تشهد منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، الواقعة شمال غربي سورية، حركة نزوح لعشرات العائلات من بعض البلدات والقرى إلى المناطق الآمنة نسبياً، في ظل تواصل تصعيد قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا في المنطقة.
وقال الناشط مصطفى الأحمد، وهو من أهالي ريف محافظة إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا استهدفت، صباح اليوم الخميس، بصواريخ ثقيلة، بلدات الفطيرة وسفوهن وفليفل في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع تحليق طائرتي استطلاع روسية وإيرانية في أجواء المنطقة، شمال غربي البلاد.
وأكد أن عدة قرى في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي سجلت حركات نزوح اليوم الخميس لعشرات العائلات، حيث شوهدت العديد من السيارات تقل نازحين متجهة إلى المناطق الآمنة نسبياً، شمالي محافظة إدلب.
وبحسب ما قال مسعود المعراوي، وهو من أهالي مدينة معرة النعمان ونازح إلى بلدة بليون في منطقة جبل الزاوية، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإن "ليلة الثلاثاء كانت عصيبة على سكان بلدة بليون، حيث قصفت قوات الأسد والمليشيات المساندة في تلك الليلة البلدة وأطرافها بـ40 صاروخا من نوع (غراد) في الدفعة الواحدة، وتكررت عملية القصف 3 مرات في تلك الليلة".
وأوضح المعراوي أن بلدة بليون كان يقطنها قبل التصعيد الأخير نحو 800 عائلة ما بين نازحين وسكان أصليين، لكنها اليوم لا تضم سوى 300 عائلة كحد أقصى، وذلك بسبب التخوف من ارتكاب مجازر في المنطقة.
وتابع: "نزحت فجر يوم الأربعاء إلى منزل أخي في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي. هذا النزوح الخامس لي منذ إعلان وقف إطلاق النار في الخامس من مارس/ آذار عام 2020"، لافتا إلى أن هذا النزوح مؤقت ريثما يعثر على خيمة يقطن فيها، وذلك بسبب غلاء إيجارات المنازل في المنطقة، موضحاً أن منطقة جبل الزاوية كانت تؤوي الكثير من العائلات الفقراء الذين نزحوا من مدينة معرة النعمان بسبب سيطرة قوات النظام عليها في يناير/ كانون الثاني عام 2020.
وحول الظروف في ريف إدلب الشمالي، قال إن "فرص العمل نادرة جداً، ويوجد عدد كبير من العمال في المنطقة، ونسبة البطالة مرتفعة جداً بسبب الكثافة السكانية وقلة المشاريع"، متمنياً أن يتوقف القصف على منطقة جبل الزاوية للعودة إليها، لأن العودة إلى مدينته الأم معرة النعمان "باتت شبه حُلم".
ووثق "فريق منسقو استجابة سورية"، منذ بداية سبتمبر/ أيلول الجاري وحتى أمس الأربعاء، مقتل 10 مدنيين وإصابة 36 آخرين. وبحسب الفريق، فقد استُهدفت المنطقة أكثر من 189 مرة، كانت بينها 46 غارة جوية نفذتها الطائرات الحربية الروسية، طاول جزء منها أكثر من 22 منشأة خدمية وطبية ومخيمات ومدارس.
وتسبب القصف في نزوح أكثر من 6382 مدنياً خلال المدة المذكورة أعلاه إلى مناطق مختلفة، فيما بقي آلاف المدنيين معرضين لخطر النزوح في حال استمرار خروقات النظام السوري وروسيا في المنطقة.
وكان الفريق قد أدان عمليات التصعيد الأخيرة، وطلب من الجهات المعنية بالشأن السوري العمل على إيقافه، مشدداً على أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة. كما حمل الفريق قوات النظام وحليفتها روسيا مسؤولية التصعيد العسكري غير المبرر في مناطق شمال غربي سورية، مطالباً جميع المنظمات والهيئات الإنسانية بالعمل بشكل فوري لعمليات الاستجابة الإنسانية للنازحين الفارين من كل المناطق نتيجة الأعمال العدائية.