وزير البيئة اللبناني لـ"العربي الجديد": عدنا لسيناريو حرب واسعة

09 اغسطس 2024
وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين (الصفحة الرسمية للوزير/فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **التحضيرات الحكومية لمواجهة التصعيد**: تستعد الحكومة اللبنانية لمواجهة تداعيات حرب محتملة مع إسرائيل، مع خطة تشمل جهوزية القطاعات الحيوية وتكلفة إغاثة تقدر بـ300 مليون دولار.

- **تطورات المواجهات والسيناريوهات البديلة**: اللجنة انتقلت إلى سيناريو إغاثة النازحين الذين انتقلوا إلى منازل خاصة، مع توزيع مساعدات لحوالي 18 ألف عائلة وتكلفة إغاثة قد تصل إلى 140 مليون دولار.

- **الاستعدادات للسيناريو الأسوأ**: الخطة ترتكز على خمس نقاط أساسية وتشمل تعزيز الجهوزية وتنسيق العمل الإغاثي، مع استمرار الاتصالات الدبلوماسية لمنع توسع الحرب.

بينما تسود لغة التصعيد والانتقال بالمواجهات على الحدود اللبنانية بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي إلى حرب واسعة يهدد بها مسؤولو الاحتلال، تستعد الحكومة اللبنانية للتعامل مع تداعيات مثل هذه المواجهة الشاملة، وتحدث رئيس لجنة إدارة الأزمات والكوارث في لبنان ووزير البيئة ناصر ياسين، لـ"العربي الجديد"، عن عمل اللجنة وما تقوم به من تحضيرات وتجهيزات في حال توسّع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية في ظلّ التطورات العسكرية والتهديدات عقب حادثة "مجدل شمس" واغتيال الاحتلال الإسرائيلي القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وانتظار ردّ محور المقاومة على العمليتين وتالياً ردّ الفعل الإسرائيلي.

وأشار ياسين إلى أن التطورات الأخيرة فرضت عودة اللجنة إلى السيناريو الأول الذي وضعته مع انطلاق المواجهات على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن تنتقل إلى السيناريو الثاني مع بقاء العمليات العسكرية في جنوب لبنان، بغض النظر عن تجاوزات محدودة سجلت في بيروت والبقاع ونقاط خارج قواعد الاشتباك، ويوضح ياسين أن الافتراض الأساسي الذي "بدأت اللجنة العمل وفقه في شهر أكتوبر الماضي كان يرتكز على حرب واسعة شبيهة بعدوان تموز/يوليو 2006، خصوصاً بالنظر إلى ما يحصل في غزة من مجازر وجرائم إبادة، فكانت الخطة تحاكي هذا السيناريو الأول متوقعة تهجير نحو مليون و200 ألف شخص لفترة لا تتعدى الشهرين في الجنوب والضاحية ومناطق أخرى، وتسجيل دمار هائل في الممتلكات والمباني والبنى التحتية بينما تتطلب عملية إغاثتهم نحو 300 مليون دولار، وعملنا تبعاً لذلك على جهوزية القطاعات الأساسية الحيوية لحالات الطوارئ، على رأسها الصحة والغذاء والايواء والمياه والنظافة والطاقة والاتصالات".

ويضيف ياسين أن "ما حصل خلال الأشهر الماضية كان تمركز الاعتداءات في الجنوب وتسجيل أعداد نازحين أقل، وصل إلى حدّ 100 ألف لكن لفترات طويلة. وبالتالي اختلف الواقع عن الافتراض الأساسي المبني على حرب يوليو 2006، من هنا انتقلنا إلى السيناريو الثاني الذي تمثل في كيفية إغاثة النازحين الذين انتقل 98% منهم إلى منازل، سواء خاصة بهم أو لعائلاتهم وأقاربهم، بينما توجه 2% فقط إلى مراكز إيواء، ووُضعت أطر لتأمين المساعدات عبر الإدارات الرسمية، أي المحافظين في الجنوب والنبطية وبالتعاون مع البلدات والمنظمات الدولية الشريكة لتنفيذ البرنامج والخطة، وجرى توزيع مساعدات ومعونات ومبالغ نقدية لحوالي 18 ألف عائلة، علماً أن المساعدات التي وصلت لا تكفي، وكلفة الإغاثة في حال استمرت الحرب نحو ثلاثة أشهر ستصل إلى أكثر من 140 مليون دولار".

ولفت ياسين إلى أن المواجهات مرت "بأكثر من تصعيد خلال الفترة الماضية، لكننا اليوم نمرّ بالمرحلة الأدق من ناحية إمكانية توسّع الاعتداءات، ما استدعى العودة إلى السيناريو الأول، وإمكانية تهجير ما يزيد عن مليون شخص"، مشيراً إلى أن "خطة الطوارئ ترتكز على خمس نقاط أساسية، موضوع الإيواء وكيفية تحسين وتجهيز مراكز الإيواء، خطة الطوارئ الصحية، ملف الغذاء مع الإشارة إلى أن المخزون يكفي لأربعة أشهر، وموضوع الفيول (الوقود) المتوفر حالياً والمخزون يكفي لأربع أسابيع، مع مناقشة تأمين البنزين والمازوت خاصة لأربع قطاعات استراتيجية وأساسية وهي الافران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والسنترالات ومراكز أوجيرو للاتصالات".

ولا يخفي ياسين أن أي حرب واسعة على لبنان ستكون مدمّرة ويمكن توقع الأسوأ اقتصادياً، من دون أن "ننسى أن الوضع يختلف اليوم عما كان عليه عام 2006، ونأمل ألا تحصل الحرب الواسعة، لكن علينا أن نعزز جهوزية القطاعات ووضع أطر تنسيق للعمل الاغاثي في حال توسعت الاعتداءات، وذلك بهدف أقله امتصاص الصدمات الأولى وتوجيه الناس للتخفيف من وطأة وشدة التهجير". كذلك، يشير وزير البيئة إلى أنّ الاتصالات الدبلوماسية لم تتوقف، والعنوان العريض يتمثل في العمل على عدم توسع الحرب. لكن لا تمكن معرفة نتائج الاتصالات، ومن هنا تبقى احتمالية توسيع الاعتداءات قائمة: "علينا أن نفترض الأسوأ ونضع الخطط على هذا الأساس"، لافتاً إلى أنّ "اعتداء الضاحية غيّر الموازين، إذ أصبحنا أمام عدوان داخل الضاحية أسفر عن سقوط شهداء بينهم مدنيون وأطفال، الأمر الذي يستوجب حوارات ونقاشات مختلفة ومتطورة لوقف هذه الاعتداءات وتوسعها".

ويضيف ياسين: "احتمالية توسع الاعتداءات يجب أن تبقى في تفكيرنا وتجهيزنا وتحضيرنا، علينا أن نضع السيناريو الأسوأ، خصوصاً عندما ننظر إلى مسار العمليات مع اغتيال شكر وهنية في طهران، ما يعني أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد الذهاب نحو التصعيد والتوسيع ونقل الموضوع من غزة للهروب إلى الأمام عبر توسيع العدوان بكل الاتجاهات". ويرى ياسين أن معادلة وقف إطلاق النار في غزة يعني وقف إطلاق النار في لبنان لا تزال قائمة، رغم أن هناك ردوداً ستحصل ربطاً بالتطورات والاغتيالات الأخيرة، وستأخذ ديناميتها الخاصة، لكن موضوع غزة يبقى الأساس وأي وقف لإطلاق النار في غزة سينعكس على جبهة لبنان.

المساهمون