وصف الممثل الخاص للولايات المتحدة الأميركية لدى سورية، السفير جيمس جيفري، حزب العمال الكردستاني بـ "منظمة إرهابية"، داعياً في تصريحات صحافية نشرت الثلاثاء إلى خروج هذا الحزب من شمال شرقي سورية.
وأشار إلى أن وجود حزب العمال الكردستاني فيما بات يُعرف بـ "منطقة شرقي الفرات" السورية "سبب رئيس للتوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وتركيا"، مبيناً أن واشنطن وأنقرة لديهما "تنسيق وثيق للغاية" بشأن الوضع السوري باستثناء المنطقة التي ينتشر فيها حزب العمال.
وأشار جيفري إلى أن مخاوف تركيا إزاء تركيبة قوات سورية الديمقراطية "قسد" ووجود حزب العمال الكردستاني "حقيقية"، مؤكداً أن بلاده تدرك ذلك. ولفت إلى أن الحل يكمن في تقليل وجود حزب العمال وإنهائه في نهاية المطاف.
وجاء تصريح المسؤول الأميري بعد تعثر الحوار الذي يرقى إلى مستوى المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي يُنظر إليه باعتباره نسخة سورية من حزب العمال الكردستاني بسبب تلكؤ "الاتحاد الديمقراطي" الذي يتخذ من وحدات "حماية الشعب" ذراعاً عسكرية له، في قبول مبدأ خروج قيادات وعناصر "العمال" من سورية.
كما أن الائتلاف الوطني السوري المعارض يضع خروج هذا الحزب من سورية شرطاً من جملة شروط أخرى من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات مع أحزاب "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سورية، ومع الجناح السياسي لقوات "قسد" والمعروف اختصاراً بـ "مسد" الذي دعا أكثر من مرة إلى حوار مع المعارضة السورية من أجل التشارك في إدارة الشمال الشرقي من البلاد.
وتعتبر تركيا وجود "العمال الكردستاني" الذي تأسس في ثمانينيات القرن المنصرم في تركيا تهديداً لأمنها القومي، لذا شنت عملية عسكرية في منطقة شرقي الفرات أواخر العام الفائت، لكن واشنطن لم تسمح لها بتوسيع نطاق هذه العملية للقضاء على قوات "قسد" التي اعتبرها جيفري شريكاً في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وبيّنت مصادر سورية كردية مطلعة لـ "العربي الجديد" أن هناك انقساماً داخل البيت الكردي السوري حيال العلاقة مع حزب العمال الكردستاني، حيث يقود قائد قوات سورية الديمقراطية تياراً يدعو إلى إخراج كوادر "العمال" من سورية .
وفي حين يدفع تيار آخر للتمسك بوجود هذا الحزب في الشمال الشرقي من سورية، كونه يرى أن قضية الكرد واحدة في تركيا وسورية والعراق وإيران، موضحة أن هذا التيار له ارتباط قديم بالنظام السوري الذي كان داعماً كبيرا لهذا الحزب قبل أن يتراجع في تسعينيات القرن تحت وطأة تهديدات تركية باجتياح شمال سورية.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال عضو الهيئة الرئاسية لـ"المجلس الوطني الكردي"، المنسق العام في حركة "الإصلاح الكردي"، فيصل يوسف، إن تصريحات جيمس جيفري تعبر عن الموقف الأميركي من حزب العمال الكردستاني، مضيفاً: "في حوارنا مع حزب الاتحاد الديمقراطي، نؤكد ضرورة ووجوب أن تكون شراكتنا في الإدارة مبنية على الرؤية السياسية المشتركة والتي تشكل أرضية للمرجعية الكردية العليا".
وأوضح أن "الرؤية السياسية المشتركة تتضمن معالجة الأوضاع في سورية بموجب القرارات الدولية وحل القضية الكردية باعتبارها قضية وطنية سورية لشعب أصيل يعيش على أرضه".
وأشار إلى "أن الإدارة يجب أن تكون من الكرد السوريين حصراً بالمشاركة مع المكونات الًخرى وأن تكون جميع القرارات واضحة وشفافة وتنطلق من المصلحة الوطنية الكردية في سورية وعموم البلاد".
وحول استعداد "الاتحاد الديمقراطي" للقبول بخروج كوادر حزب العمال من سورية، أكد يوسف أن هذا الحزب "يقبل من حيث المبدأ"، مضيفاً: تنفيذ الاتفاقية، إن توصلنا إليها، فإن الجهة الراعية، وأقصد الولايات المتحدة الأميركية، سيكون لها دور، إضافة إلى قائد قوات "سورية الديمقراطية" مظلوم عبدي، الذي صرح أكثر من مرة بأنه سيضمن تنفيذها مع حزب الاتحاد الديمقراطي.