استمع إلى الملخص
- أجرى هوكشتاين مباحثات مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي حول وقف الخروقات الإسرائيلية، وزار الناقورة لترؤس اجتماع حول آلية التطبيق، مؤكداً استمرار انسحاب الجيش الإسرائيلي.
- التقى هوكشتاين برئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون، مؤكداً دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني، مع تصاعد الخروقات الإسرائيلية وتهديدات بإلغاء الاتفاق.
هوكشتاين: الجيش اللبناني هو الكيان المسلح الذي يوفّر الأمن للبنان
هوكشتاين: يجب استغلال الوقت للتوصل إلى توافق سياسي
قائد الجيش اللبناني يعقد لقاء مع هوكشتاين
أكد الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين، الاثنين، عقب لقائه مسؤولين لبنانيين في بيروت، متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، موضحاً أن "تنفيذه ليس عملية سهلة"، فيما كرّر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي "المطالبة بوقف الخروقات الأمنية الإسرائيلية لوقف إطلاق النار والاعتداءات المتواصلة على البلدات الجنوبية والتدمير الممنهج للمنازل والمنشآت وانتهاك الأجواء اللبنانية.
واستقبل ميقاتي الموفد هوكشتاين مساء الاثنين، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ورئيس لجنة الإشراف الخماسية لوقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفيرز. وفي الاجتماع، جرى بحث المراحل التي قطعها وقف إطلاق النار منذ الإعلان عن الترتيبات الأمنية الخاصة بذلك.
وطالب ميقاتي بـ"وضع جدول زمني واضح لاتمام الانسحاب الإسرائيلي قبل إنتهاء مهلة الستين يوما"، مضيفا: "استمرار هذه الانتهاكات والحديث عن نية إسرائيل تمديد مهلة وقف إطلاق النار أمر مرفوض بشدة، ونحن نضع ما يحصل برسم الدول التي رعت التوصل إلى هذه الترتيبات واللجنة المكلفة بالاشراف على تنفيذها".
وعقب الاجتماع، صرّح هوكشتاين إنه عقد اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "وأجرينا مباحثات بناءة للغاية، كما نفعل دائما، وبحثنا تطبيق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية".
وتابع: "هذا المساء، تحدثنا عما ينبغي على الحكومة أن تقوم به للاستمرار بتطبيق هذا الاتفاق والتأكد من أن البلاد ستتمكن من الاستفادة من الاتفاق والوصول إلى الازدهار والاستقرار. لقد انتقلت إلى الناقورة في وقت سابق من هذا اليوم لترؤس اجتماع حول آلية التطبيق مع الجنرال جيفيرز ولضمان أن آليات التحقق من تطبيق وقف إطلاق النار تسير بطريقة سلسة. وسررنا بأننا علمنا بأن الجيش الإسرائيلي قد انسحب من الناقورة، من القطاع الغربي في جنوب لبنان، وعاد إلى إسرائيل، وهذه الانسحابات ستستمر حتى تكون قوات الجيش الاسرائيلي خارج لبنان بشكل كامل. حصلت تطورات كثيرة في الأيام السابقة، وأتوقع أن أرى المزيد من التقدم في هذا السياق".
وأردف: "التطبيق لربما لم يحصل بالسرعة التي يتمناها بعضهم، ولكن ما سمعته اليوم في الناقورة جعلني أشعر بالأمل بأننا على الطريق الصحيح، وأن قوات الجيش اللبناني تظهر بأنها شريك بالكامل، تفهم ما هي احتياجات الشعب اللبناني وجغرافية لبنان وهي توحي لنا بالثقة، وبأن لبنان سيستعيد أمنه وسلامته في وقت قريب، وأن الولايات المتحدة تبقى مستمرة في الالتزام بتطبيق هذه الاتفاقية ودعم الجيش اللبناني في هذه العملية والمهمة".
ورداً على سؤال عما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيكون خارج لبنان في 26 من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، قال هوكشتاين: "إن اتفاقية وقف الأعمال العدائية بدأ تنفيذها في 27 أكتوبر، وكان المطلوب احترام كل بنود هذه الاتفاقية، ومنها وضع الآلية التي تقضي بأن يكون هناك فريق من الجيش الأميركي هنا لبناء هذه الآلية وجنرال فرنسي أيضا للانضمام إلى هذا الفريق. وهذا الأمر استلزم بعض الوقت، ونحن نبني هذه العملية من الصفر، والوصول إلى التطبيق لم يحصل بالسرعة التي تمناها الجميع، ولكنه أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم وهو انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من أحد القطاعات، وهذا يعني انسحاباً على مراحل بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني، وهذا ما حصل اليوم".
وتابع: "هذا العمل الذي أدى إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي اليوم سيستمر، ما سيسمح بحصول المرحلة الثانية التي نركز عليها، وهي الانسحاب من القطاع التالي ومن ثم القطاع الأخير. هذا الانسحاب يسير بحسب الخطة وليس بحسب توقعات الجميع في لبنان وإسرائيل، ولا تزال أمامنا عشرون يوماً للوصول إلى فترة الستين يوما وسنستمر في العمل نفسه الذي أدى إلى الانسحاب والانتشار الذي شهدناه اليوم والذي سيستمر. وأكمل: "يتبين من التقارير أن الأمور تسير كما يجب وأن الجيش اللبناني يقوم بعمله بشكل جيد للغاية، ولذلك ليس لدي أي سبب يدفعني ألا أتوقع أن الأطراف ستبقى ملتزمة بتطبيق هذا الاتفاق الذي توافقوا عليه".
