دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، مساء اليوم الجمعة، إلى لقاء وطني جامع تشارك فيه القوائم والفصائل الفلسطينية لتجاوز المرحلة التي نتجت عن قرار الرئيس محمود عباس بتأجيل الانتخابات العامة.
وبعد أنّ أعرب عن أسفه لقرار التأجيل، أشار هنية، في خطاب متلفز، إلى "أننا ما زلنا نعتقد أنه بإمكاننا إجراء الانتخابات في موعدها (22 مايو/ أيار المقبل) في القدس أولًا"، منبهاً إلى أنّ "قرار التأجيل فيه من التعقيدات ما يمكن أن يعيد الوضع الفلسطيني إلى مربع المناكفات".
وقال هنية: "نحن في "حماس" لا نريد أن نحول هذا الوضع إلى صراع فلسطيني داخلي، بل نريد أن نستمر في لغة الحوار والتواصل والتوافق مع الكل الفلسطيني"، موضحاً أنّ هناك "خارطة فلسطينية سياسية جديدة، نتجت عن تشكيل القوائم لخوض الانتخابات، وبالتأكيد هذه الخارطة يجب أن تؤخذ بالاعتبار في رسم معالم وملامح المستقبل".
ولفت إلى أنّ "حماس" كانت وما زالت ترى ضرورة إنهاء الانقسام وطي صفحته وبناء شراكة في المؤسسات الفلسطينية، منظمة التحرير والمجلس التشريعي والحكومة والرئاسة، والاتفاق على رؤية وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية".
وأوضح هنية أنّ "حماس" تحلّت بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وقبلت ما طالبت به "فتح"، حيث كانت الانتخابات قبل الحوار لإنهاء مشاكل الانقسام وتداعياته وآثاره، ومن ثم قبلت انتخابات بقانون التمثيل النسبي رغم أن ذلك يتعارض مع اتفاق القاهرة 2011، وتنازلت عن شرط التزامن في الانتخابات.
وتابع "وصلنا إلى محطة إيجابية ومتقدمة، نتيجة لتوفر الإرادة السياسية، بدءًا بحركتي "حماس" و"فتح"، ومروراً بكل القيادات الفلسطينية، وكذلك الإرادة الشعبية ورغبة شعبنا في التغيير واختيار قياداته وإنهاء الانقسام عبر صناديق الاقتراع، وتمثل ذلك في النسبة العالية في المشاركة في التسجيل والترشح".
وخلال حوار القاهرة الأخير، وفق هنية، كان هناك "إدراك بأنّ الاحتلال قد يمنع الانتخابات في القدس، ومع ذلك كل الفصائل والمشاركين في الحوار أكدوا أننا سنمضي في هذه المعركة، وأن القدس معركة وطنية واشتباك سياسي، وأننا سنجري الانتخابات في القدس مهما كانت التحديات والعقبات".
وشدد على أنه "لا خلاف مع "فتح" ولا مع أي جهة على ضرورة إجراء الانتخابات في القدس، ولكن الخلاف مع الأخ أبو مازن (الرئيس عباس) هو أن نرهن قرارنا وإرادة شعبنا إلى الاحتلال الإسرائيلي، أو أن نرضخ لإرادة المحتل، أو أن نستجيب لرغبة هذا الطرف أو ذاك".
وأشار إلى أنه في اتصاله الأخير مع الرئيس عباس أخبره بأنه إذا رفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس "فنحن سنضع صناديق الاقتراع في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومؤسساتنا الفلسطينية، وإذا قرر الاحتلال استخدام همجيته فليكن اشتباكًا سياسيًا، ولنري العالم بلطجة الاحتلال السياسية وتعديه على حرية شعبنا".
واعتبر رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" أنّ التأجيل لأسباب غير مقنعة معناه "الإلغاء" ومصادرة حق الشعب الفلسطيني في اختيار قياداته، مبيناً، في الوقت ذاته، أنّ "هناك توافقاً على المرجعية السياسية للعملية الانتخابية، وهي وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى)، ومخرجات اجتماع الأمناء العامين، إلى جانب تفاهمات إسطنبول".
ووجه هنية "تحية إلى أهل القدس الذين أعادوا القضية الفلسطينية إلى واقعها الحقيقي، وجعلوا شعوب الأمة تتفاعل مجددًا مع قضية فلسطين، ومع القدس، ومع الأقصى"، مقدراً مساندة أهالي الضفة والداخل المحتل للمقدسيين، مشيداً كذلك بـ"وقوف غزة مع القدس بتظاهراتها وصواريخها".