واشنطن حذرت إسرائيل من تنفيذ هجوم كبير على لبنان: "حزب الله" قادر على ضرب أهداف استراتيجية
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجري محادثات مع إسرائيل ووسطاء بهدف "تقليل التوترات" بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تحدثت عن "تفكير إسرائيل في تنفيذ هجوم جوي كبير" على لبنان، وتحذير واشنطن من تداعيات ذلك.
ووفق الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين، فإن إدارة بايدن تناقش مع مسؤولين لبنانيين وإسرائيل "معايير اتفاق طويل الأمد لزيادة الاستقرار على طول الحدود"، حتى يتمكن عشرات الآلاف من المستوطنين الفارين من شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة والمدنيين في جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب على غزة، ولأجل ذلك تسعى واشنطن لإحلال الجيش اللبناني ليكون القوة الوحيدة على الجانب اللبناني، وبالتالي دفع مقاتلي "حزب الله بعيدًا عن "حدود" دولة الاحتلال.
وقالت "نيويورك تايمز": "لا تتفاوض الولايات المتحدة مع "حزب الله" بشكل غير مباشر، بل من خلال الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يقود التحركات عاموس هوكشتاين"، أحد مستشاري البيت الأبيض الذي أشرف على المحادثات العام الماضي التي أسفرت عن اتفاق بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ولبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وأكدت الصحيفة أن الهدف المباشر للمفاوضات يتركز على منع الاشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" من الوصول إلى حرب شاملة قد تجرّ الولايات المتحدة وإيران وحلفائها في المنطقة.
وأشار المصدر ذاته إلى الرسائل المتضاربة التي يبعثها المسؤولون الإسرائيليون حول المسافة التي سيتعين على "حزب الله" التراجع إليها، مبرزاً أن المسافة التي طلبوا تراوحت بين 3 و8 كيلومترات "حتى لا يتكرر سيناريو حماس" التي اقتحمت مناطق غلاف غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضمن عملية "طوفان الأقصى" التي أتت رداً على جرائم الاحتلال.
وبحسب "نيويورك تايمز"، تعتقد إدارة بايدن أن المسافة التي يجب أن يبتعد إليها حزب الله في عمق الأراضي اللبنانية يجب أن تكون أكثر من خمسة كيلومترات.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولو "حزب الله"، التعليق على المحادثات الجارية.
ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، فإن استعادة الهدوء على الحدود اللبنانية لن يكون ممكناً قبل أن تنهي إسرائيل حربها على غزة، وذلك لأن "حزب الله" لن يتوقف عن الاشتباك مع إسرائيل "ما دام الصراع مستمراً في القطاع".
وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن هوكشتاين بدأ المحادثات الاستكشافية مع المسؤوليين اللبنانيين والإسرائيليين، قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة بأسابيع، لتسوية قضية 13 نقطة حدودية.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن ما تلا 7 أكتوبر، ودخول "حزب الله" في الصراع، جعل القادة الإسرائيليين يفكرون في شن هجوم جوي كبير ضد "حزب الله" لـ"شلّ قواته"، إلا أن مسؤولي إدارة بايدن طلبوا من الجانب الإسرائيلي عدم تنفيذ الهجوم.
وبحسب الصحيفة، فقد نقلت واشنطن لدولة الاحتلال معلومات استخباراتية تؤكد أن "حزب الله" وحلفاءه في طهران "لا يريدون حربًا مع إسرائيل"، كما قدّر المسؤولون الأميركيون أن ""حزب الله" سيكون قادرًا على التعافي بسرعة من الصدمة الأولية للضربة الإسرائيلية، من ثم إطلاق وابل ضخم من الصواريخ على أهداف استراتيجية في جميع أنحاء إسرائيل".
وقالت الصحيفة إن القادة الإسرائيليين منقسمون بشدة حول جدوى تنفيذ هجوم جوي على لبنان، واتفقوا بدلاً من ذلك على السعي إلى "حل دبلوماسي مع "حزب الله"، بناءً على محادثات ترسيم الحدود التي شرع فيها هوكشتاين قبل السابع من أكتوبر"، فيما يجري التركيزعلى إبقاء الاشتباكات بين جيش الاحتلال والحزب عند "أدنى مستوياتها الممكنة".
ووفق المصدر ذاته، يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين "ضرورة التعامل مع تهديد "حزب الله" إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق دبلوماسي"، فيما اختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أنه "إذا فشلت الجهود الدبلوماسية الأميركية واندلعت حرب واسعة النطاق بين إسرائيل و"حزب الله"، فقد تكون النتائج كارثية لكلا الجانبين".