واشنطن تحذر إسرائيل من "كارثة" في حال اجتياح رفح

واشنطن تحذر إسرائيل من "كارثة" في حال اجتياح رفح

08 فبراير 2024
أكثر من مليون شخص يعيشون لاجئين في رفح (رحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -

حذرت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص، من دون تخطيط أو بالقليل من التفكير، ستكون "كارثة".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين إنه لن يدعم أي خطط إسرائيلية للقيام بعمليات عسكرية كبيرة في رفح، مضيفاً أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أوضح مخاوف الولايات المتحدة بشأن مثل هذه العمليات.

واعتبر المتحدث أن "أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، ومع وجود أكثر من مليون - وربما أكثر من مليون ونصف مليون - فلسطيني يلتمسون اللجوء ويبحثون عن مأوى في رفح، من دون إيلاء الاعتبار الواجب لسلامتهم، ستكون كارثة، ولن نؤيدها".

من جانبه، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحافيين: "لن ندعم القيام بشيء كهذا من دون تخطيط جاد وموثوق به، لأنه يتعلق بأكثر من مليون شخص يحتمون هناك، وأيضاً من دون النظر في آثاره على المساعدات الإنسانية والمغادرة الآمنة للأجانب".

وأضاف باتيل أنّ الولايات المتحدة لم تر دليلاً على أن إسرائيل وضعت تخطيطاً جاداً لمثل هذه العملية، على الرغم من اجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع حكومة الحرب الإسرائيلية أمس الأربعاء.

قلق فرنسي من تكثيف الغارات الإسرائيلية على رفح

بدورها، أعلنت فرنسا، التي تسعى للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، أنها تشعر بقلق بالغ إزاء تكثيف الغارات على مدينة رفح في جنوب القطاع المدمر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان، خلال مؤتمر صحافي الخميس: "نحن قلقون جداً لاستمرار المعارك في قطاع غزة وخصوصاً قرب معبر رفح، لأنه نقطة حيوية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

وأكد مجدداً أنّ عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين يعد "انتهاكاً للقانون الدولي".

وأشار إلى أن "الأولوية المطلقة، كما قال رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون)، هي للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار"، مضيفاً أنها الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه إلى جميع محاوريه خلال زيارته إلى الشرق الأوسط.

وتأتي تصريحاته في الوقت الذي كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على رفح الخميس، ما زاد المخاوف على مصير أكثر من مليون فلسطيني عالقين في هذه المدينة بقطاع غزة.

في موازاة ذلك، تجرى مفاوضات جديدة لمحاولة التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس.

وسبق أن دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي اختتم الخميس جولة في المنطقة لتشجيع الجهود للتوصل الى وقف الحرب الإسرائيلية، الاحتلال إلى "حماية" المدنيين في عملياته العسكرية.

تحذير أممي: التقارير عن قصف رفح مثيرة للقلق العميق

في السياق أيضاً، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنّ "التقارير عن القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، مثيرة للقلق العميق".

وأضاف في منشور للمنظمة الأممية على حسابها عبر منصة "إكس" الخميس: "في سعيهم اليائس للحصول على الأمان، يلجأ نصف سكان غزة إلى رفح حيث تكتظ المستشفيات الستة بالمرضى".

واختتم حديثه بالقول إن "أولئك الأشخاص ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، يجب وقف إطلاق النار الآن".

وأمس الأربعاء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من عواقب أي إجراء إسرائيلي على مدينة رفح.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية.

(رويترز، فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)