أكدت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة مستعدة لإبقاء حضور دبلوماسي في مطار كابول بعد الموعد النهائي لانسحاب قواتها المحدد في 31 أغسطس/ آب "إذا سمحت الظروف بذلك".
وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس للصحافيين: "إذا كان (الوضع) آمناً، وإذا كانت المسؤولية تقتضي أن نبقى وقتاً أطول، يمكن أن ندرس هذا الأمر"، وفق ما أوردت "فرانس برس".
في المقابل، قال برايس إن بلاده استكملت خفض عدد موظفي سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول، وإن الموظفين الدبلوماسيين الباقين يساعدون في إجلاء المواطنين الأميركيين وحلفائهم الأفغان.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن السفير الأميركي السابق في أفغانستان جون باس توجه إلى كابول اليوم أيضاً للمساعدة في عملية الإجلاء.
وردا على سؤال حول الضمانات التي قدمها المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، قال برايس إن "الأقوال مهمة، لكننا سننظر في الأفعال". وأكد أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي "سيراقبان "طالبان" عن كثب".
وفي وقت سابق الثلاثاء، ذكر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الولايات المتحدة ملتزمة بإنجاز عملية الإجلاء من أفغانستان، مشدداً على أن التركيز الآن منصبّ على الإجلاء "بأسرع وقت ممكن"، مشدداً على أنه من السابق لأوانه أن تتم الإجابة عمّا إذا كانت طالبان "حكومة شرعية".
وقال سوليفان، في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض: "أبلغتنا طالبان أنها مستعدة لضمان عبور آمن للمدنيين إلى المطار، وسنحملها مسؤولية هذا التعهد"، لافتاً إلى أن واشنطن "تحاور" طالبان أيضاً في شأن الجدول الزمني لعمليات إجلاء آلاف الأميركيين والأفغان بواسطة طائرات أميركية.
وكشف سوليفان عن أن الإدارة الأميركية كانت تضع في حساباتها "إمكانية سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان"، مضيفاً أنه "من السابق لأوانه أن تتم الإجابة عمّا إذا كانت طالبان حكومة شرعية في أفغانستان".
وكان المتحدث الرسمي باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد قد أعلن، الثلاثاء، في أول ظهور إعلامي له، انتهاء الحرب في أفغانستان، مطمئناً العالم "وخاصة الولايات المتحدة، بأن الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد الآخرين"، قائلاً: "وصلنا إلى هذه اللحظة بعد 20 عاماً من الجوع والعمل الجاد والجهاد".
وذكر مجاهد، في مؤتمر صحافي من كابول، أن الحركة أصدرت "عفواً عن كل من وقف ضدنا ولا نريد استمرار الحرب"، مؤكداً أن الحركة "تسيطر على كل أنحاء العاصمة، ونحن مسؤولون عن أمن وأمان الدبلوماسيين".
وعن دخول قوات "طالبان" إلى العاصمة كابول، قال مجاهد: "قررنا في البداية ألاّ تدخل قواتنا إلى كابول، ولكن اضطررنا لأن نأمر القوات بالدخول إلى العاصمة بعد أن فشلت الحكومة الأفغانية في توفير الأمن، وبعد خشيتنا من حدوث فوضى".