تبدو "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بصدد السيطرة على المعابر الفاصلة بين سلطات الأمر الواقع في أكثر من موضع من شمال غرب سورية، إذ سيطر فصيل مقرّب منها في ريف حلب (الخاضع لسيطرة الجيش الوطني حليف تركيا) على معبر الحمران، الأمر الذي دفع بوزارة الدفاع السورية المؤقتة و"الجيش الوطني" لإطلاق عملية أمنية لدحر الهيئة والفصائل المرتبطة بها من ريف حلب، والتي وصفتها وزارة الدفاع بـ"الجماعات الانفصالية".
وسيطر فصيل "حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، المقرّب من الهيئة، أمس الخميس، على معبر الحمران بريف مدينة جرابلس، والذي يُعدّ من أهم المعابر الاقتصادية في الشمال السوري، والذي يفصل بين جرابلس الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" من جهة، ومنبج الخاضعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى.
وفصيل "حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، الذي بات يُعرف بـ "أحرار عولان"، نسبة لاتخاذه من منطقة عولان مقراً له بقيادة من يُعرف بـ"أبو الدحداح"، هو جزء من "حركة أحرار الشام" التي تُعدّ من أكبر فصائل المعارضة السورية، والتي تأسّست منذ اندلاع الحراك المسلّح ضد النظام السوري عقب انطلاق الثورة السورية، وهذا الجناح من الحركة المنضوي ضمن صفوف "الجيش الوطني"، بات يدين بالولاء لـ"هيئة تحرير الشام" المسيطرة في إدلب.
وسيطر الفصيل المذكور على المعبر الهام، الذي يُعدّ من أهم معابر دخول المحروقات إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال الغربي من البلاد، بالإضافة إلى السيطرة على ثلاثة معابر في محيطها، وذلك بعد معارك مع مجموعات من "أحرار الشام" تتبع للفيلق الثاني في "الجيش الوطني"، ومجموعات تابعة لـ"فرقة السلطان مراد" التابعة للفيلق ذاته.
ومع هذه السيطرة، أعلنت فصائل "الجيش الوطني" الاستنفار في محيط منطقة المعبر تهيئة لاستعادته، كما انتشرت قوات قرب معبر الغزاوية الفاصل بين حلب وإدلب، لمنع دخول مؤازرات من "هيئة تحرير الشام" لـ"أحرار عولان"، كما حدث في السابق مع فصائل أخرى، في حين قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الجيش التركي أرسل تعزيزات إلى منطقة معبر الغزاوية، تتضمن دبابات ومجنزرات، وذلك لمنع دخول أرتال المؤازرة في حال إرسالها.
وقالت وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، المقربة من أنقرة في بيان، إن "الجيش الوطني"، وبأمر من الوزارة، "أطلق عملية لتعزيز الأمن والسلام" في منطقة معبر الحمران ضد من وصفها بـ"المجموعات المخربة والانفصالية"، والتي "تضر بأمن الحدود وسلامة المدنيين".
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أنه على الرغم من انسحاب تلك المجموعات من المناطق التي سيطرت عليها، إلا أن العملية لا تزال مستمرة، لكن معلومات "العربي الجديد" أشارت إلى عدم انسحاب "أحرار عولان" من معبر الحمران.
من جهته، قال هشام سكيف، وهو مسؤول العلاقات العامة في الفيلق الثالث التابع لـ"الجيش الوطني"، إن فصيل "أحرار عولان"، الذي نسبه لـ"هيئة تحرير الشام"، غير مقبول من قبل "الجيش الوطني" والحليف التركي، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن الفصيل محاصر من قبل فصائل الجيش الوطني، وأن القتال متوقف بشكل مؤقت مع مفاوضات بين الطرفين لانسحاب الفصيل من المعبر.
وكشف سكيف أن "المفاوضات تتضمن حالياً انسحاب هذا الفصيل المرتبط بالهيئة، مع حصول الأخيرة على جزء من عائدات معبر الحمران، لا سيما مادة الفيول الخام، دون غيرها من العائدات الأخرى"، غير أنه أكد أن هناك عزماً من "الجيش الوطني" وحليفه التركي لتحقيق أهداف العملية القائمة، لإبعاد الفصيل المسيطر على المعبر "سلماً أو حرباً".
وكانت "هيئة تحرير الشام" دخلت إلى ريف حلب في أعقاب اندلاع قتال خلّفه مقتل الناشط محمد أبو غنوم، واتهام فصيل من "الجيش الوطني" باغتياله، لتقف الهيئة إلى جانب الفصيل، ودخولها في محاولة مساندته، قبل أن تضطر للانسحاب بضغط من تركيا.