وزيرة الدفاع الألمانية لـ"العربي الجديد": لدينا شكوك بوعود روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا
قالت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، لـ "العربي الجديد" في نيويورك، اليوم الخميس، إنّ لديها شكوكاً بأن تفي روسيا بالوعود التي قطعتها فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
وجاءت تصريحات الوزيرة الألمانية رداً على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" للأمم المتحدة في نيويورك، خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقدته بعد لقاءٍ جمعها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وأضافت لامبرخت "هناك الكثير من الآمال معلّقة على المحادثات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول بأن نتمكّن من اتخاذ خطوات أولية على سبيل المثال فيما يتعلق بالممرات الآمنة ووقف إطلاق النار. ولكن هذه خطوات أولية وصغيرة ولدي شكوك جدية بأن كلمات (وعود) روسيا ستتبعها أفعال. لأن هذا هو المهم. لقد عايشنا ذلك في أكثر من مرة حيث قطعت الوعود (من قبل روسيا) والموافقة على خطوات بعينها ثم يتم التراجع عنها أو لا يتم الوفاء بها".
وقالت الوزيرة الألمانية: "هذه ساعة المحادثات وعلينا استغلال كل الإمكانيات المتاحة. نحن منخرطون عن طريق المحادثات المكثفة التي يجريها المستشار (أولاف) شولتز ولكن أيضاً عن طريق الأمم المتحدة وأمينها العام. علينا الآن، في خضم المحادثات هذه، أن نجد حلاً بأسرع ما يمكن لوقف معاناة الشعب الأوكراني وأن نستغل كل الإمكانيات المتاحة لذلك".
وحول محادثاتها مع غوتيريس، قالت إنّ "الهجوم الوحشي الروسي والحرب على أوكرانيا هو أكثر من حرب أوروبية وله تبعات على جميع أنحاء العالم. لدينا المسؤولية لدعم أوكرانيا في هذه الحرب الرهيبة في شجاعتهم وقتالهم ضد روسيا. وإضافة إلى ذلك علينا أن نجد حلولاً في كيفية التغلب ومواجهة الكارثة الإنسانية الناجمة عن هذه الحرب. ونشعر بالامتنان للأمم المتحدة وأمينها العام ومحاولتهم الحثيثة لسبر الطرق المختلفة وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة من أجل أن نتمكن من التغلب على كوارث كهذه وإيجاد حل سلمي".
وفيما يخصّ مدَّ أوكرانيا بالأسلحة وصحة التقارير الإعلامية التي أفادت بأنّ شركات صناعة أسلحة ألمانية تقدمت بطلب لتقديم الأسلحة لأوكرانيا، وأن بعض المعلومات حول تقديم الأسلحة أخفيت عن وزارة الدفاع، قالت "نحن في تواصل مستمر مع الجانب الأوكراني، آخر اتصالٍ قمت به بالأمس (مع وزير الدفاع الأوكراني)، حول عدد من المواضيع من بينها أي خدمات ممكن أن نقدمها. لقد قمنا بتقديم بعضها المتعلق بسلاح الجو وسنقوم كذلك بشراء الأسلحة. وأرجو التفهم أنه لا يمكننا الحديث بتفاصيل أكثر عن الموضوع لأنه جزءٌ من (الإجراءات) السرية".
وتابعت الوزيرة الألمانية "ليس من ضمن مهامي الموافقة على طلبات شركات الأسلحة دون فحصها أو مراجعتها. إن مهمتي (كوزيرة الدفاع) الحديث مع نظرائنا الأوكرانيين لمعرفة ما يحتاجون إليه بالضبط لمساعدة أوكرانيا في هذا الصراع. لقد قدمنا أسلحة لأوكرانيا بقيمة تفوق 80 مليون (يورو) وسنقدم المزيد. ونحن في حوار دائم ولكن ليس من مهامي الموافقة على عروض (طلبات) صناعات الدفاع (شركات السلاح) دون مراجعتها".
وحول ردّ فعل ألمانيا إذا ما قررت روسيا وقف إمدادها بالغاز ومصادر الطاقة الأخرى، قالت: "بغض النظر عمّا إذا قرر (فلاديمير) بوتين وقف إمدادنا بالغاز أو الفحم فإنه علينا كألمانيا أن نصبح مستقلين عن موارد الطاقة الروسية. يعمل وزير الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، (روبيرت) هابيك، على قدم وساق، ويبدو أننا سنتمكن من ذلك بحلول نهاية العام فيما يخص النفط والفحم. هذا هي مهمتنا بغض النظر عن رد فعل روسيا وأي خطوات ستتخذ. علينا أن نصبح مستقلين عن روسيا في الطاقة".