واشنطن تطالب إيران بـ"العودة بجدية" إلى مفاوضات فيينا النووية... وموسكو تقول إن توقفها "تقني"

04 ديسمبر 2021
من المفترض استئناف مفاوضات فيينا الأسبوع المقبل (Getty)
+ الخط -

اتهمت الولايات المتحدة الأميركية، السبت، إيران بـ"التلكؤ" في مفاوضات فيينا النووية، آملة رغم ذلك عودة طهران "بجدية" إلى المفاوضات، في حين أعلنت روسيا أنّ اللجنة المشتركة للاتفاق النووي أعلنت "توقفاً تقنياً" للجولة السابعة للمفاوضات، التي عقدت في العاصمة النمساوية. 

وحذر مسؤول أميركي كبير، وفق ما أوردته "فرانس برس"، من أنّ الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تقبل" بأن تواصل إيران عرقلة المفاوضات الهادفة إلى إنقاذ الاتفاق حول برنامجها النووي عبر تطوير هذا البرنامج.

وأوضح المسؤول أنّ واشنطن لم تقرر رغم ذلك إغلاق الباب أمام المفاوضات التي استؤنفت الاثنين في فيينا، وتأمل أن تعود طهران قريباً إلى هذه المحادثات "مع استعداد للتفاوض بجدية".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، قوله إنّ إيران تراجعت عن كل الحلول الوسط التي قدمتها في المحادثات السابقة التي استهدفت إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضاف المسؤول أنّ طهران أخذت التنازلات التي قدمها الآخرون، وطلبت المزيد في أحدث مقترحات طرحتها.

وقال المسؤول للصحافيين، طالباً عدم نشر اسمه، إنّ إيران تواصل تسريع برنامجها النووي بـ"طرق استفزازية"، مضيفاً أنّ الصين وروسيا "فوجئتا بمدى تراجع إيران في المقترحات التي طرحت في محادثات الأسبوع الماضي في فيينا".

وتابع المسؤول الكبير أنّ الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تقبل وضعاً تواصل فيه إيران تسريع برنامجها النووي، بينما تتلكأ في المفاوضات".

من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية، اليوم السبت، أنّ اللجنة المشتركة للاتفاق النووي أعلنت "توقفاً تقنياً" للجولة السابعة للمفاوضات، عازية ذلك إلى قيام الوفود المشاركة في المفاوضات بتقييم "التقدم الحاصل حتى الآن" في عواصمها، وإجراء "مشاورات بشأن الإجراءات اللازمة".

وغرّد مبعوث روسيا إلى هذه المفاوضات، ميخائيل أوليانوف، أنه "من السابق لأوانه خيبة الأمل"، بشأن مستقبل المفاوضات في فيينا، مضيفاً أنه "في الدبلوماسية متعددة الأطراف هناك قاعدة، أنه لا يتم الاتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء". وأوضح أوليانوف أنّ "التغييرات كمبدأ ممكنة، لكن يجب معايرتها بطريقة تحقق المزيد من التقدم".

وفي تغريدة أخرى، أكد المبعوث الروسي أن "ثمة فرصة أمام كل من المشاركين، منهم إيران والولايات المتحدة للتشاور مع العواصم للتفكير بكيفية المضي قدماً مع مراعاة مواقف بقية الأطراف".

كبير المفاوضين الإيرانيين: المقترحات الجديدة "عالجت نواقص وإخفاقات"

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، قد أكد، أمس الجمعة، أنّ مسودتي المقترحات اللتين قدمهما إلى أطراف المفاوضات في فيينا، خلال الأيام الماضية، تعكسان رؤية الحكومة الإيرانية الجديدة بشأن مسودات سابقة، توصلت إليها الأطراف خلال الجولات الست السابقة من المفاوضات، قائلاً إنّ المقترحات الجديدة "عالجت نواقص وإخفاقات المسودات (السابقة) وأجرت عليها تعديلات".

وأضاف باقري كني، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الإنكليزية، أنّ هذه المقترحات تعتمد على "مقررات الاتفاق النووي" المبرم عام 2015، قائلاً إنّ الأطراف الأخرى "لا يمكنها رفض هذه المسودات".

وبخصوص العقوبات؛ شدد المسؤول الإيراني على أنه "يجب أن ترفع فوراً جميع العقوبات المنصوص عليها بالاتفاق النووي، فضلاً عن العقوبات التي فرضتها أميركا وفق سياسة الضغوط القصوى".

وأشار إلى أنّ هناك مسودة ثالثة لم تقدمها إيران بعد للأطراف الأخرى، قائلاً إنها تتناول مسألة آلية التحقق من رفع العقوبات والضمانات، لافتاً إلى أنّ هذين الموضوعين "مهمان للغاية"، مع القول إنّ بلاده ستعرض المسودة الثالثة على الأطراف الأخرى بعد تلقيها ردود هذه الأطراف على المسودتين الأوليين.

وشدد باقري كني، على أنّ "عزمنا الجاد لاستمرار المفاوضات ونهجنا القوي المحكم يدفعنا إلى أن نكون متفائلين بمستقبل المفاوضات ونجاحها، لكننا لن نخدع لأننا لا نثق بالطرف الآخر". 

وانتهت، أمس الجمعة، الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي عبر رفع العقوبات على إيران وعودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية، على أن تستأنف الأسبوع المقبل. 

وثمة اتهامات بين إيران والأطراف الأميركية والأوروبية بعدم إبداء الجدية في هذه المفاوضات التي استؤنفت الإثنين الماضي بعد أكثر من خمسة أشهر من توقفها.

المساهمون