يسود هدوء حذر وترقب في مدينة السويداء، جنوب سورية، بعد سيطرة قوات النظام على مبنى المحافظة ودخولها بعض الأحياء في محيطه، إثر تظاهرة حاشدة خرجت يوم أمس الأحد، وقع خلالها قتلى وجرحى، في حين تجدد القصف المتبادل بين "قسد" والجيش التركي في شمالي سورية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن هدوءاً حذراً وحالة ترقب يسودان السويداء، بعد إجبار النظام المتظاهرين على فض تظاهرتهم تحت التهديد باستخدام القوة، وعقب سقوط قتيل و18 جريحاً من المتظاهرين بإطلاق النار من قوات النظام.
وأوضحت المصادر أن المتظاهرين فضوا التظاهرة، وانسحبوا من مبنى المحافظة ومحيطه، تخوفاً من سقوط المزيد من الضحايا نتيجة لجوء النظام للعنف، مضيفة أن قوات النظام انتشرت بشكل مكثف بعد انسحاب المتظاهرين، وسيطرت على المكان بشكل كامل وانتشرت في محيطه.
وأوضحت المصادر أن إطلاق نار يسمع بين الحين والآخر من مكان انتشار قوات النظام، إضافة لسماع صوت انفجارين، ومن المرجح أن قوات النظام تلجأ لذلك بهدف بث الرعب في قلوب السكان والمتظاهرين، وأوضحت أن هناك وجهاء وشيوخا محليين طالبوا المتظاهرين بالانسحاب، ومن المرجح أن الأمر انتهى عند هذا الحدّ.
ويذكر أن مدينة السويداء شهدت أمس احتجاجات أمام مبنى المحافظة وسط المدينة، تطورت إلى اشتباك بين المتظاهرين وقوات أمن النظام واقتحام المبنى وحرق صور رئيس النظام بشار الأسد.
وتعيش مناطق سيطرة النظام السوري عموماً أزمات اقتصادية ومعيشية متردية على كافة المستويات، وشهدت السويداء سابقاً تظاهرات مماثلة، لكن الواقع لم يتغير ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
"قسد" وتركيا
وفي شمالي البلاد، جدّد الجيش التركي فجراً قصفه على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ناحية تل تمر، شمال غربي الحسكة، حيث طاول القصف قريتي تل اللبن وأم الكيف، تزامناً مع قصف مماثل طاول بلدة زركان، شمال غربي الحسكة أيضاً، لم يتبين حجم الخسائر الناتجة عنه.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القصف التركي جاء عقب قصف صاروخي طاول قاعدة تركية في منطقة البحوث على أطراف مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، لافتة إلى أن القصف التركي طاول أيضاً مواقع في قرية تل جبين الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري بريف حلب الشمالي.
وتزامن القصف التركي أيضاً مع توتر على خطوط التماس بين "قسد" وقوات النظام السوري في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، حيث بدأت قوات النظام حصاراً مشدداً على الحيَّين، ما أدى إلى انقطاع الوقود ولأزمة كهرباء في المنطقة.
وأوضحت مصادر مقربة من "قسد" أن الأخيرة قد تلجأ إلى حصار المربع الأمني للنظام في مدينة الحسكة وقطع توريدات النفط إلى مناطق سيطرته للضغط عليه بهدف فك الحصار عن الحيَّين في مدينة حلب.
ويذكر أن سكان الحيَّين يعيشون أزمات متلاحقة نتيجة تكرار حصار النظام لهما. وبحسب تقارير، يسكن في الحيَّين قرابة 300 ألف شخص جلهم من الكرد السوريين النازحين من مناطق أخرى.
وانفجرت صباح اليوم عبوة ناسفة في شارع القوتلي بمدينة القامشلي بسيارة مخصصة لنقل موظفين تابعين لهيئة التربية في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد"، ولم يتبين وقوع خسائر بشرية، بحسب مصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد".
في المقابل، دخلت تعزيزات عسكرية لقوات التحالف الدولي ضد "داعش" قادمة من إقليم كردستان العراق إلى مناطق سيطرة "قسد" في ريف الحسكة، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن التحالف أدخل رتلاً من 60 شاحنة، تحمل مواد لوجستية ووقوداً إلى منطقة الرميلان، شرقي الحسكة.
يذكر أن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن تدعم "قسد" وقواعدها في شمال شرقي سورية بشكل دوري في إطار العمليات ضد تنظيم "داعش".