قُتل شرطيان في هجومين منفصلين، في إقليم خيبربختونخوا شمال غربي باكستان، صباح اليوم السبت، وذلك بعد ساعات من مقتل عنصرين من القوات شبه العسكرية، إثر انفجار لغم أرضي، في منطقة قلات بإقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد.
وقالت الشرطة الباكستانية، في تصريح مقتضب، إن الهجوم الأول وقع في منطقة تشارسده القريبة من مدينة بشاور مركز الإقليم، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر الشرطة. ونفّذ الهجوم مسلحون يستقلون دراجات نارية تمكنوا من الفرار.
أما الهجوم الثاني، فاستهدف مركزا للشرطة في منطقة أعظم ورسك في الإقليم ذاته، ما أدى إلى مقتل ضابط في الشرطة، فيما تمكن المهاجمون كذلك من الفرار.
من جهتها، قالت القوات شبه العسكرية الباكستانية، في بيان، إن دورية لها تعرضت لتفجير لغم أرضي في منطقة قلات بإقليم بلوشستان، في وقت متأخر من مساء أمس، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصرها وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
ولفت البيان إلى أن تعزيزات جديدة وصلت إلى المنطقة وشنّت حملة تعقّب لاعتقال الضالعين في الهجوم.
من جانبه، شدد وزير الداخلية في الحكومة المحلية في بلوشستان، ضياء الله لنكو، في مؤتمر صحافي، على أن قوات الأمن تتعامل بحزم مع كل من يعبث بأمن بلوشستان، منوها إلى أنه وجّه أوامر صارمة لقوات الأمن من أجل تشديد الإجراءات على كل المنافذ الحدودية مع أفغانستان، وعلى الطرق الرئيسية التي تربط إقليم بلوشستان بالأقاليم الأخرى.
وكان جيش تحرير بلوشستان الانفصالي قد أعلن، قبل يومين، في بيان، مقتل أربعة من عناصر القوات الخاصة بالجيش في هجوم مسلح في إقليم بلوشستان، ولكن الجهات الرسمية لم تتحدث عن ذلك الخبر حتى منتصف اليوم.
يذكر أن باكستان تشهد موجة من أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة.
وكان معهد باكستان لدراسات السلام قد اعتبر، في تقرير نشره الأربعاء، أن مخاطر حكومة حركة "طالبان" في كابول "واضحة بشكل لا لبس فيه لباكستان، حيث شهدت البلاد زيادة بنسبة 51% في عدد الهجمات الإرهابية في عام واحد، منذ استيلاء طالبان على السلطة في كابول في أغسطس/آب من العام الماضي".
وأضاف التقرير أنه "في تلك الهجمات قتل 433 شخصاً، كما جُرح 719 آخرون في 250 هجوماً في باكستان، في فترة ما بين 15 أغسطس 2021 و14 أغسطس 2022".
وقال المعهد إنه بالمقارنة مع العام الذي قبله، فإن ذلك "مؤشر خطير"، حيث شهدت البلاد في العام الماضي، أي في الفترة ما بين 15 أغسطس/آب 2020 و14 أغسطس 2021، 165 هجوماً أسفرت عن مقتل 294 شخصا وإصابة 598 آخرين، ما يشير إلى أن "واقعاً جديداً وخطيراً تشهده باكستان بعد سيطرة طالبان على كابول".
وخلص المعهد في تقريره إلى نتائج منها، أن "الابتهاج الطائش في باكستان بانتصار "طالبان" يتحول الآن إلى صدمة فظيعة؛ لأن الوضع الأمني المتطور في ظل حكم طالبان يشير إلى أن باكستان على وشك مواجهة محنة أخرى خطيرة وجدية".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
