يترقب الجزائريون قراراً بفتح الحدود البرية مع تونس، المغلقة منذ مارس/آذار 2020، تزامناً مع الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى تونس بدءا من غد الأربعاء.
ولم تطرح السلطات الجزائرية إلى الآن أية مؤشرات توحي بفتح الحدود البرية بين البلدين، خاصة مع بروز المخاوف من موجة وبائية رابعة في البلاد.
ويبدأ الرئيس تبون، غداً الأربعاء، زيارة إلى تونس تدوم أربعة أيام، يلتقي خلالها بالجالية الجزائرية للاستماع إلى انشغالاتها ومشاكلها.
ويأمل سكان المناطق الحدودية القريبة من تونس بشكل خاص أن تفتح زيارة تبون الباب واسعاً لإعادة تنشيط حركة التنقل والتجارة على الحدود، خاصة أن قرار إغلاق الحدود ساهم في تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكان هذه المناطق ومشكلات التنمية فيها، وهي مناطق تعيش بالأساس على التجارة البينية وحركة نقل المسافرين بين البلدين.
كذلك، يأمل الطلبة الذين يدرسون في الجامعات التونسية، وكذا المرضى الجزائريون الذين ينتقلون للعلاج في المصحات الخاصة في تونس، فتحاً قريباً للحدود البرية، خاصة أن الرحلات الجوية المنظمة أسبوعياً بين البلدين (أربع رحلات) غير كافية، إضافة إلى أن كلفتها المادية مرتفعة، حيث تتراوح بين 300 و400 يورو، مقابلة كلفة نقل برية لا تتجاوز 30 يورو.
وأغلقت الحدود البرية بين البلدين في 16 مارس/آذار 2020 بسبب فيروس كورونا، وعشية زيارة كان مقررا أن يقوم بها الرئيس تبون إلى تونس في تلك الفترة، وبقيت الحدود مغلقة فيما كانت تفتح معابر برية محددة في مواعيد محددة لإجلاء الطلبة والرعايا الجزائريين أو التونسيين العالقين بين البلدين، مع تطبيق التدابير الصحية الضرورية.
وكان من المقرر أن يعاد فتح الحدود البرية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن يتقرر إرجاء فتحها في آخر لحظة.
وكانت السلطات الجزائرية قررت، في 21 يونيو/حزيران الماضي، فتح الحدود الجوية، وزادت من عدد الرحلات الجوية من الجزائر وإليها، كما قررت فتح الحدود البحرية واستئناف الرحلات عبر السفن.
ولا يزال قرار فتح الحدود البرية معلقاً لأسباب صحية، وزادت المخاوف الأخيرة التي أعلنتها السلطات الجزائرية بشأن الموجة الرابعة من كورونا والمتحور "أوميكرون" في تقليص إمكانية أن تبادر السلطات الجزائرية إلى فتح الحدود البرية مع تونس.
وإن كانت السلطات التونسية قد تعجّلت بإعلانها الانتهاء من تجهيز معابرها البرية، وخاصة المعبر الرئيسي ملولة، وتوفير منطقة تجارة حرة في المعبر لاستقبال الجزائريين، فإن قرب موعد أعياد رأس السنة التي تتزامن مع العطلة المدرسية، قد يدفع الجزائر إلى إرجاء فتح الحدود البرية، ليس فقط بسبب المخاوف الصحية، بل لتجنب تنقل أعداد كبيرة من الجزائريين إلى تونس، ما يعني إخراج كتلة مهمة من العملة الصعبة التي تحتاجها الجزائر في الوقت الحالي.
غير أن المعطى السياسي يبقى عاملاً متدخلاً في قرار فتح الحدود من الجانب الجزائري، حيث يجد الرئيس تبون نفسه أمام مطالبات محتملة من قبل نظيره التونسي قيس سعيّد لفتح الحدود ضمن سياق تعزيز التعاون التجاري وتنشيط حركة التنقل بين البلدين، وإنعاش المناطق الحدودية التونسية التي تأثرت أكثر بقرار إغلاق الحدود، وهو الأمر الذي ستوضح معالمه في غضون أيام خلال زيارة الرئيس الجزائري المرتقبة.