دعت هيئة الانتخابات في الجزائر الأحزاب السياسية والمستقلين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات المحلية الجزئية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول، والتي تشمل عددا ضئيلا من البلديات في منطقة القبائل شرقي البلاد، كانت قد تخلفت عن الانتخابات المحلية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسب رفض السكان المحليين وغلق مكاتب الاقتراع.
وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، في مؤتمر صحافي خلال زيارته إلى ولاية بجاية شرقي الجزائر، للاطلاع على ظروف تحضير الانتخابات الجزئية في ثلاث بلديات بالولاية، إن "إقدام الأحزاب السياسية والقوائم الحرة على سحب ملفات الترشح وإقبال المواطنين للتسجيل في القوائم الانتخابية رغم فترة العطلة، "دليل على أن الديناميكية تبشر بالخير". وأضاف "أشجعكم اليوم على مواصلة المسار وتطويره لصالح منطقة القبائل وللجزائر ككل، ومرجعنا في الثورة هو بيان أول نوفمبر ويليه مؤتمر الصومال".
ووصف شرفي إجراء الانتخابات المحلية الجزئية في ولايتي بجاية وتيزي وزو، بأنه "تعبير عن الديمقراطية الحقيقية والحس المدني لسكان المنطقة"، مضيفا أنه يتعين "تجسيد الديمقراطية والتنافس الشريف بين الأفراد والمواطنين بكل سلمية واحترام"، بعد فترة التوتر التي كانت شهدتها بعض بلديات الولاية خلال الاستحقاقات الانتخابية الماضية، على خلفية رفض سياسي مرتبط بالحراك الشعبي والاعتراض على المسار الانتخابي.
وتجرى الانتخابات المحلية الجزئية في في ست بلديات في منطقة القبائل، وهي بلديات مسينة وفرعون وتوجة وآقبو بولاية بجاية، إضافة إلى بلديات آيت حمود وآيت بومهدي بولاية تيزي وزو، كان تعذر إجراء الانتخابات بها في 27 نوفمبر الماضي، بسبب رفض السكان وغلق مراكز الاقتراع بها على خلفية سياسية. وأشاد رئيس هيئة الانتخابات، وهو وزير عدل سابق، بالتحول الذي حصل في موقف سكان المنطقة من رفض سابق للانتخابات، إلى المشاركة فيها، مضيفا "واليوم أخذت موقفا آخر وهو المشاركة في الانتخابات المحلية الجزئية المقررة يوم 15 أكتوبر"، واستطرد قائلا "أنا متيقن أن هذه منطقة القبائل ستكون سببا في تمتين النسيج الوطني خدمة للجزائر مقاومة ضد التخلف ولكل ما يعيق تطور الجزائر".
وكانت ولايات المنطقة القبائل قد سجلت أقل النسب في مشاركة الناخبين، حيث سجلت ولاية تيزي وزو 20 في المائة بالنسبة للانتخابات البلدية، و15 في المائة بالنسبة للتصويت في الانتخابات الولائية، وسجلت ولاية بجاية نسبية اقتراع بين 18.36 في المائة و14.77 في المائة في صناديق الانتخابات المزدوجة البلدية والولائية، بسبب الظروف المضربطة سياسيا التي جرت فيها الانتخابات، بسبب استمرار الرفض الشعبي للمسار الانتخابي في بعض مدن المنطقة.
وفي 18 يوليو الجاري، كان استدعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الهيئة الناخبة للانتخاب على تشكيل مجالس محلية في انتخابات تجرى في 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث ظلت هذه البلديات مسيرة من قبل مندوبين إداريين عينتهم السلطات، بعد انتهاء صلاحية المجالس المحلية السابقة.
وأعلن جبهة القوى الاشتراكية المعارضة، وهي أبرز الأحزاب في منطقة القبائل، مشاركته في الانتخابات المحلية الجزئية المقبلة، بعد مشاركته في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على الرغم من مقاطعته للانتخابات النيابية السابقة التي جرت في يونيو 2021، فيما يتمسك ثاني كبرى الأحزاب المتمركزة في منطقة القبائل، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بموقفه الرافض للمشاركة في كامل المسار الانتختابي، بما فيها الانتخابات الجزئية المقبلة.