"هآرتس": حماس فقدت معاقل السلطة في غزة والجيش الإسرائيلي لم يسيطر على القطاع

15 نوفمبر 2023
يخشى الاحتلال من تعرض جنوده في غزة إلى صواريخ موجهة وتفخيخ للمنازل المهدمة (رويترز)
+ الخط -

زعم المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل، اليوم الأربعاء، أن حركة حماس فقدت معاقل السلطة في غزة، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يسيطر بعد على القطاع، رغم القوة المدمّرة التي يستخدمها.

وفيما قال إن الجيش استكمل يوم أمس احتلال مخيم الشاطئ للاجئين الواقع غربي مدينة غزة، أشار إلى اندلاع معارك واشتباكات أحيانًا خلال بحث قوات الاحتلال عن مقاومين وأسلحة.

كما أشار الكاتب إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي على عدد من رموز حكم حماس في مدينة غزة، من ضمنها مبنى المجلس التشريعي، و"المربع الأمني" وغيرهما، مشككاً في إمكانية استعادة حماس في الفترة القريبة سيطرتها المدنية في شمال القطاع.

ونقلت الصحيفة عن قائد فرقة 162 في جيش الاحتلال إيتسيك كوهين قوله إن الجيش خلق "ظروفاً تسمح بتفكيك القدرات العسكرية والسلطوية لحماس في مدينة غزة". ويرى كوهين وضباط آخرون في جيش الاحتلال موجودون في شمال القطاع أن "الحرب تتقدّم كما هو مخطط لها".

كما أضافت الصحيفة أن الجيش "يعمل بطريقة منهجية في محيط المستشفيات في غزة بتوجيهات من قائد هيئة الأركان هرتسي هاليفي"، بعد الزعم باستخدام حماس المستشفيات والمناطق الموجودة تحتها كمقرات لها وأماكن اختباء لعناصرها.

ولفت المحلل العسكري إلى أن وصول الشتاء يزيد من المصاعب والمخاطر المحدقة بجنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودين في قطاع غزة، "لكنه ليس مصدر الخطر الوحيد".

وأضاف أنه بعد حوالي أسبوعين ونصف من وجود القوات البرية في قطاع غزة، "هناك خطر من أن تدخل القوات في حالة جمود (تتوقف بشكل شبه تام تقريباً عن التقدّم) وبالتالي تصبح أكثر عرضة للخطر. وفي بعض الأحيان يؤدي البقاء المطوّل أيضًا إلى المس بجوانب عملياتية، وهو ما يعرض القوات للأذى".

ويخشى ضباط جيش الاحتلال، بحسب الصحيفة، من عدة تهديدات محتملة، على رأسها تعرض الجنود لصواريخ مضادة للدروع وتفخيخ بيوت بهم، مضيفة أنه داخل المناطق الكثيفة في وسط مدينة غزة هناك حاجة للاحتماء أيضاً من عمليات إطلاق النار من داخل مبان متعددة الطوابق.

وتأتي المخاوف من احتمال إقامة حركة حماس مواقع جديدة في المباني التي تضررت جراء القصف الجوي الإسرائيلي، تمكّنها من قنص الجنود الإسرائيليين وإطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاههم.

وذكر المحلل العسكري أنه من الناحية العملياتية فإن الجيش الإسرائيلي لم يعمل بعد في الأحياء الشرقية من مدينة غزة ولا في الأحياء الواقعة في وسطها، وإنه يواصل تركيز جهوده على الأنفاق في محاولة لتطوير حلول عملية لتدميرها بسرعة.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قد لمّح في الأيام الأخيرة إلى تفاؤله بشأن قدرات جيش الاحتلال على تسريع ضرب الأنفاق ووتيرة خسارة حركة حماس السيطرة على شمال القطاع، وفق مزاعمه.

ويقول الكاتب الإسرائيلي إن "حركة حماس لم تعد تسيطر سياسياً ومدنياً على هذه المنطقة. أما على صعيد القدرات العسكرية، فمن الواضح أن اللواءين اللذين يديرهما التنظيم في شمال القطاع وفي مدينة غزة أصيبا بأضرار جسيمة، ولا يعمل التسلسل القيادي فيهما إلا بشكل جزئي. أما الألوية الثلاثة الأخرى في مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة، في خانيونس ورفح، فلم تلحق بها سوى أضرار طفيفة، وما زالت تحتفظ بتواصل القيادة والسيطرة".

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن ضابط وصفته بالكبير لم تسمه أن المقاومين في شمال القطاع بشكل عام "ينشطون الآن في مجموعات صغيرة نسبياً حتى عشرة أشخاص وأنهم يقلّلون من القتال في ساعات الليل. وفي ساعات الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، يقومون بإطلاق مسيّرة لفحص ما تغير في استعدادات الجيش الإسرائيلي حولهم ويحاولون شن هجمات".

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن إطلاق القذائف الصاروخية من شمال القطاع باتجاه إسرائيل توقف كلياً تقريباً.

ويذكر في هذا السياق أن إحدى الرشقات الصاروخية يوم أمس تسببت بإصابة ثلاثة أشخاص في منطقة تل أبيب، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة.

وجاء في الصحيفة العبرية أن حجم الدمار في قطاع غزة لا ينعكس بشكل كامل في ما تبثه القنوات التلفزيونية الإسرائيلية.

ورغم الدمار الهائل ومسح مناطق بأكملها عن الوجود، واستشهاد أكثر من 10 آلاف فلسطيني، يصر ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، على أن الجيش "لم يأت لتسوية غزة بالأرض، بل لإخضاع حماس".

ومنذ دخول قوات الاحتلال إلى القطاع، تقول الصحيفة، "تُستخدم نيران كثيفة لحمايتها، حتى لو كان ذلك على حساب المس بالمدنيين الفلسطينيين الذين قد يكونون موجودين في مكان قريب".

المساهمون