كشف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عن توجه مستمر لمدريد نحو جهود أوروبية حثيثة لحل الأزمة السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، والتي تفجرت على خلفية إعلان مدريد تغيير موقفها من النزاع في منطقة الصحراء بين المغرب وجبهة "بوليساريو".
وقال ألباريس، في حوار نشرته الاثنين وكالة الأنباء الإسبانية، إن "بعض العلاقات التجارية بين البلدين ما زالت معطلة، واسبانيا لم تفعل ما يبرر تعطيل هذه العمليات التجارية"، مشيراً إلى أن مدريد طلبت مساعدة أوروبية لحل الأزمة مع الجزائر، مضيفاً أنه سبق أن حدثت اتصالات بين السلطات الأوروبية (الاتحاد الأوروبي) والجزائرية، لأجل التوصل إلى تسوية للأزمة الدبلوماسية.
وجدد ألباريس التأكيد على أن حكومة بلاده "تتمسك بسياسة اليد الممدودة مع الجزائر، بما يمكنه إعادة توجيه العلاقات في ضوء الصداقة بين الشعبين". وقال إن "اسبانيا تريد علاقة مثل تلك التي تربطها بجيرانها الآخرين".
وكانت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا قد تجمدت منذ نهاية شهر مارس/آذار الماضي منذ إعلان مدريد تغيير موقفها من الصحراء، ودعم مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب، وهو موقف اعتبرته الجزائر"غير أخلاقي، وتنصلًا من مدريد عن مسؤولياتها التاريخية في النزاع"، حيث استدعت الجزائر سفيرها منذ ذلك الوقت ولم تعده حتى الآن (عين لاحقاً سفيراً في باريس)، كما انقطعت الزيارات السياسية بين البلدين، وبقيت الاتصالات عند الحد الأدنى.
وفي تصريح سابق، قال الكاتب والإعلامي الإسباني ريكاردو غونزاليس، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يتوقع انفراجاً قريباً للعلاقات الجزائرية الإسبانية في ظل الحكومة الحالية التي يقودها بيدرو سانشيز، وتوقع أن تنتظر الجزائر إلى غاية ما ستفرز عنه الانتخابات المقبلة في إسبانيا، المقررة العام الجاري.