هجمات فيينا تقرّب بين كورتيز وماكرون

10 نوفمبر 2020
تقارب بين فيينا وباريس تشوبه بعض نقاط الخلاف (الأناضول)
+ الخط -

 

تعقد فرنسا وألمانيا والنمسا، مساء اليوم الثلاثاء، قمة أوروبية مصغرة عبر الفيديو، لبحث التهديد الإرهابي وسبل الرد عليه، وذلك في أعقاب الهجمات التي ضربت فرنسا وفيينا أخيراً، لكن ضيفاً غير تقليدي سيحل على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، إذ سيستقبل الأخير المستشار النمساوي سيباستيان كورتز على غداء عمل قبل القمة.

وحتى وقت قريب، وتحديداً يوليو/تموز الماضي، كان كورتز خصماً لماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما عارض بشدة حزمة الإنقاذ التي قدمها الاتحاد الأوروبي لمكافحة آثار جائحة كورونا، لكن يبدو أن هجوم فيينا نحّى هذه الخلافات جانباً، فإضافة إلى معارضته الخطط الأوروبية بما يخص كورونا، لا يشارك كورتز أفكار باريس وبرلين  بشأن ملفات الهجرة غير النظامية واللاجئين ومنطقة "شنغن".

وكان من المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي النمسا يوم أمس الاثنين للقاء المستشار النمساوي، إلا أن الزيارة أُلغيت واستعاض عنها بدعوة كورتز إلى الإليزيه، حيث سيشارك الأخير في القمة الأوروبية من باريس.

ومنذ هجوم فيينا، الذي أسفر عن مقتل 4 أشخاص قبل نحو أسبوع، حصل تقارب لافت بين باريس وفيينا، بادر إليه ماكرون في البداية وطوّره لضم كورتز إلى الدائرة الضيقة لأصدقاء الرئيس الفرنسي في الفضاء الأوروبي،.

ومن المقرر أن يحضر القمة أيضاً رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بروكسل، برغم أن كورتز معارض شرس للرؤية الأوروبية بما يخص أزمة الهجرة، فضلاً عن أنه أقام تحالفاً مع اليمين المتطرف بين عامي 2017 و2019.

ونقلت صحيفة "لوموند" اليوم الثلاثاء، عن وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون قوله: "من المهم إظهار أن النمسا وفرنسا ليسا البلدين الوحيدين في مواجهة التهديد الإرهابي الإسلامي.. إن النموذج الأوروبي بأكمله هو المستهدف، وليس نموذجاً محدداً، أو كما يقال أحياناً العلمانية الفرنسية".

هذا التقارب بين فيينا وباريس تشوبه بعض نقاط الخلاف بما يخص "الإرهاب الإسلامي"، إذ رفض بون استخدام مصطلح "الإسلام السياسي" الذي تستخدمه الحكومة النمساوية، وقال إن النقاشات من وجهة نظر فرنسا يجب أن تكون حول "الإسلاموية".

وبحسب ما أفادت وسائل إعلام فرنسية، نقلاً عن مقربين من ماكرون، فإن من بين السبل التي ينبغي مناقشتها في قمة اليوم، تعميق التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية، ومكافحة المحتوى العنيف على الشبكات الاجتماعية، أو حتى تعزيز السيطرة على الحدود، وهي مساعي فرنسية مكثفة يقودها ماكرون منذ مدة، تشمل مقترحات بإصلاح فضاء شنغن لتعزيز مراقبة الحدود الداخلية، ومضاعفة عدد أفراد الأمن على الحدود، وهو شرع بذلك فعلاً على الحدود مع إسبانيا وإيطاليا كأولوية.

في المقابل، تنقل "لوموند" عن الوفد المرافق لكورتز، أن النمسا ترى أن هناك "حاجة إلى تفويض جديد من فرونتكس (الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل) حتى لا يكون هناك المزيد من الإرهابيين الذين يصلون عن طريق لامبيدوزا أو ليسبوس للذهاب وتنفيذ هجوم في لندن أو باريس".

وتضيف "تريد النمسا أيضاً التحدث عن المواطنين الأوروبيين الذين ذهبوا للقتال مع "داعش" في سورية والعراق.

المساهمون