رئاسة الجمهورية، بل تحمل دائماً مدّ يد المساعدة، وتقديم ما أمكن لدعم البلاد من أجل الخروج من أزمتها، والتعاون في مختلف القطاعات، سيما الكهرباء والمحروقات والمشاريع الإنمائية".

وأعلن عبد اللهيان خلال زيارته لبنان في 25 مارس/آذار 2022 استعداد إيران للمساهمة في بناء معملين لتوليد الطاقة الكهربائية في لبنان، بقوة ألف ميغاواط لكل محطة، والتعاون الكامل والدائم في مجالات عدة إنمائية واقتصادية أخرى.

وزار وفد لبناني طهران في سبتمبر/أيلول الماضي، وتبلغ موافقة إيران على تزويد لبنان بـ600 ألف طن من الفيول مقسّمة على خمسة أشهر، بيد أن هذا الإعلان من الجانب اللبناني تعارض مع تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الذي نفى تقديم أي منح وقود مجانية للبنان، في موقف يتناقض أيضاً مع إعلان الأمين العام لـ"حزب الله" المستمرّ باستعداد إيران لتزويد لبنان بفيول مجاني.

ويُعدّ الفيول الإيراني مادة خلافية في لبنان وسط خشية من عقوبات أميركية على الجانب اللبناني في حال قبوله.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في تصريح صحافي، إن "الهبات المشروطة التي يمكن أن تعود بأي فائدة لإيران خاضعة للعقوبات الأميركية، أما تلك غير المشروطة فهي خاضعة أيضاً للمراجعة الأميركية ولموافقة الإدارة الأميركية لكي نتجنب العقوبات، وهو حالنا مع الهبة الإيرانية، وعليه تجمّد الموضوع".

وفي موضوع الهبة الإيرانية أيضاً، قال السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، في تصريح تلفزيوني لقناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله"، إنه "بالنسبة إلى طهران، فإن الأمر منتهٍ بعدم استطاعة الحكومة اللبنانية قبول هذه الهبة".

وتتهم إيران من قبل الفريق السياسي المعارض لـ"حزب الله" بالتدخل بالشؤون اللبنانية، واستخدامها الاستحقاق الرئاسي ورقة في مفاوضاتها، سواء مع الأميركيين أو السعوديين، في حين يواصل نصر الله نفي أي تدخل إيراني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، ويدعو لعدم انتظار الخارج لانتخاب رئيس، ويدحض الكلام حول أن الانتخابات الرئاسية في لبنان مؤجلة بانتظار نتائج المفاوضات النووية.

وبينما يشترط نصر الله انتخاب رئيس "لا يكون متآمراً على المقاومة ولا يطعنها"، يقول في آخر إطلالة له، الأسبوع الفائت، إن "من ينتظر توافقاً سعودياً إيرانياً أنتم ستنتظرون كثيراً، لأن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، ومن ينتظر المفاوضات بين أميركا وإيران حول النووي ممكن ينتظر عشرات السنين فنبقى بلا رئيس جمهورية".

لبنان يشيّع حسين الحسيني  

على صعيد آخر، شيّع لبنان، اليوم الخميس، رئيس البرلمان الأسبق حسين الحسيني في مراسم رسمية شارك فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بلدة شمسطار في البقاع اللبناني.

وترأس الحسيني مجلس النواب في لبنان منذ العام 1984 ولغاية 1992 قبل أن يؤولَ المنصب إلى "خلفه الوحيد" نبيه بري، وكانت له مساهمة كبيرة بالتوصل إلى "اتفاق الطائف" الذي وضع نهاية للحرب اللبنانية (1975 – 1990)، فكان أن سُميَّ بـ"أبو الطائف".

وقال ميقاتي بعد التشييع: "نمرّ بلحظاتٍ حزينة جداً في وداع أبو اتفاق الطائف، ومؤسس الجمهورية الجديدة. وأكرّر ما أقوله دائماً، إنه اكراماً له يجب أن نسعى دائماً لمتابعة تنفيذ اتفاق الطائف كاملاً بعيداً عن الانتقائية".

سيرة سياسية
التحديثات الحية

وأضاف ميقاتي: "أنا على ثقة أن هذا النهج هو الذي يوصل لبنان إلى شاطئ الأمان"، مشيراً إلى أن "الرئيس الحسيني قام بجهد دستوري وبرلماني كبير، وعلينا أن نكمل ما بدأه بالطريقة السليمة".

وأمس الأربعاء، غيّب الموت الحسيني عن عمر تجاوز الـ85 عاماً، إثر إصابته بإنفلونزا حادة استدعت نقله إلى غرفة العناية الفائقة في مستشفى الجامعة الأميركية لتلقي العلاج منذ 3 يناير/كانون الثاني الجاري، وذلك وفق ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية "الوطنية للإعلام".

وأصدر ميقاتي مذكرة تقضي بإعلان الحداد الرسمي لوفاة الحسيني لمدة ثلاثة أيام، في حين أعلن رئيس البرلمان نبيه بري تأجيل جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية التي كانت محددة اليوم، إلى الخميس المقبل.

المساهمون