أفادت مصادر أمنية عراقية، اليوم الجمعة، بتعرّض السفارة الأميركية في بغداد، لهجوم بعدد من الصواريخ، في أول هجوم يستهدف المنطقة الخضراء شديدة التحصين منذ التصعيد المسلّح ضد المصالح الأميركية في العراق، قبل نحو شهرين.
ونقلت وكالات أنباء عراقية محلية عن مصادر أمنية، تأكيدها أن "القصف نُفذ فجر اليوم الجمعة، بعدد من الصواريخ، وأن دوي الانفجارات سُمع في محيط السفارة الأميركية، كما سُمعت أصوات صفارات الإنذار من داخل مبناها"، مبينة أنه "لم يعرف ما إذا كان القصف قد أسفر عن خسائر أو ضحايا أم لا".
رشقات صاروخية تضرب المنطقة الخضراء pic.twitter.com/H3RDapYDo2
— ريناس علي Renas Ali (@renas_ali_1977) December 8, 2023
بدورها، نقلت منصات إخبارية على تطبيق "تليغرام"، مرتبطة بالفصائل المسلّحة، صوراً قالت إنها للهجوم، إلا أن أي فصيل منها لم يتبنَّ حتى الآن الهجوم الذي وقع بعد نحو ساعتين من نشر جماعة "أصحاب الكهف" المسلّحة صوراً لمنصة إطلاق صواريخ على حسابها الخاص في "تليغرام".
وفي أول تعليق على الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن مهاجمي البعثات الدبلوماسية "يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه"، داعياً القوات الأمنية الى "ملاحقة" مرتكبي "الاعتداء".
وقال السوداني، في بيان أصدره مكتبه، إن "استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف"، مضيفاً أن "قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها".
ويأتي الهجوم بعد 4 أيام فقط على هجوم لطائرة أميركية مسيّرة استهدف مجموعة لجماعة "النجباء" في ضواحي مدينة كركوك (250 كيلومتراً شمال العراق)، كانت تستعد لتنفيذ هجوم بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ على قاعدة "حرير" الجوية في أربيل، والتي تضم مئات العسكريين الأميركيين، ما أدى إلى مقتل 5 مسلحين وجرح 3 آخرين، وهو الأول من نوعه من جهة العمليات الاستباقية التي تستهدف الفصائل المسلّحة في العراق من قبل واشنطن.
وخلال الأسابيع الماضية، شنّت جماعات عراقية مسلحة، تُصنف على أنها حليفة لطهران، وتُطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية"، سلسلة من الهجمات المسلحة بواسطة صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت قواعد ومعسكرات للجيش الأميركي داخل العراق وسورية، رداً على الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي في العدوان الحالي على غزة، بحسب بيانات متسلسلة نشرتها تلك الجماعات، وتبنت من خلالها الهجمات.