"واشنطن بوست" توثق الدمار في الحرب الإسرائيلية على غزة: لا مثيل له في القرن الـ21

23 ديسمبر 2023
الحرب الإسرائيلية على غزة تخلف دماراً غير مسبوق (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، في تحقيق معزّز بالخرائط والمعطيات، إن الحرب الإسرائيلية على غزة لم يشهد العالم مثيلاً في الدمار خلال القرن الحادي والعشرين.

وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي ردّ على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من خلال تدمير أجزاء واسعة من القطاع المحاصر، ما أدى لاستشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني، وترحيل غالبية السكان قسرياً.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى الهجمات الأشد فتكاً كانت عبر الضربات الجوية، التي سوّى خلالها الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية بأكملها مع الأرض، وخلّفت حفراً عميقة في الأرض.

وذكرت "واشنطن بوست" أنها أنجزت تحقيقها حول الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، والمعطيات المتاحة حول الضربات الجوية وتقييم الأضرار الذي أنجزته الأمم المتحدة، فضلاً عن إجراء مقابلات مع 20 من العاملين في مجال الإغاثة ومقدمي الرعاية الطبية، وكذلك خبراء الذخائر العسكرية والحروب الجوية.

وخلصت الصحيفة إلى أن الدلائل تشير إلى أن الاحتلال نفذ حربه على غزة بوتيرة ومستوى تدمير يفوق على ما يبدو أي نزاع حديث، ما تسبب في تدمير عدد أكبر من المباني السكنية في وقت أقصر، مما قام به النظام السوري في حربه على حلب ما بين 2013 و2016، وكذلك الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم "داعش" في موصل بالعراق، والرقة بسورية في عام 2017.

في هذه الأثناء، توقف تحقيق الصحيفة بشكل موسع عند الضربات التي استهدف من خلالها الاحتلال المستشفيات في غزة ومحيطها، وقالت إنها خلصت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ ضربات جوية بشكل متكرر وعلى نطاق واسع قرب المستشفيات، التي يتعيّن أن تحظى بحماية خاصة بموجب قوانين الحرب.

وأضاف التحقيق أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى العشرات من الحفر فوق سطح الأرض قرب 17 من أصل 28 مستشفى شمالي غزة، حيث كانت الضربات والمعارك تتركز في الشهرين الأولين من الحرب الإسرائيلية على غزة. وقالت إن 10 حفر على الأقل تشير إلى استخدام قنابل تزن ألفي رطل (نحو طن)، وهي الكبرى المستخدمة في الحروب.

تعليقاً على ذلك، قالت للصحيفة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش إيغر، "لا يوجد أي مكان آمن. نقطة على السطر"، مضيفة "لا يوجد أي شارع مررت منه لم أر فيه تدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات".

وأوضح التحقيق أن الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت في إصابة أكثر من 53 ألفاً و320 فلسطينياً، واستشهاد 7700 طفل، فيما يصل عدد النساء والأطفال إلى 70 بالمائة من بين كل الشهداء، علاوة على التهجير القسري داخل القطاع المحاصر لـ1.9 مليون فلسطيني، ما يمثل 85 في المائة من السكان.

وفي هذا الصدد، قال للصحيفة مايكل لينك، الذي شغل منصب المقرر الأممي الخاص حول حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية بين 2016 و2022: "يظهر أن عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في هذه الفترة الزمنية القصيرة هو الأعلى على الإطلاق في عدد الضحايا المدنيين خلال القرن الحادي والعشرين".

المساهمون