يصل وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في زيارة رسمية إلى الجزائر الاثنين المقبل هي الأولى من نوعها منذ الأزمة الدبلوماسية الحادة التي نشأت بين البلدين في مارس/ آذار 2022، إثر إعلان مدريد تأييدها خطة المغرب لمنح الصحراء حكما ذاتياً.
وقال مصدر إسباني موثوق لـ"العربي الجديد" إن "الوزير خوسيه مانويل ألباريس سيزور الجزائر يوم الاثنين، وسيلتقي نظيره وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، كما سيلتقي مسؤولا رفيعاً في البلاد، ليس واضحا في الوقت الحالي ما إذا سيكون رئيس الحكومة (نذير العرباوي)، أو الرئيس عبد المجيد تبون".
وتشكل هذه الزيارة فرصة لطي الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، بعد سلسلة خطوات سياسية واقتصادية تؤشر على انفراج متدرج حيث عينت الجزائر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي سفيرا جديدا لدى مدريد عبد الفتاح دغموم، ووافقت الحكومة الإسبانية سريعا على اعتماده، بعد 19 شهرا على غياب سفير جزائري في إسبانيا.
وقبل شهر فسر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قرار الجزائر إنهاء الأزمة مع إسبانيا، بوجود تغيير في موقف مدريد بخصوص قضية الصحراء، بعد خطاب رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في الأمم المتحدة شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما جدد تأييد حل للنزاع في الصحراء "في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن"، ودافع عن "حل سياسي ومقبول للطرفين"، وتلافى تماما ذكر مقترح الحكم الذاتي.
ويبدو أن الجزائر قد فهمت من خلال خطاب سانشيز في الأمم المتحدة وجود تغيير طفيف في الموقف الإسباني يمكن أن يساعد على خفض منسوب الأزمة.
وسمحت السلطات الجزائرية أمس الأربعاء بمزيد من القرارات التي قد تسمح بعودة تدريجية لنسق التبادل التجاري ورفع تدريجي للحظر التجاري على إسبانيا، بعدما أعلنت عن قرار السماح بتوريد اللحوم من إسبانيا.
وأعلنت الجمعية المهنية للبنوك عن قرار بالسماح بالتوطين المالي لتغطية نفقات توريد اللحوم الطازجة من إسبانيا، ودعت المتعاملين التجاريين إلى القيام بالإجراءات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة التي تتولى منح رخص توريد اللحوم من الخارج. كما سمحت السلطات الجزائرية في وقت سابق بتوريد الدجاج ومدخلات تربية الدواجن، وبيض التفريخ والكتاكيت من إسبانيا.