واشنطن تفعّل منظومة جديدة ضد الصواريخ قرب مطار بغداد: توقعات بهجمات محتملة

16 ابريل 2021
الهجمات باتت مقلقة للجانب الأميركي (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

أفادت مصادر عسكرية عراقية أن القوات الأميركية الموجودة في معسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، قامت بتشغيل منظومة جديدة للدفاع الجوي وتجربتها عصر اليوم الجمعة، وذلك في أحدث مؤشر على تصاعد التوتر الأمني بين المليشيات الحليفة لإيران والقوات الأميركية.
ويأتي ذلك بعد يومين فقط من الهجوم الذي نفّذ بطائرة مسيّرة واستهدف مطار أربيل الدولي الذي تقع قربه قاعدة للتحالف الدولي، في استراتيجية جديدة تتبعها المليشيات الرافضة للوجود الأميركي في البلاد، الأمر الذي بات مقلقا للجانب الأميركي الذي لا يثق بإجراءات العراق الأمنية بحماية مقاره ومصالحه في البلاد.
ونقلت مواقع إخبارية عراقية عن مسؤولين عسكريين في بغداد، قولهم إن أصوات إطلاق النار كانت بفعل تشغيل منظومة جديدة للدفاع الجوي في معسكر فيكتوريا، الواقع غربي بغداد والذي يضم وحدة مهام أميركية ضمن جهود التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب، وجرى اختبار فاعليتها.
وتعد المنظومة الثانية من نوعها التي تدشنها الولايات المتحدة في بغداد، لمواجهة تحدي الصواريخ التي تطلقها المليشيات الموالية لإيران بين حين وآخر، إذ قامت منتصف العام الماضي بنصب منظومة من طراز "سيروم"، المضادة للصواريخ في حرم السفارة الأميركية وسط المنطقة الخضراء.
مسؤول أمني عراقي رفيع أكد أن "واشنطن لم تبلغ الجانب العراقي أنها ستنصب المنظومة، لكن العراق لا يعترض على ذلك، إذ إن هناك تفاهمات مسبقة بالتعاون الأمني"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "حماية المقار الأميركية هي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة العراقية، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك دور للجانب الأميركي بالدفاع ومنع أي خطر يستهدف مقاره".
وأوضح المصدر ذاته، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "هجوم أربيل الذي نفذ بطائرة مسيرة بات مقلقا ويتطلب إجراءات نوعية لمنع هجمات كهذه قد تقع مستقبلا"، مضيفاً أن "الجانب العراقي يعمل اليوم ضمن استراتيجية واسعة لمنع أي عمليات استهداف للمقار الأميركية وأرتال التحالف الدولي".
يجري ذلك في وقت، بدأت جهات سياسية ممثلة للفصائل المسلحة، التشكيك بالتزام الجانب الأميركي بنتائج الحوار الأخير مع بغداد، والذي جرى الأربعاء الماضي، وانتهى باتفاق على تحويل دور القوات الأميركية إلى المهمات التدريبية وإخراج القوات القتالية من البلاد.
النائب عن" كتلة صادقون"، الممثلة لمليشيا "عصائب أهل الحق" وهي جزء من "الحشد الشعبي"، فاضل الفتلاوي، أكد أن "هناك شكوكا بنوايا الولايات المتحدة تجاه إخراج قواتها من العراق"، مبينا في تصريح صحافي، أن "الحوار كان إيجابيا بما حمله الوفد العراقي من طروحات قوية وداعمة لقرار البرلمان". وتابع قائلا "نحن بانتظار تطبيق الاتفاق الذي تم بين الوفدين العراقي والأميركي، والذي نص على إبقاء عدد من المدربين غير المسلحين فقط، وإخراج جميع القوات القتالية الأخرى".
في ظل هذه الأجواء المتوترة، دعا سياسيون الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤوليتها، إزاء ذلك، باعتبار أن تحركات تلك المليشيات وهجماتها تؤثر على أمن البلاد بشكل عام.
وقال النائب عن تحالف "القوى العراقية"، رعد الدهلكي، لـ"العربي الجديد"، إن "المظاهر المسلحة تتم في بغداد من دون أي رادع، وهذا دليل على أن هناك صراعا بين الدولة واللادولة، الأمر الذي يحتم على رئيس الحكومة (مصطفى الكاظمي) أن يضع رؤية واضحة، إما أن يعمل على تقوية الدولة أو يعلن رسميا أنه لا يستطيع السيطرة على السلاح المنفلت، الذي بات مصدر رعب للأهالي وحتى أنه يرعب الدولة".

وشدد بالقول "نأمل أن يكون هناك قرار للكاظمي في هذا الإطار، فالذي يتحمل مسؤولية فرض الأمن هي الأجهزة الأمنية والحكومة"، داعيا، الكاظمي لأن "يخطو خطوات جريئة لفرض الأمن، وأن يعمل على سحب السلاح المنفلت، الذي يهدد أمن الدولة والمواطن".
ورغم ما تبذله الحكومة العراقية من جهود لوقف عمليات الاستهداف التي تطاول المقار الأميركية وأرتال التحالف الدولي، إلا أنّ عمليات الاستهداف ما تزال مستمرة، وسبق أن تبنت مليشيات مسلّحة، الهجمات التي تستهدف الأرتال.

المساهمون