"هآرتس": الخلاف حول صفقة شاملة يقلص فرص وقف إطلاق النار في غزة

30 نوفمبر 2023
قالت "هآرتس" إن صفقة تبادل شاملة لن تحظى بدعم جماهيري إسرائيلي (فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الخلافات المتوقعة حول ظروف التوصل لصفقة تبادل أسرى شاملة بين حركة حماس وإسرائيل، تقلص فرص نجاح الجهود الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار بشكل دائم بين الجانبين.

وبحسب تقرير أعده معلقها العسكري عاموس هارئيل ونشر في عددها الصادر اليوم الخميس، زعمت الصحيفة أن حركة حماس معنية بمواصلة الاحتفاظ بحوالي مائة جندي من جنود جيش الاحتلال الأسرى لديها من منطلق أن هذا يحسن من قدرتها على التفاوض على ظروف وقف إطلاق النار بشكل دائم.

واستنتج أن هذا الواقع يزيد من فرص توجه إسرائيل لاستئناف الحرب على قطاع غزة بشكل كبير، لافتا إلى تهديدات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال "حتى النهاية".

وأشار إلى أن الحديث عن وقف إطلاق النار بشكل دائم والتوصل لصفقة تبادل شاملة يتم فيها تحرير جميع أو معظم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال "لا يبدو واقعيا" في الوقت الحالي، مشككا في إمكانية أن تحظى مثل هذه الصفقة بدعم جماهيري إسرائيلي كبير.

ولم يستبعد هارئيل أن يكون نتنياهو وراء التسريبات التي تتحدث عن جهود للتوصل لوقف إطلاق النار بشكل دائم حتى يظهر أمام الجمهور الإسرائيلي كالشخص الذي يقاوم الضغوط الخارجية، لا سيما في ظل استطلاعات الرأي التي تشير إلى تحطم شعبيته، مشيرا إلى أن هذا ما دفعه أيضا إلى التباهي بأنه الوحيد القادر على منع تدشين دولة فلسطينية.

وحسب هارئيل، فإن التوصل لوقف إطلاق نار دائم دون إلحاق هزيمة بحركة حماس كحكم وكقوة عسكرية سيدلل على عدم تمكن نتنياهو من الوفاء بتحقيق أهداف الحرب أمام الرأي العام الإسرائيلي مما قد يفضي إلى القضاء على مستقبله السياسي.

في المقابل، يرى المعلق الإسرائيلي أن حركة حماس معنية بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم نتاج صفقة تبادل أسرى كبيرة يتم في إطارها تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، لأنها سبق أن حققت إنجازا عسكريا كبيرا في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إثر تنفيذ عملية "طوفان الأقصى".

وحاجج هارئيل بأن حرص حركة حماس على التوصل لصفقة تبادل شاملة يأتي في إطار سعيها لتعزيز مكانتها الداخلية وفي العالمين العربي والإسلامي، وتوسيع دائرة التأييد لها بوصفها الطرف العربي الذي أهان إسرائيل وفرض عليها شروطه.

ويعد الموقف الأميركي من مسألة مواصلة الحرب معقدا، كما يشير هارئيل، حيث يرى أن واشنطن من ناحية تريد فرض قيود على أنماط استخدام إسرائيل للقوة العسكرية في حربها على القطاع، لكنها في الوقت ذاته لا تمارس ضغوطا عليها للتوصل لصفقة ولا تحرك ساكنا لإقناعها بوقف إطلاق النار.

وفي ما يتعلق بمواقف الدول العربية، فإن هارئيل يجزم بأن معظمها تتبنى خطابين، علنيا وسريا، متناقضين، لافتا إلى أن هذه الدول تتبنى من ناحية علنية توجهات الرأي العام وتعبر عن رفضها للحرب على القطاع، لكنها في الغرف المغلقة تضغط على إسرائيل لعدم إنهاء الحرب دون إلحاق هزيمة بحركة حماس لأن نظم الحكم التي تقود هذه الدول ترى في هذه الحركة "عدو".

وتوقع هارئيل أن يطول أمد الحرب في حال استأنفت إسرائيل القتال، من منطلق أن العمليات العسكرية التي خاضها جيش الاحتلال في مدينة غزة وشمال القطاع دللت على أن حركة حماس "أبعد ما تكون عن الهزيمة".

المساهمون