صرّح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، الأربعاء، أن وفد الحركة سيبحث بعمق، خلال الزيارة التي بدأها مساء اليوم الأربعاء للمغرب، المهمات الكثيرة التي تقتضيها مرحلة ما بعد النصر الذي تحقق في غزة، خلال معركة "سيف القدس".
وقال رئيس حركة "حماس"، في افتتاح اللقاء الذي جمع بين قيادة الحركة وحزب "العدالة والتنمية" بالعاصمة المغربية الرباط: "أمامنا مهمات كثيرة لمرحلة ما بعد النصر سنبحثها بعمق مع أشقائنا في المغرب ومع رئيس الحكومة المغربي والأحزاب والمكونات التي سنتشرف بلقائها. وأيضاً ستكون على طاولة جلالة الملك لأن علاقة المغرب بالقضية الفلسطينية ليست قضية آنية ولا مصلحية ولا طارئة، وإنما علاقة شرعية ودينية ووطنية وأخوية، وبكل الامتدادات والارتدادات التي يمكن أن تقع".
واعتبر هنية أن الاستقبال الذي حظي به في أول زيارة له إلى المغرب "ليس له فقط بعد حزبي وفصائلي، وإنما أيضاً ببعده الرسمي" الذي كان حاضراً منذ أن وطأت أقدام الوفد الفلسطيني أرض المطار وصولاً إلى مقر الاجتماع مع الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية " سعد الدين العثماني وأعضاء أمانته العامة، لافتاً إلى أن الزيارة "جاءت بدعوة من حزب العدالة والتنمية، وبرعاية ملكية واحترام وحب من الشعب المغربي".
رئيس الحكومة @Elotmanisaad سعد الدين العثماني يستقبل وفد حركة "حماس" برئاسة اسماعيل هنية@hespress pic.twitter.com/eOoXJScb73
— Muhammed 🇲🇦 (@YariMuhamed) June 16, 2021
وعبّر رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" عن سعادته لزيارته الأولى إلى المغرب، وقال: "سعيد جداً لأنها الزيارة الأولى إلى المغرب البلد الشقيق البعيد في الجغرافيا، ولكن المتواجد في قلب الوطن العربي الكبير، وعلى تماس مباشر بالقدس والأقصى في التاريخ والحاضر والمستقبل بإذن الله"، معتبراً أن "باب المغاربة وحارة المغاربة والمليونيات التي جابت الشوارع إسناداً ودعماً، تأكيد أن المغرب كان وسيبقى في تطورات المشهد على صعيد القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام".
إلى ذلك، اعتبر العثماني أن زيارة قيادة حماس تأتي "في سياق الموقف المغربي الثابت ملكاً وحكومة وشعباً في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله حتى نيل حقوقه وبناء دولته المستقبلية وعاصمتها القدس الشريف"، لافتاً إلى أن "المغرب يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، وهو ما ترجم من خلال المسيرات المليونية طيلة عقود من الزمن، والعمل المتواصل لدعم بيت مال القدس لدعم المقدسيين وحماية هويتهم، وكذا رفض صفقة القرن".
وأوضح العثماني، في افتتاح لقاء قيادتي الحركة والحزب الإسلامي، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، "جدد التأكيد قبل شهور على أن القضية الفلسطينية هي في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها (الصحراء) لن يكون اليوم ولا في المستقبل على حساب نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وأنه إذا كانت قضية الصحراء قضية سيادة وطنية ووحدة ترابية، فإن للقضية الفلسطينية مكانة مهمة لدى المغاربة ملكاً وحكومة وشعباً.
إلى ذلك، حرص العثماني على التأكيد على أن زيارة قيادة حركة "حماس" إلى المغرب لم تأتِ على عجل، كما يروج البعض، وإنما جاءت بعد دعوة وُجهت إلى هنية منذ نحو 6 أشهر، مشيراً إلى أن "توقيتها جاء بعد ما يسر الله سبحانه وتعالى".
في السياق ذاته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ما كشف عنه العثماني بخصوص ترتيب زيارته إلى المغرب بدعوة من حزب "العدالة والتنمية". وقال: "نعم تلقينا قبل 6 شهور الدعوة، ولكن شاء أن تأتي في هذا التوقيت، ولعل من حسن الطالع أن تكون بعد هذا الانتصار العظيم الذي حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وأمتنا في جولة مفصلية من جولات الصراع مع الاحتلال البغيض".
ومساء اليوم، وصل إلى مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، وفد حركة "حماس"، حيث كان في استقباله كل من سليمان العمراني نائب الأمين العام لـ"العدالة والتنمية" ورضا بنخلدون، السفير المغربي السابق في ماليزيا، والمكلف بالعلاقات الدولية في الحزب.
وأوردت الأمانة العامة للحزب الإسلامي، في بيان لها، أنه سيتم خلال هذه الزيارة إجراء مباحثات بين وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقيادة حزب العدالة والتنمية حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دعمها، كما تتضمن الزيارة لقاءات مع أحزاب سياسية مغربية أخرى.
وفيما ينتظر أن يعقد الوفد الفلسطيني لقاءات مع أحزاب مغربية وفعالية داعمة للقضية الفلسطينية، خلال الساعات القادمة، كان لافتاً تخصيص حراسة خاصة للإشراف على أمن أعضاء الوفد في إقامته وتنقلاته.
وكانت المملكة قد أعلنت، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد توقفها عام 2000، والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، وذلك ضمن اتفاق جرى توقيعه برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وتوازياً مع ذلك، أكد العاهل المغربي إن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، وأن عمل بلاده من أجل ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبداً، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.
وأوضح العاهل المغربي، في اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بالتزامن مع إعلان الرباط عن "استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، أن المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع".