كشفت وثيقة مسربة نشرتها وسائل إعلام محلية عراقية، صادرة عن الاستخبارات العسكرية العراقية، اليوم الإثنين، عن مخطط لاستهداف السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، خلال الأيام المقبلة، وسط تأكيدات لمسؤولين أمنيين على استمرار حالة التأهب لحماية المنشآت المهمة في بغداد، وتحديداً مطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء.
ووفقاً لوثيقة صادرة عن الاستخبارات العسكرية العراقية، تداولتها وكالات أنباء عراقية، فإن "هناك نية للمجاميع الخارجة عن القانون باستهداف مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء خلال أيام عيد الأضحى المبارك"، موضحة أن "الاستهداف سيكون عن طريق النيران غير المباشرة من جانب الكرخ، وتحديداً من منطقة الدورة حي الجمعية مجاور الخط السريع، بالقرب من محطة الغانم".
#العراق
— Mustafa AL Dulaimi (@Mustafa6b7c1i4f) July 19, 2021
وثيقة صادرة من المديرية العامة للاستخبارت تفيد بنية الميليشيات إستهداف السفارة الأمريكية في بغداد اليوم أو خلال أيام عيد الأضحى. pic.twitter.com/dXwFupiJKi
ولم تعلّق السلطات العراقية لغاية الآن بالتأكيد أو النفي بشأن الوثيقة، خاصة بعد تداولها على نطاق واسع ونشرها أيضاً من قبل منصات إعلامية تتبع فصائل مسلحة حليفة لطهران.
إلا أن مسؤولاً أمنياً رفيعاً في بغداد، أكد أن "حالة التأهب لدى القوات العراقية متواصلة منذ نحو ثلاثة أسابيع تحسباً للهجمات التي تنفذها جماعات خارجة عن القانون"، وفقاً لتعبيره.
وبيّن أن الوثيقة المتداولة عبارة عن معلومات من مصادر لم يجرِ التحقق منها، لتكتسب الدرجة القطعية اليقينية بوجود هجوم وشيك، ومع ذلك يتم التعامل مع أية معلومات من هذا القبيل بدرجة عالية من الاهتمام والمتابعة"، متحدثاً عن وجود جهات عدة تهدف للتأثير على زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المرتقبة إلى واشنطن الأسبوع المقبل من خلال استئناف الهجمات مجدداً.
وختم بالقول إن "الانتشار العسكري والأمني الحالي، جرى فيه مراعاة الساحات العامة والفارغة والأماكن المهجورة التي قد يتم من خلالها نصب منصات الصواريخ ومهاجمة مطار بغداد أو المنطقة الخضراء، كما أن هناك مراقبة لمناطق معينة تنشط فيها عدة فصائل مسلحة، معروف أنها المشتبه الأول في تنفيذ تلك الهجمات.
ويرى مختصون بالشأن الأمني العراقي أن تصعيد الهجمات متوقع، سيما مع استمرار توافد مسؤولين في الحرس الثوري على بغداد، وعقدهم لقاءات مع قيادات وزعماء فصائل مسلحة.
وقال الخبير بالشأن الأمني، العقيد المتقاعد سامي الجواري، لـ"العربي الجديد"، إن "العراق سيبقى ساحة تصعيد وشد وجذب، لحين حسم ملف المفاوضات النووية الإيرانية، إذ تستخدم طهران العراق ساحة ضغط عبر المليشيات المرتبطة بها"، مشيراً إلى أن "التصعيد قد يزداد خلال الأيام المقبلة، بوصفه وسيلة ضغط وترهيب على حكومة الكاظمي التي تستعد لعقد الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، المقرر يوم 26 من الشهر الجاري، بهدف تبني مطلب إخراج القوات الأميركية من العراق الذي تعتبره طهران رئيساً لها".
ومنذ السادس من الشهر الجاري، صعّدت الفصائل المسلّحة هجماتها ضد المصالح الأميركية في العراق، إذ نفّذت هجمات عنيفة ومتواصلة، استهدفت مطار أربيل ومعسكر فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي، وقاعدة "عين الأسد" في الأنبار، والسفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد. وقد تبنّت فصائل مسلّحة عدة تلك الهجمات، فضلاً عن هجمات استهدفت أرتال الدعم اللوجستي للتحالف الدولي.
وتسببت ضربة جوية أميركية استهدفت مواقع لفصائل عراقية مسلّحة، نهاية الشهر الماضي، على الحدود العراقية السورية، في مقتل عدد من عناصر مليشيا "كتائب سيد الشهداء" المدعومة من إيران، وصعّدت بعدها الفصائل هجماتها ضد مواقع عراقية توجد فيها قوات أميركية.