سجّلت الساعات الماضية عدة هجمات استهدفت أبراج نقل الطاقة الكهربائية بمناطق شماليّ البلاد، أدت إلى خروجها عن الخدمة، ما أثر بساعات تجهيز التيار الكهربائي في العاصمة وعدد من المحافظات، وسط انتقادات للحكومة لفشل خطط توفير الحماية الكافية لوقف الهجمات، التي يؤكد قادة أمنيون وقوف تنظيم "داعش" خلفها.
وأعلنت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية توقف الخط الناقل للكهرباء في سامراء بمحافظة صلاح الدين، نتيجة تعرضه لعمل تخريبي، مؤكدة، في بيان، أن "الخط توقف بعد تعرضه لتفجير بعبوة ناسفة أدت إلى سقوط أحد أبراجه وتضرر آخر، وحدوث تقطع في الأسلاك، ما أدى إلى خروج الخط عن الخدمة".
وليل أمس، تعرّض قطاع التوزيع في المنطقة الشمالية لعمل تخريبي، ما أدى إلى تضرر سبعة محولات كهربائية في محافظة كركوك. وقالت الوزارة، في بيان، إن "أعمالاً تخريبية إرهابية تمثلت بتفجير عبوات ناسفة، استهدفت شبكات التوزيع في ناحية سركان التابعة لمحافظة كركوك، أدت إلى تضرر سبعة محولات، وخروجها عن الخدمة". وأكدت أنّ "الفرق الفنية في وزارة الكهرباء، برفقة قوات الجيش، توجد في مكان الحادث، وقامت بكشف الأضرار والمباشرة بمعالجة الخلل". وتحدثت أيضاً عن خروج خط نقل الطاقة شرقي العاصمة بغداد عن الخدمة بسبب إطلاق نار.
وصباح اليوم الخميس، تعرضت خطوط لنقل الطاقة في محافظة كربلاء، جنوبيّ البلاد، إلى الاستهداف، ما أدى إلى سقوط عدة أبراج لنقل الطاقة وخروجها عن الخدمة، وفقاً لمسؤول أمن في بغداد، أكد في تصريحات للصحافيين أن الهجمات الجديدة، اليوم الخميس، أسقطت برجين جنوبي البلاد.
وسبق لتنظيم "داعش" الإرهابي أن تبنى عدداً من الهجمات التي استهدفت أبراج الطاقة، بوصفها "حرب استنزاف". ونفذت السلطات العراقية عدة خطط لمواجهة تلك الهجمات، من بينها تسليم قوات الجيش مهمة حماية خطوط نقل الطاقة في البلاد، التي تمتد على مسافات كبيرة شمالي البلاد وغربيها وجنوبيها، تصل إلى أكثر من 450 كم في بعض الخطوط الرئيسة، خاصة تلك التي تتزود بالكهرباء من إيران عبر محافظتي البصرة وميسان.
ودفع ملف استهداف الأبراج أطرافاً سياسية إلى توجيه الاتهامات للحكومة بـ"الفشل" في توفير الحماية للطاقة في العراق.
وقال النائب محمد شياع السوداني إن "تكرار استهداف أبراج نقل الطاقة في ذروة حاجة المواطنين للكهرباء يمثل أحد أوجه الفشل الحكومي في حماية البنى التحتية للبلاد"، منتقداً في بيان "التبريرات الجاهزة لعمليات الاستهداف، دون وضع أي خطط حقيقية للحماية، وإنهاء معضلة الكهرباء".
وأثرت عمليات استهداف أبراج الطاقة بساعات التغذية اليومية في المحافظات التي تتعرض أبراجها للاستهداف، وأثر ذلك بساعات تغذية العاصمة بغداد أيضاً، التي انخفضت كثيراً. فيما تعمل الكوادر الهندسية على معالجة الأبراج بشكل متواصل.
وكانت هجمات مماثلة شهدها العراق مطلع شهر يوليو/تموز الماضي، وسبّبت انهياراً كاملاً للمنظومة الكهربائية في البلاد، قد دفعت الحكومة إلى تكليف قوات الجيش مهمة حماية أبراج نقل الطاقة، كذلك خُصِّصَت مكافأة مالية للإبلاغ عن أية جهات يُشتبَه في تورطها بتلك الهجمات.