هوكشتاين يلتقي بري
أكد هوكشتاين، بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري مساء اليوم الاثنين في بيروت، متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، موضحاً أن "تنفيذه ليس عملية سهلة". وشدّد على أن "الجيش اللبناني هو الكيان المسلّح الأول الذي يوفّر الأمن للبنان وجنوبه ويسمح لسكان الجنوب بالعودة إلى ديارهم". ولفت هوكشتاين إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من الناقورة في الجنوب ومعظم القطاع الغربي وسيتبع ذلك انسحابات أخرى حتى يخرج تماماً من لبنان، والولايات المتحدة مع المجتمع الدولي سيواصلان العمل على دعم الجيش اللبناني بينما يوفّر الأمن بالجنوب".
وقال المبعوث الأميركي "منذ زرت لبنان والكثير تغيّر في المنطقة، وهناك أوقات حاسمة بالنسبة إلى لبنان، ويجب استغلال الوقت ليس فقط لتنفيذ الاتفاق، بل التوصل إلى توافق سياسي والتركيز على لبنان لمصلحة اللبنانيين، فهذه فرصة لإعادة بناء الاقتصاد والقيام بالإصلاحات التي تسمح بالاستثمار وتعيد البلاد إلى النمو والازدهار الاقتصادي". كما عقد قائد الجيش اللبناني جوزيف عون اجتماعاً اليوم الاثنين مع هوكشتاين بحضور رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، تناول البحث بآلية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب.
وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللقاء كان جيداً واستعرض مرحلة وقف إطلاق النار منذ انطلاقتها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ودخول الاتفاق حيّز التنفيذ، مع عرض الجانب اللبناني سلسلة الخروقات الإسرائيلية التي لا تزال مستمرّة حتى في ظلّ وجود اللجنة الخماسية وكبير مستشاري الرئيس جو بايدن". أفاد المصدر بأنّ "عون عرض مراحل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وذلك في المواقع التي ينسحب منها جيش الاحتلال على أن تستكمل في المرحلة المقبلة مع انسحاب العدو، متوقفاً عند تأخر جيش الاحتلال من انسحابه من بعض القرى، الأمر الذي يعيق عملية انتشار الجيش اللبناني ويؤخرها ما يحتم الضغط على إسرائيل للالتزام ببنود الاتفاق".
ولفت المصدر إلى أنّ "قائد الجيش تحدث عن التزام لبنان الكامل بالاتفاق في وقت يواصل الاحتلال خرقه، وقد سمع من هوكشتاين كلاماً يؤكد الجهود الأميركية المبذولة مع الشركاء في اللجنة والمجتمع الدولي لحماية الاتفاق وتثبيته في المرحلة المقبلة، وتقديم ما يلزم من دعم للجيش اللبناني للقيام بمهامه وتطبيق الاتفاق للحفاظ على الاستقرار المطلوب".
وكان هوكشتاين، وصل اليوم الاثنين، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في زيارة يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين. ومن المقرر أن تجتمع لجنة الإشراف الخماسية، المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، المكلفة بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، اليوم، في الناقورة جنوب لبنان، بحضور هوكشتاين.
ويترأس الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز لجنة الإشراف الخماسية التي تتولى مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وكانت لجنة الإشراف الخماسية المكلفة بمتابعة الاتفاق عقدت في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي أول اجتماعاتها في الناقورة في جنوب لبنان. وأعلنت السفارتان الأميركية والفرنسية في بيروت، بالإضافة إلى "يونيفيل"، في بيان مشترك حينها، عن عقد اجتماع في الناقورة حول التنسيق لدعم القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبحسب البيان المشترك: "اجتمعت من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
ويأتي اجتماع لجنة الإشراف الخماسية على وقع تصاعد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وتصاعد الحديث الإسرائيلي حول عدم وجود نية للانسحاب من جنوب لبنان في غضون ستين يوماً، إذ قالت هيئة البث الإسرائيلي، يوم السبت، إنّه من المتوقع أن تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب من جنوب لبنان في نهاية مدة الـ60 يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، دخل الجيش اللبناني ترافقه قوات من يونيفيل الناقورة، وذلك للمرة الأولى منذ سريان وقف إطلاق النار، بحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام.
ويوم أمس، هدد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، في حال عدم انسحاب حزب الله من جنوب لبنان. وأضاف: "إذا لم ينسحب حزب الله فلن يكون هناك اتفاق، وستضطر إسرائيل إلى التحرك". وتابع: "الشرط الأساسي لتنفيذ الاتفاق هو الانسحاب الكامل لحزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وتفكيك جميع الأسلحة، وإزالة البنية التحتية للإرهاب في المنطقة من الجيش اللبناني، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد".
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية. وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.