أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، مساء الثلاثاء، إدراج اثنين من قادة جماعة الحوثيين في القائمة السوداء، بتهمة إطالة الحرب في اليمن، وذلك غداة إعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها تنظر في سبل إضافية لفرض المزيد من الضغط على الحوثيين لوقف ممارساتهم العدوانية على مأرب والأراضي السعودية.
والقياديان هما منصور السعيدي، رئيس أركان القوات البحرية الحوثية، وقيادي آخر يدعى أحمد علي أحسن الحمزي، وهو قائد القوات الجوية الحوثية، والمتهم بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة المكثفة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بدون طيار.
وقال مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أندريا جاكي، في البيان: "تدين الولايات المتحدة تدمير المقاتلَين الحوثيين اللذين ورد ذكرهما اليوم المواقع المدنية. إن هذين الشخصين يقودان القوات التي تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن".
وكانت القوات الجوية هي نقطة التحول الحوثية خلال الفترة الماضية، حيث كشفت الجماعة عن عدة نماذج من الطائرات المسيرة بعيدة المدى التي نفذت هجمات في عدد من المدن السعودية البعيدة عن الأراضي اليمنية، فضلاً عن صواريخ باليستية من طراز "ذو الفقار"؛ وهو صاروخ إيراني بعيد المدى يصل مداه إلى أكثر من 700 كم.
كذلك نفّذت القوات البحرية الحوثية عدة هجمات عبر زوارق مفخخة، على موانئ سعودية، وسفن في المياه الإقليمية اليمنية، وسط اتهامات من التحالف السعودي الإماراتي للحوثيين بتنفيذ أجندة إيران في تهديد ممرات الملاحة بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وجاء إدراج القياديين الحوثيين بعد أسبوعين من شطب الإدارة الأميركية جماعة الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بعد ضغوط مارستها الأمم المتحدة، لدواعٍ إنسانية.
وأبقت الخزانة الأميركية العقوبات على زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وقائد الاستخبارات في الجماعة، عبد الله يحيى الحاكم، وقائد ما تسمى بالمنطقة العسكرية المركزية، عبد الخالق الحوثي، فيما أضاف مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، القيادي الحوثي المعين رئيساً لجهاز البحث الجنائي، سلطان زابن، في قائمة العقوبات بتهمة العنف الجنسي.
ويرى مراقبون أن العقوبات الأميركية الفردية على قياديين حوثيين غير مجدية ولا معنى لها، بعد خسارة خيار الضغط الوحيد الذي كان يتمثل في تصنيف الجماعة بشكل عام.
واعتبر المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، في تغريدة على تويتر، الضغوط الأميركية الجديدة "إعلان براءة ذمه أكثر من كونه موقفاً يمتلك فرصه فعلية، بعد خسارتها خيار الضغط الوحيد الذي كان في يدها، تلوح أميركا بـ"سبل" ضغط على الحوثيين ليست متاحه أو ذات معنى الآن.