تتوقع واشنطن أن يجري تقليص المرحلة الأكثر كثافة من الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في جنوب قطاع غزة في أوائل يناير/ كانون الثاني المقبل، لتصبح محدّدة الأهداف بشكل أكبر، وفق ما أكده مسؤولون أميركيون لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء.
ويقول المسؤولون إنه لا تزال لدى إسرائيل ما وصفوها بـ"أهداف عسكرية مشروعة" في جنوب غزة، تبرّر هجومها المستمرّ حول خانيونس وغيرها من المناطق التي يُعتقد أن كبار نشطاء حركة حماس يختبئون فيها، إلا أن واشنطن تتوقع تحوّلاً في التكتيكات بعيداً عن الهجوم البري الكامل، على الأرجح في يناير، نحو غارات متلاحقة لملاحقة كبار قادة "حماس" وأهداف أخرى عالية القيمة، وفق ما يؤكده المسؤولون الذين تحدثوا إلى الصحيفة شرط عدم الكشف عن هوياتهم.
ويقول مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "الآن هي المرحلة الأكثر كثافة"، مؤكداً أنه في مرحلة ما، سيكون النهج مختلفاً، مع وجود عدد أقل من القوات على الأرض.
إلى ذلك، يقول مسؤول إسرائيلي كبير إنه لا يوجد خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن أهداف العملية، وهي القضاء على حركة حماس، وإنهاء قدرتها على حكم قطاع غزة أو مهاجمة إسرائيل. ويضيف: "هناك مستوى عالٍ من التفهم لما نقوم به"، مؤكداً أن المسؤولين الإسرائيليين يطلعون نظراءهم الأميركيين على العمليات التي ينفذونها مرات عدة في الأسبوع.
احتلال مؤقت
وفي حين يؤكد المسؤولون الأميركيون أنهم لا يريدون أن يروا إسرائيل تحتلّ غزة، إلا أنّهم يقرّون في المقابل بأن احتلالاً مؤقتاً قد يكون ضرورياً حتى يتمّ التوصل إلى ترتيبات طويلة الأمد مع الدول العربية والشركاء الآخرين.
وقالت إسرائيل إنها تتوقّع السيطرة الأمنية على قطاع غزة إلى أجل غير مسمّى، لكنّ المسؤولين الأميركيين يشددون على أن هذا لا يعني احتلالاً طويل الأمد.
وتنقل "فاينانشال تايمز" عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الإسرائيليين يفهمون أن السيطرة على غزة لا تعني الوجود فيها، بل الاحتفاظ بالحق في دخولها.
وتأتي التوقعات بتغيير إسرائيل تكتيكاتها، في وقت يستعدّ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لزيارة المنطقة مجدداً هذا الأسبوع، لإجراء مناقشات حول الحرب، والتحضيرات للفترة التي تليها. ويُتوقّع أن يحث حكومة الاحتلال على أن تكون أكثر دقة في عملياتها العسكرية، والسماح بدخول مساعدات إنسانية أكبر إلى قطاع غزة.