هجمات روسية على البادية السورية واقتتال جديد بين فصائل "الجيش الوطني"

02 ابريل 2022
أكثر من 30 ضربة جوية روسية على البادية السورية (بولنت كيليتش/فرانس برس)
+ الخط -

شنّت الطائرات الحربية الروسية، اليوم السبت، مزيداً من الهجمات على البادية السورية، وسط أنباء عن هجمات معاكسة قام بها عناصر تنظيم "داعش"، استهدفت المليشيات الموالية للنظام في بادية حمص. في حين أسفر اقتتال بين فصيلين من "الجيش الوطني السوري" عن سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين، تزامناً مع تظاهرات شعبية منددة بالاقتتال.

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الطائرات الحربية الروسية شنت، خلال أمس واليوم، أكثر من 30 ضربة جوية، استهدفت مواقع يتوارى فيها مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي في باديتي السخنة وتدمر شرقي حمص، وذلك وسط تراجع في العمليات القتالية في البادية السورية.

وأشار المرصد إلى استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية مادة "الثراميت" المكونة من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها نحو 180 ثانية، موضحاً أن هذه المادة توجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة تزن نحو 500 كيلوغرام، تلقى من الطائرات وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات.

في المقابل، شن تنظيم "داعش" هجمات، فجر اليوم السبت، على نقاط عدة لمليشيات تابعة للنظام السوري و"حزب الله" اللبناني في بادية حمص الشرقية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واستيلاء التنظيم على عربات عسكرية وذخائر.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن الهجمات بدأت عبر استهداف حاجز للفرقة الرابعة، في خربة التياس، قريب من مطار التيفور، ثم استهداف نقطة الجحار التابعة لـ"حزب الله" اللبناني غربي تدمر بنحو 15 كيلومترا وموقع قرية شريفة المسيطر عليه من قبل الحزب شرقي حمص.

وحسب المصادر، فإن عناصر التنظيم سيطروا على عربتين عسكريتين وعدد من صناديق الذخيرة والرشاشات الخفيفة.

 اقتتال بين الفصائل

من جهة أخرى، قتل ثلاثة عناصر خلال الاشتباكات التي اندلعت اليوم بين فصيلي "الجبهة الشامية " وحركة "أحرار الشام"، اللذين يعملان ضمن "الجيش الوطني السوري"، في قرية عولان بريف مدينة الباب شرقي حلب.
وذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات جاءت بسبب انشقاق "أمنية" قرية عولان التابعة لحركة "أحرار الشام" عن الفيلق الثالث"، أمس الجمعة، حيث توجهت آليات عسكرية تتبع للجبهة الشامية العاملة ضمن "الفيلق الثالث" إلى المكان، واشتبكت مع المنشقين، ما أدى إلى قطع طريق الباب - الراعي وحرق محطة وقود، وسط صعوبات واجهتها فرق "الدفاع المدني السوري" في الدخول إلى المنطقة نتيجة الاشتباكات الحاصلة.

وشهدت بقية أرياف حلب استنفاراً عسكرياً لبقية الفصائل التابعة للجيش الوطني، فيما انتشر تسجيل مصور يظهر أسرى من عناصر "الجبهة الشامية" في عولان، بعد هجومهم على مقر أمنية عولان.

وهدأت الاشتباكات بعد تدخل من فصيل "هيئة ثائرون للتحرير" و"جيش الشرقية"، فيما خرجت تظاهرة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي تدعو لوقف الاقتتال بين الفصائل مراعاة لحرمة الدماء وحرمة شهر رمضان، ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات بأن "الاقتتال الداخلي خيانة للثورة".

من جهتها، نفت حسابات مقربة من "الجيش الوطني" وجود اشتباكات، واعتبرت أن ما جرى في منطقة عولان كان في سياق تنفيذ قرارات إدارية بحق أشخاص محددين ضمن "الفيلق الثالث"، وليس ضمن فصيل آخر.

ويقول ناشطون إن الاشتباكات جاءت بعد قرار بفصل قيادي في حركة "أحرار الشام" من قبل قيادة الفيلق الثالث، لكنه رفض الإذعان لقرار الفصل، ما أدى الى اندلاع الاشتباكات.  

من جهتها، أعلنت كتلة "أحرار الشام"، في بيان لها، انفصالها بالكامل عن الجبهة الشامية تحت اسم (كتلة أحرار الشام - القاطع الشرقي)، وقد نشرت شريطاً مصوراً لأشخاص قالت إنهم أسرى من الجبهة الشامية اعتقلوا خلال الاشتباكات.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد أيام من اشتباكات مماثلة بين "هيئة ثائرون للتحرير" و"حركة التحرير والبناء" في منطقة الغندورة شرق حلب، بعد مشادة كلامية حصلت بين عناصر من الطرفين تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة.

 

وفي جنوب البلاد، قتل شاب في مدينة الصنمين في الريف الشمالي من محافظة درعا بعد إطلاق النار عليه من جانب مسلحين، وفق شبكة "درعا 24" المحلية.

إلى ذلك، نشر جهاز "الأمن العسكري" حواجز جديدة في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي تزامناً مع انسحاب عناصر جهاز "أمن الدولة".

ونقل "تجمع أحرار حوران" عن قيادي سابق في الجيش الحر قوله: إن فرع الأمن العسكري تسلم مهامه في مدينة جاسم، وذلك بعد فشل قوات أمن الدولة في اقتحام الحي الغربي من المدينة في منتصف مارس/ آذار الفائت".

وسبق أن نقل نظام الأسد المسؤول عن فرع أمن الدولة في محافظة درعا العميد عقاب صقر عباس إلى مدينة القامشلي، في الـ19 من الشهر الماضي، عقاباً له على إعطائه أوامر باقتحام مدينة جاسم الذي باء بالفشل، بعد أن قتل خلاله أكثر من 10 ما بين عنصر وضابط من قوات النظام.