قدّم الفلسطيني بكر عرموش، لـ"العربي الجديد"، شهادته كشاهد رئيسي على جريمة الاحتلال بإعدام الفتاة فلة رسمي عبد العزيز المسالمة، والتي يصادف يوم غد الثلاثاء يوم ميلادها السادس عشر، وقد ارتقت برصاصة في الرأس أطلقها عليها جنود الاحتلال، الذين أصابوا شاباً آخر في مدينة بيتونيا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، فجر اليوم الإثنين، إضافة لتقديمه الشهادة لمؤسسات حقوقية قدمت لتوثيق الحدث.
وقال عرموش إنه عند حوالي الساعة 3:20 فجراً، اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الحي الذي يقطن به في بيتونيا لاعتقال جار لهم من عائلة العمواسي، وبالفعل، اعتقله جنود جيش الاحتلال وقاموا بتخريب منزله والاعتداء عليه بالضرب أثناء اقتياده إلى خارج المنزل، وبقيت عملية الاعتداء بالضرب عليه مستمرة حتى اقتادوه إلى مكان قريب.
وتابع عرموش، أنه وبعد ذلك بدقائق، سَمع صوت إطلاق نار، ورأى مركبة تتقدم بسرعة بطيئة جداً باتجاه الجنود الذين أطلقوا النار، ولكن على بعد يقارب 100 متر، أوقف السائق المركبة وترجل منها ورفع يديه، وهجم عليه عدد من الجنود، وقاموا بنزع ملابسه عنه وطرحه أرضاً، وعندما وقف ورفعوا يديه، تبين أنه مصاب من جهة الكتف.
وبعد ذلك، بحسب عرموش، توجه الجنود إلى جانب السائق ليخرجوا شخصاً لم يكن يعرف إن كان رجلاً أو امرأة (تبين لاحقاً أنها الشهيدة)، وليقوموا برميه أرضاً، وتقديم التنفس الاصطناعي مرتين فقط، ثم ترك على الأرض قبل وضعه على حمالة، وإلقاء الحمالة أرضاً مرة أخرى.
ولاحقاً، نُقلت الحمالة التي عليها الجثمان أكثر من مرة بين المركبات العسكرية الخاصة بهم، ليقوموا بعدها بإلقاء الحمالة والجثمان أرضاً لفترة ووضع المصاب مكانها، ومن ثم أعادوا الجثمان إلى المركبة نفسها.
وتابع عرموش أنّ سكان الحي توجهوا إلى المركبة ليجدوا آثار الرصاص كلها في الجهة العلوية، وآثار الدم الذي سال، حيث لم يقدم الإسعاف بشكل صحيح، وكذلك وجدوا طعاماً (سندويتشات) في المركبة كان لا يزال دافئاً، نافياً أي دلالات على عملية دهس، كما جاء في رواية الاحتلال.