قال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، إنّ أي ترتيبات في القضية الفلسطينية دون حركة حماس هي "وهم وسراب"، في إشارة إلى جهود تقودها واشنطن وإسرائيل لتغير شكل الحكم في قطاع غزة، مضيفاً أنه "لن يكون هناك فوضى أو فراغ في القطاع، فالأجهزة الشرطية والأمنية تعمل حالياً، والمؤسسات الحكومية تقوم بجهدها بالإمكانات المتاحة في ظل الحرب والعدوان".
وأضاف هنية، بشأن التحركات الرامية إلى وقف العدوان في غزة: "في ضوء المبادرات والعروض التي وصلت إلى قيادة الحركة عبر الإخوة في مصر وقطر، وبعد دراسة هذه الأفكار بإيجابية، فإن الحركة قدمت لقطر ومصر موقفها ورؤيتها اللذين ترتكز فيهما على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة".
كما أشار هنية إلى أنّ حركته "تلقت العديد من المبادرات التي تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي الصادرة عن جهات وشخصيات فلسطينية وعربية حريصة على شعبنا وقضيتنا، وأكدنا للجميع تمسك الحركة بوحدة الشعب والقضية (...) ونحن منفتحون على كافة المكونات الوطنية من أجل إعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار المنظمة عبر الخيار الديمقراطي، إلى جانب الاتفاق على حكومة وطنية للضفة والقطاع".
وتأتي تصريحات هنية حول إدارة قطاع غزة بعد عرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) خطته لما يُسمى "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، والتي تنص على قيام عشائر وحمائل محليّة بالسيطرة على مناطق مختلفة من القطاع وإدارتها وتولّي توزيع مساعدات إنسانية على السكان.
وأكد هنية أن "الدول التي شاركت وساندت هذا العدوان، وخاصة الإدارة الأميركية، تتحمل المسؤولية الكاملة من حيث دعمها العسكري والأمني والسياسي لدولة الاحتلال، والوقوف في وجه إرادة المجتمع الدولي الذي ينادي بوقف العدوان وإنصاف شعبنا"، مضيفاً: "لقد آن الأوان للحكومات الاستجابة إلى الحق والضمير والمعاني الإنسانية التي نصت عليها القوانين والقرارات الدولية، وأن تتخلى عن صمتها عن الانحياز الأميركي الغربي للاحتلال وتعاملها بازدواجية معايير في ما يتعلق بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها".
وأرسل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس رسالة تحية إلى الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يواجه "أهوالاً وجرائم يرتكبها العدو الإسرائيلي بمنتهى الهمجية والوحشية"، كما أكد أن "شعبنا الفلسطيني في الضفة رغم كل ما يتعرض له سيبقى عصياً شامخاً ملتحماً مع إخوانه في غزة".
وخلال حديثه عن إعلان جيش الاحتلال الدخول في المرحلة "الثالثة" من الحرب على غزة، قال هنية إنّ "الاحتلال يروج بأنه انتقل إلى المرحلة التالية من الحرب للقيام بعمليات عسكرية مركزة ولمنع المقاومة من النهوض"، مؤكداً أن كل مخططات الاحتلال "ستسقط على يد المقاومة كما سقطت سابقاتها (...) فأبطال المقاومة يصنعون اليوم تاريخاً وعهداً جديداً لفلسطين حرة عزيزة كريمة".
وفي رسالة طمأنة إلى الشعب الفلسطيني، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنّ "المقاومة الفلسطينية والمقاومين وقيادتهم بخير، ولن يُطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة"، مضيفاً: "كل يوم يمر على العدوان إلا وتزداد مقاومتنا قوة".
وبعث هنية برسالة شكر إلى المقاومين داخل قطاع غزة، قائلاً: "لقد جعلتم دبابات الاحتلال وناقلاته توابيت متفحمة، واستطعتم أن تقهروه على أعتاب أحياء غزة، وأصبحتم أمام العالم أساطير يتغنى بها وهم يشاهدون بطولاتكم الفذة (...) بل إن قادة دول ومسؤولين في جيوش يعيدون مشاهدة صور إبداعاتكم مذهولين وأنتم تواجهون الجيش الذي كان لا يقهر، وتحيون المعاني العظيمة في هذه الأمة".
وبشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية التي تتهم فيها إسرائيل بعمليات إبادة جماعية، كما تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، وجّه هنية تحية لكل المواقف الداعمة، تحديداً الخطوات التي اتخذتها دولة جنوب أفريقيا. وأضاف: "نقدر الأهمية السياسية والقانونية لهذه الدعوى، والتي ترسخ أن القضية الفلسطينية وغزة هي قضية إنسانية سياسية عادلة".
وعودة إلى القصف الإسرائيلي على القطاع، أكد هنية أن "هذه الحرب وضعت شعبنا وقضيتنا في محطة جديدة مختلفة يدرك فيها العالم أجمع أن لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل في المنطقة إلا بحصول شعبنا على حريته وحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وإقامة دولته المستقبلية وعاصمتها القدس، وإنجاز حق العودة، وأن لا مستقبل للاحتلال على أرضنا (...) بل لا شرعية للاحتلال على شبر من أرض فلسطين".