قالت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية إن زيارة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لواشنطن خُطِّط لها منذ فترة طويلة، موضحة أن الجانبين كانا ينتظران الظروف المواتية التي لم تتحقق إلا في الأيام العشرة الماضية، وفق ما ذكر مسؤولون أميركيون، بعد مناقشات رفيعة المستوى حول أمن كل من زيلينسكي وشعبه في أثناء وجوده خارج أوكرانيا.
وأوضحت "أسوشييتد برس" في تقرير بنسختها الإنكليزية أن رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، ناقشت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي خلال قمة بزغرب، مع نظيرها الأوكراني، روسلان ستيفانشوك، إمكانية إلقاء زيلينسكي كلمة أمام الكونغرس الأميركي.
وأضافت أن المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قاموا بدورهم بالتطرق إلى إمكانية زيارة زيلينسكي البيت الأبيض مع المسؤولين الأوكرانيين، معربين عن أملهم في أن تجري قبل انتهاء العام الحالي، لإرسال إشارة دعم قوية قبل فصل شتاء قاسٍ قد يشهد اشتداد حملة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العسكرية على أوكرانيا.
وكشفت الوكالة الإخبارية الأميركية أن زيلينسكي أشار في محادثات هاتفية سابقة أجراها مع بايدن ومسؤولين أميركيين كبار أن الولايات المتحدة أول بلد يود زيارته حينما يكون الوقت ملائماً لسفره إلى الخارج، بحسب مسؤولين أميركيين مطلعين على المحادثات. وأضافت أنه خلال محادثة هاتفية بين قائدي البلدين في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كرر بايدن توجيه الدعوة إلى زيلينسكي، مضيفة أن الرئيس الأوكراني قال لبايدن هذه المرة إن الوقت قد حان.
ومنذ بدأت القوات الروسية غزو بلاده قبل عشرة أشهر، لم يغادر زيلينسكي الأراضي الأوكرانية قطّ، إذ خصّص كل وقته لقيادة الجهد الحربي وتنسيق الأنشطة السياسية والدبلوماسية والإنسانية.
وتحادث زيلينسكي، منذ بدأت الحرب، مع قادة دول كثيرة وخاطب أعضاء برلمانات حول العالم، لكنّ هذه الحوارات كانت تحصل كلّها عبر الفيديو أو الهاتف.
وتمثّل زيارته لواشنطن، التي خطّط لها ونفّذها بالتفصيل الجانبان الأوكراني والأميركي، إقراراً بالدور الريادي الذي أدّته الولايات المتّحدة لتمكين بلاده من التصدّي للقوات الروسية.
وأمس الأربعاء قال بايدن لزيلينسكي: "أنا فخور لأنك استطعت القدوم إلى هنا"، مضيفاً: "إنه لشرف أن نكون بجانبكم موحدين في الدفاع ضد هذه الوحشية، هذه الحرب الوحشية التي يشنها بوتين".
وفي التفاصيل، أوضحت "أسوشييتد برس" أن الرئيس الأوكراني اجتاز الحدود البولندية صبيحة الأربعاء، قبل وصوله إلى محطة قطار بلدة برزميسل الحدودية، التي تشكل نقطة وصول للعديد من النازحين الفارين من الحرب. وأضافت أن زيلينسكي كانت برفقته السفيرة الأميركية لدى كييف، بردجيت برينك، ونقل بعدها على متن سيارة تابعة للسفارة الأميركية إلى المطار، حيث استقل طائرة توجهت مباشرة إلى قاعدة أندروز الجوية الأميركية القريبة من واشنطن.
وسافر زيلينسكي على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية تخصص عادة لنقل الوزراء الأميركيين وكبار الشخصيات، فيما أوضحت "أسوشييتد برس" أن البيت الأبيض لم يكشف عن الزيارة حتى الواحدة صباح الأربعاء، حتى تأكد من أن زيلينسكي أصبح في مأمن خارج أوكرانيا.
وقبل وصوله مباشرة، أعلنت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 1.8 مليار دولار، بما في ذلك لأول مرة صواريخ باتريوت أرض - جو. ويخطط الكونغرس للتصويت هذا الأسبوع على حزمة إنفاق جديدة تتضمن حوالى 45 مليار دولار كمساعدات طارئة إضافية لأوكرانيا.
وأدلى زيلينسكي بخطاب أمام الكونغرس بعد أن استضافه بايدن في المكتب البيضاوي لإجراء مشاورات استراتيجية، قائلاً إن الولايات المتحدة وأوكرانيا ستحافظان على "دفاعهما المشترك"، بينما تشن روسيا "هجوماً وحشياً على حق أوكرانيا في الوجود كأمة". وتعهد بايدن بالمساعدة في تحقيق "سلام عادل".