واشنطن توافق على استخدام أوكرانيا أسلحة أميركية لضرب أهداف داخل روسيا

31 مايو 2024
بلينكن في براغ خلال إعلان السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية، 31 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على استخدام أوكرانيا لأسلحة أمريكية ضد أهداف داخل روسيا، مما يمثل تحولاً في السياسة الأمريكية استجابةً للضربات الروسية على خاركيف.
- زيلينسكي يرى أن استخدام الأسلحة الغربية ضد روسيا هو "مسألة وقت"، مؤكداً على أهمية الدعم العسكري الأمريكي والغربي لتعزيز قدرة أوكرانيا على الردع.
- تصاعد الصراع مع زيادة الهجمات الروسية على أوكرانيا ورد كييف بضربات داخل روسيا، فيما أعلن الناتو والولايات المتحدة استعدادهما للرد، مع تأكيد تركيا على ضرورة عدم تورط الناتو مباشرة.

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، إن الرئيس جو بايدن سمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية لضرب أهداف داخل روسيا تشنّ منها ضربات على أهداف في خاركيف الأوكرانية، وذلك بعد أن طلبت كييف من واشنطن الإذن بذلك في الأسابيع القليلة الماضية. وبعد أن ألقى بلينكن كلمة في مؤتمر صحافي عقب اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، لم يذكر على وجه التحديد ما إذا كان الإذن الذي أعطاه بايدن لأوكرانيا يمكن أن يشمل مدناً وأهدافاً روسية أخرى أعمق داخل روسيا.

وأضاف بلينكن أن خطوة واشنطن، التي تمثل تغييراً ملحوظاً في سياسة بايدن الذي رفض من قبل السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية في شن هجمات داخل روسيا، كانت ثمار استراتيجية الولايات المتحدة في التكيف مع المتغيرات في ساحة المعركة. وقال إنّ الولايات المتحدة تستجيب في الوقت الراهن لما تراه يحدث في منطقة خاركيف وما حولها. وتابع قائلاً إنّه "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، طلبت منا أوكرانيا السماح لها باستخدام أسلحة أميركية للتصدي لهذا العدوان، ويشمل ذلك مواجهة القوات الروسية التي تتجمع على الجانب الروسي من الحدود ثم تشن هجمات داخل أوكرانيا". وأضاف: "وصل هذا الطلب مباشرة إلى الرئيس، وكما سمعتهم فقد وافق على استخدام الأسلحة الأميركية لهذا الغرض. وفي المستقبل، سنفعل ما قمنا به، وهو تعديل (المواقف والإجراءات) بما يتناسب مع (المتغيرات)".

وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يعدل فيها بايدن سياسته المتعلقة بإمدادات الأسلحة لأوكرانيا. وفي وقت سابق من هذا العام، استجاب لمطالب إرسال صواريخ أتاكمز بعيدة المدى إلى كييف. وقال مسؤولون أميركيون، أمس الخميس، إن السياسة الأميركية ستواصل حظر استخدام الجيش الأوكراني لصواريخ أتاكمز، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وغيرها من الأسلحة بعيدة المدى التي توفرها الولايات المتحدة لشنّ هجمات عميقة داخل روسيا.

استخدام أسلحة أميركية ضد روسيا.. "خطوة إلى الأمام"

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، إن استخدام كييف أي سلاح غربي في مهاجمة روسيا "مسألة وقت". وتزيد كييف، الأقل من حيث التسليح والأفراد في ساحة المعركة، من ضغوطها على حلفائها الغربيين لتتمكن من تنفيذ ضربات هجومية على أهداف للجيش داخل روسيا لتعزيز قدرتها على ردع التقدم الروسي. وقال زيلينسكي للصحافيين خلال زيارة لاستوكهولم: "أعتقد أن استخدام أي أسلحة، أقصد أسلحة غربية، على أراضي روسيا مسألة وقت. وإذا لم يحدث ذلك فلن يكون هناك سلام عادل".

