هجوم "داعش" يعيد الملف الأمني إلى الواجهة في كركوك

20 نوفمبر 2022
قتل في الهجوم 4 جنود عراقيين (الأناضول)
+ الخط -

أعاد الهجوم على حاجز عسكري للجيش العراقي في كركوك، أمس السبت، الذي سبّب مقتل 4 جنود، الجدل في إدارة الملف الأمني في المحافظة المختلطة قومياً، فيما طالب الكرد بانتشار للقوات المشتركة (الجيش والبشمركة) في المحافظة.

ويدار الملف الأمني في محافظة كركوك، شمال شرقيّ البلاد، من قبل الجيش العراقي و"الحشد الشعبي"، بعدما أخرجت قوات البشمركة من المحافظة عقب استفتاء إقليم كردستان في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

وهاجم عناصر التنظيم "داعش" فجر الأمس، حاجزاً للجيش في منطقة بلدة الدبس شمال غربيّ كركوك، بأسلحة رشاشة وقناص، ما سبّب مقتل 4 جنود، ثم سرقة أسلحتهم وهواتفهم النقالة قبل الانسحاب دون تكبد أي خسائر.

عقب ذلك، وصل وفد أمني برئاسة رئيس أركان الجيش، ومعه نائب قائد العمليات المشتركة إلى المحافظة، للوقوف على حيثيات الهجوم، وكان التوجيه بفتح تحقيق لتحديد الخلل، فيما وجه قائد عمليات كركوك، الفريق الركن علي الفريجي، بتوقيف ضابط استخبارات بالجيش في المحافظة، والتحقيق معهم، محمّلاً آمر اللواء وآمر الفوج "مسؤولية الإهمال الذي سبّب الهجوم".

من جانبه، دعا محافظ كركوك رئيس اللجنة الأمنية العليا بالمحافظة، راكان سعيد الجبوري، إلى انتشار القوات الأمنية في كامل الحدود الإدارية للمحافظة، "لملء الفراغات مع المحافظات المحاذية، منعاً لتسلل الإرهابيين إلى كركوك".

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة العراقية لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم أعاد الحسابات الأمنية لإدارة الملف الأمني في كركوك، مشيراً إلى أنه ستُعَدّ خطة جديدة لإدارة الملف الأمني في المحافظة.

وأكد الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن القيادات العسكرية ستضع خطة تركز على ملء الفراغات الأمنية التي يتسلل منها عناصر التنظيم وينفذون هجماتهم، فضلاً عن تعزيز الوجود العسكري بعموم المناطق الرخوة في المحافظة.

وأثارت تلك التحركات والدعوات إلى تعزيز وجود القوات العراقية في المحافظة، مخاوف الجانب الكردي الذي يأمل إعادة البشمركة بالتنسيق مع الجيش إلى المحافظة، إذ دعا النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، شاخوان عبد الله، إلى "انتشار قوات مشتركة من الجيش والبشمركة في المحافظة، ومراجعة تقييم الإجراءات الأمنية لمنع الخروقات المستمرة فيها".

وذكر بيان لمكتبه، أن عبد الله أدان تقصير الحكومة في إدارة الملف الأمني في كركوك، مطالباً بإعادة وجود القوات المشتركة في المناطق الرخوة لضبط الأوضاع وضرورة معالجة الفراغ الأمني، ومراجعة تقييم الإجراءات الأمنية لمنع الخروقات المستمرة وتثبيت دعائم الاستقرار في عموم المحافظة.

من جهته، عدّ الخبير الأمني أعياد الطوفان، أن الهجوم أثبت وجود "فشل استخباري بامتياز على مستوى الفوج واللواء والفرقة، وعدم وجود خطة للدفاع المحلي، وعدم تأمين الاتصال، وعدم تبادل الإسناد أو تبادل الرؤية مع باقي الحواجز الأمنية".

المساهمون