هدمت جرافات تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مسكنين، وشرعت جرافات أخرى للاحتلال بشق طريق استيطانية بالضفة الغربية، بينما نفذ المستوطنون وقوات الاحتلال اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين، وجرى اعتقال عدة فلسطينيين، فيما اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك.
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسكنين لعائلتين في خربة يرزا بالأغوار الشمالية الفلسطينية، شمال شرقي الضفة الغربية، وتركت سكانها في العراء، وعددهم 15 نفرا، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، بحجة البناء من دون ترخيص.
وقال الناشط في مقاومة الاستيطان بالأغوار عمر عنبوسي، وهو أحد سكان الخربة، لـ"العربي الجديد"، "إن جرافة إسرائيلية اقتحمت الخربة، اليوم، تحت حماية جيش الاحتلال، وهدمت مسكنين لشقيقين من عائلة مساعيد، من دون أن تمنحهما وقتا لإخراج محتوياتهما كافة".
ولفت عنبوسي إلى أن الإدارة المدنية التابعة للاحتلال سبق وداهمت الخربة قبل أسيوع واحد فقط، وسلمت الشقيقين إخطارا بالهدم، بحجة عدم الحصول على موافقة منها لإقامة المسكنين، "فاقتحمت الجرافات الخربة اليوم، وهدمت المسكنين قبل انتهاء مهلة الاعتراض".
ويرزا المشهورة بأشجار الخروب مقامة على أنقاض منطقة أثرية على بعد ثمانية كيلومترات شرق طوباس، وقد غدت منذ عقود منطقة معزولة عن العالم، إذ يمارس جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقها سياسة عزل ممنهجة، كما أنه لا توجد طريق معبدة توصل إليها، ويتنقل سكانها بواسطة الخيول أو الجرارات الزراعية، نظرا لوعورة الطريق.
ومؤخرا، وأسوة ببقية التجمعات السكانية في الأغوار، تعرضت الخربة لعمليات هدم وتدمير واسعة للمنشآت الزراعية والسكنية، بهدف ترحيل سكانها والاستيلاء على أراضيها.
في غضون ذلك، استولت قوات الاحتلال على سيارة تابعة لفضائية فلسطين الرسمية، وحاولت منع الصحافيين من تغطية الأحداث في المنطقة، كما استولت قوات الاحتلال على مركبة في منطقة سهل البقيعة بالأغوار الشمالية.
أما في قرية بيت دجن، شرق نابلس شمالي الضفة، فقد شرعت آليات الاحتلال بتجريف أراضٍ بهدف شق شارع استيطاني جديد يلتهم المزيد من الأراضي هناك.
وأشار الناشط محمد أبو ثابت، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهدف من التجريف إقامة شارع يمتد من منطقة باب "المهلل" باتجاه الأراضي الزراعية شرقًا؛ لتوسيع بؤر استيطانية محيطة بالمكان.
وأوضح أبو ثابت أن المنطقة الشرقية من قرية بيت دجن تطل على الأغوار من علو، ما خلق مخاوف لدى الأهالي من أن تؤسس الخطوة لوضع بيوت متنقلة للمستوطنين وإنشاء بؤرة استيطانية في المكان.
بدوره، أوضح تقرير أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، اليوم، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت 506 مبانٍ فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس، منذ بداية العام الجاري، بحجة البناء غير المرخص، حيث تم هدم 134 مبنى في القدس.
من جهة أخرى، شرعت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، باستكمال الأعمال في بناء المقطع الثاني من الشارع الالتفافي رقم (60)، والذي سيصل إلى مجمع مستوطنة "غوش عصيون" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وفق تصريحات مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وأكد بريجية أن توسعة الشارع ستؤدي إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي عبر تحويل الأرض المحاذية له إلى "منطقة أمنية"، إضافة لحرمان المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.
من جهة ثانية، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، "بركسا" على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس بمساحة 500 متر، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس.
إلى ذلك، استولت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، على محطة وقود وبسطة لباعة متجولين قرب حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، بينما هدمت جرافات الاحتلال، اليوم، خيمة وبقايا "طابون" في منطقة عين سامية قرب بلدة كفر مالك شرق رام الله وسط الضفة الغربية.
على صعيد آخر، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مدير عام أوقاف الخليل جمال أبو عرام وموظفيها من دخول الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، حيث أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي بعد صلاة الظهر.
في هذه الأثناء، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها التعسفية في أحياء مختلفة من مدينة الخليل، وضاعفت تدابير المراقبة العسكرية في حي تل الرميدة وسط المدينة، واستولت على فناء منزل، بينما باشرت بنصب أعمدة بالقرب من منازل المواطنين في تل الرميدة لغرض تحديث أجهزة المراقبة والكاميرات ومضاعفتها.
في سياق آخر، واصل مستوطنون، اليوم الثلاثاء، اقتحاماتهم اليومية لباحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، رغم الإغلاق الشامل الذي تفرضه قوات الاحتلال على مدينة القدس بسبب الأعياد اليهودية.
تأتي هذه الاقتحامات في ظل دعوات "جماعات الهيكل" المزعوم إلى توسيع دائرة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك خلال الأعياد اليهودية، ووزعت بيانات في البلدة القديمة وساحة البراق، تدعو لمزيد من الضغط على المصلين والمرابطين والأوقاف الإسلامية، بهدف تغيير الواقع في "الأقصى".
في سياق آخر، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منطادا فوق بلدة الخضر جنوب بيت لحم، فوق منطقة "أم ركبة" جنوب بلدة الخضر، لمراقبة تحركات المواطنين.
واقتحمت قوات الاحتلال، اليوم، مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة وانتشرت في أحيائه واعتقلت شابا من المخيم، كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح قرب باب الساهرة أحد أبواب القدس القديمة، واعتقلت أيضا الفتى أحمد عماد البدوي (14 عاما) من مخيم العروب شمال الخليل، بينما اعتقلت شابين من قرية كفر مالك شرق رام الله، واستولت على مركبة لأحد أهالي القرية.