وشددت كييف على ضرورة استخدام أسلحة مقدمة من الغرب لشنّ هجمات داخل روسيا في وقت تصد فيه التقدم الروسي في منطقة خاركيف شمال شرقيّ البلاد. وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا "تلقت رسالة من الجانب الأميركي في الصباح الباكر" تكشف عن "خطوة إلى الأمام" في الدفاع عن سكان القرى القريبة من الحدود مع روسيا. ولم يفصح عن معلومات إضافية حول الاتصالات مع الولايات المتحدة. وذكر أنه لا يعرف القيود المحتملة المتعلقة باستخدام طائرات "إف-16" المقاتلة المنتظرة منذ وقت طويل، لكنه حثّ على العدالة، قائلاً إن أوكرانيا ينبغي أن تتمكن من الرد على الهجمات الروسية.

الهجمات الروسية تتصاعد

وأرجع مسؤولون أميركيون التغير في موقف واشنطن إلى القصف الروسي اليومي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وأوقعت الضربات الروسية الأخيرة على المدينة خلال الليل ستة قتلى و25 مصاباً، بينهم طفلان، وفق السلطات. وقالت يوليا، وهي من السكان المحليين، إن عدة عمليات قصف وقعت في أثناء الليل، ما دفعها إلى اللجوء إلى قبو للاحتماء. وأضافت: "هؤلاء وحوش، هؤلاء ليسوا بشراً. لا يمكن للناس أن يفعلوا شيئاً كهذا في القرن الحادي والعشرين". وقال الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف إن عملية إزالة الأنقاض ما زالت مستمرة، و"قد يكون هناك مزيد من الناس تحتها". في الأثناء، يواصل زيلينسكي الضغط على الحلفاء الغربيين للحصول على مزيد من الدعم.

وكثّفت أوكرانيا ضرباتها على أهداف روسية في الأشهر الأخيرة، وأعلنت شنّ هجمات بمسيّرات على بنى تحتية عسكرية وطاقيّة في عمق روسيا. وأعلن الجيش الروسي الجمعة إسقاط 29 مسيّرة أوكرانية كانت تستهدف مدينة نوفوروسيسك ومستودعاً للنفط في تمريوك. كذلك قتل أربعة أشخاص وأصيب اثنان آخران في قصف أوكراني على منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا الخاضعة جزئياً لسيطرة موسكو، وفق ما أفادت وكالات أنباء روسية.

ويأتي تكثيف الضربات مع إحراز القوات الروسية تقدماً ميدانياً تدريجياً هذا العام في أوكرانيا بعد تصديها لهجوم مضاد أوكراني العام الماضي. وأعلن وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف، الجمعة، أن قوات بلاده سيطرت على 880 كيلومتراً مربعاً في أوكرانيا منذ بداية 2024. وقال خلال اجتماع في ألماتي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا إن "التقدم يتحقق في كل الاتجاهات التكتيكية"، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.

الناتو سيرد على تكثيف الهجمات الروسية.. وتركيا تعارض

في السياق ذاته، أعلن بلينكن من براغ أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) سترد على تزايد الهجمات الهجينة التي تشنها روسيا ضد العديد منها. وقال للصحافيين بعد اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الناتو في براغ: "كانت كل دولة حليفة تقريباً ضحية لتكثيف الهجمات الروسية الهجينة". وأضاف: "نعرف ما يفعلونه وسنرد فردياً وجماعياً إذا لزم الأمر".

ورد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، اليوم الجمعة، على بلينكن بالقول إن بلاده ترفض أن "يشارك" حلف شمال الأطلسي في الحرب بأوكرانيا، وذلك إثر اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الحلف في براغ. وقال الوزير التركي: "ندعم مواصلة مساعدة أوكرانيا وقدرة أوكرانيا على ضمان الردع، لكننا لا نريد أن يشارك حلف شمال الأطلسي في هذه الحرب".

وفي آخر التصعيدات الروسية، أزالت روسيا العوامات التي ترسم حدودها مع إستونيا على نهر نارفا، الأسبوع الماضي، ما دفع تالين الى التنديد بـ"عمل استفزازي". وأعلنت أجهزة الأمن البولندية الأربعاء اعتقال ثلاثة أشخاص يشتبه في قيامهم بإشعال حرائق "لحساب" روسيا في مناطق مختلفة من بولندا.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)