واشنطن: لا تغيير بسياستنا تجاه استخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا

13 سبتمبر 2024
كيربي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، 9 سبتمبر/ 2024 (ليا ميليس/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- البيت الأبيض يؤكد عدم تغيير السياسة الأميركية بشأن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، رغم مناشدات الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
- بايدن وستارمر يناقشان السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بريطانية وفرنسية تعتمد على التكنولوجيا الأميركية، لكن بايدن يرفض استخدام الصواريخ المصنّعة في الولايات المتحدة لتجنب نزاع نووي.
- ألمانيا ترفض إرسال صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا وتخطط لخفض ميزانية المساعدات العسكرية، بينما ينتقد زيلينسكي الغرب لعدم اتخاذ قرار مشترك لإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.

أعلن البيت الأبيض أنه لا توجد تغييرات في السياسة الأميركية بشأن أوكرانيا واستخدامها للصواريخ بعيدة المدى. وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحافيين، اليوم الجمعة: "لا توجد تغييرات في رؤيتنا بشأن تزويد أوكرانيا بقدرات هجومية بعيدة المدى لاستخدامها داخل روسيا".

وأضاف كيربي "لا أتوقع أي إعلان كبير في ذلك الصدد" من النقاشات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في البيت الأبيض اليوم الجمعة. ويناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه منذ شهور للسماح لأوكرانيا بإطلاق الصواريخ الغربية، مثل أتاكمز الأميركية بعيدة المدى وصواريخ ستورم شادوز البريطانية، إلى عمق روسيا.

ويبحث ستارمر في اجتماعه مع بايدن اليوم في واشنطن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا، ويرجّح أن يكون هذا الاجتماع الأخير بينهما قبل الانتخابات التي يمكن أن تقلب سياسة الولايات المتحدة حيال أوكرانيا رأساً على عقب. وتضغط كييف على واشنطن ولندن لرفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي تزودانها بها. وذكر الإعلام البريطاني بأن بايدن، الذي يشعر بالقلق من إشعال نزاع نووي، مستعد للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بريطانية وفرنسية تعتمد على التكنولوجيا الأميركية، ولكن ليس الصواريخ المصنّعة في الولايات المتحدة.

وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة تحمل على محمل الجد تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيعتبر الغرب ضالعاً مباشرة في الصراع إذا أطلقت أوكرانيا أي صواريخ غربية بعيدة المدى على روسيا، مضيفاً أن هذا ليس موقفاً جديداً من بوتين، وقال "هذه ليست تصريحات لم نسمعها منه من قبل. أثبت بوضوح قدرة على العدوان، لذا، نعم نحن نحمل هذه التعليقات على محمل الجد".

البيت الأبيض يندد بتصريحات "بالغة الخطورة" لبوتين بشأن حرب مع الناتو

وندّد البيت الأبيض، الجمعة، بتصريحات "بالغة الخطورة" أدلى بها بوتين، الذي اعتبر أن حلف شمال الأطلسي سيكون منخرطاً في حرب مع موسكو إذا سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد أراض روسية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار في تصريح لصحافيين إن "ذاك النوع من الخطابات بالغ الخطورة".

ألمانيا تجدّد رفضها دعم أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى

في المقابل، شدّد المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة، على رفض برلين إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، حتى مع مناقشة القوى الغربية الأخرى إتاحة هامش حرية أكبر لكييف في ما يتّصل باستخدام مثل هذه الأسلحة. وقال شولتز عندما سئل عن هذه القضية في مؤتمر صحافي: "اتخذت ألمانيا قراراً واضحاً بشأن ما سنفعله وما لن نفعله. هذا القرار لن يتغير".

وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا صواريخ بعيدة المدى. ومع ذلك، رفضت ألمانيا مراراً وتكراراً إرسال صواريخ توروس البعيدة المدى إلى كييف، خوفاً من تصعيد النزاع. وعندما سئل في وقت سابق من اليوم الجمعة عن المحادثات في واشنطن، قال المتحدث باسم شولتز ستيفن هيبسترايت إنّ "الأسلحة التي تناقشها الولايات المتحدة وبريطانيا الآن" لها مدى أطول من أي شيء قدمته ألمانيا. وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إنّ ما تتفق عليه الولايات المتحدة وبريطانيا "يظل شأنهما"، وأضاف أنّ السماح لأوكرانيا بضرب أهداف في روسيا سيكون "متوافقاً تماماً مع القانون الدولي".

وتعد ألمانيا ثاني أكبر مساهم في المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، لكنها تخطط لخفض ميزانيتها لتلك المساعدات إلى النصف العام المقبل. واجه شولتز ضغوطاً محلية على خلفية هذه القضية، حيث حققت أحزاب تعارض دعم برلين لكييف مكاسب كبيرة في انتخابات إقليمية أجريت في أوائل سبتمبر/ أيلول. مع ذلك، تشدّد الحكومة على أنها "ملتزمة تماماً" بدعم أوكرانيا "طالما تقتضي الضرورة".

زيلينسكي: الغرب "خائف" حتى من الحديث عن المساعدة على إسقاط الصواريخ الروسية

من جهته، أكد زيلينسكي أن الغرب "خائف" للغاية من إثارة احتمال إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي تستهدف أوكرانيا، على الرغم من أنه يساعد إسرائيل في القيام بذلك، وقال بمؤتمر في كييف: "إذا كان الحلفاء يسقطون بشكل مشترك الصواريخ والطائرات المسيرة في مواقع بالشرق الأوسط، فلماذا لا يوجد قرار مماثل لإسقاط الصواريخ الروسية ومسيرات شاهد (الإيرانية) بشكل مشترك في سماء أوكرانيا؟"، مضيفاً "إنهم يخشون حتى أن يقولوا: نحن نعمل على ذلك".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)