قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض اليوم الخميس، إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سيطلب من حكومة الاحتلال الإسرائيلي الموافقة على وقف العدوان العسكري على غزة لفترات قصيرة ومتسلسلة من أجل السماح بإطلاق الرهائن وضمان سلامتهم، وتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضافت الصحيفة أن الضغط الذي يسميه مسؤولون أميركيون من أجل فرض "هدن إنسانية" سيكون من الملفات التي سيطرحها بلينكن خلال لقائه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وغيره من المسؤولين عندما يصل الجمعة إلى تل أبيب ضمن جولة دبلوماسية جديدة، في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الماضي.
من جهته، كشف وزير الخارجية الأميركي أنه سيناقش خطوات ملموسة لتقليل الضرر الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة خلال زيارته تل أبيب والشرق الأوسط.
وقال بلينكن للصحافيين اليوم الخميس قبل مغادرته واشنطن إن الولايات المتحدة عازمة على منع التصعيد على كل الجبهات، بما في ذلك جنوب لبنان والضفة الغربية أو أي مكان آخر في المنطقة.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن البيت الأبيض يبحث فكرة فترات هدنة لمساعدة المدنيين في غزة ويعمل مع الاحتلال الإسرائيلي لتقليل الخسائر البشرية.
وأضاف في مؤتمر صحافي "ما نحاول القيام به هو استكشاف فكرة فترات الهدنة التي قد تكون ضرورية لمواصلة إدخال المساعدات ومواصلة العمل لإخراج الناس بأمان، بما في ذلك الرهائن".
من جهة أخرى، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المسؤولين بالبيت الأبيض قالوا إن الدعوات من أجل هدن مؤقتة تختلف كلياً عن وقف إطلاق نار شامل، مضيفة أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعتقد أن حركة حماس قد تستفيد من وقف إطلاق النار الشامل على اعتبار أنه سيسمح لحركة المقاومة الفلسطينية باستعادة قوتها في حال كف الاحتلال الإسرائيلي عن شن قصفه العنيف.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس بايدن يواجه ضغوطاً متصاعدة من أجل التجاوب مع الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان غزة، في ظل غياب الطعام والماء والدواء والوقود.
وأمس الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي ردّاً على امرأة قاطعته خلال تجمّع انتخابي، أنّه يؤيّد "فترة توقف" في الحرب الإسرائيلية على غزة، من أجل السماح للأسرى بمغادرة القطاع.
وخلال إلقاء بايدن كلمة في فعالية لجمع التبرّعات لحملته الانتخابية، قاطعت امرأة الرئيس الديمقراطي، قائلة: "بصفتي حاخاماً، أطلب منكم الدعوة إلى وقف لإطلاق النار على الفور".
وردّ: "أعتقد أنّنا بحاجة إلى فترة توقف. فترة التوقف تعني إفساح الوقت لإخراج الأسرى".
وردّاً على سؤال بشأن ما أدلى به بايدن، قال البيت الأبيض إنّ ما قصده الرئيس بكلمة الأسرى هم الرهائن المحتجزون لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وفي معرض دفاعه عن موقفه خلال هذه الحرب، قال بايدن: "أنا مَن أقنع بيبي (نتنياهو) بالدعوة إلى وقف إطلاق النار لإخراج الأسرى. أنا مَن تحدّث إلى (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي لإقناعه بفتح باب" معبر رفح الذي يربط جنوب القطاع بمصر.
وتعليقاً على هذا الجانب من تصريح الرئيس الأميركي، قال البيت الأبيض إنّ بايدن قصد بكلامه الرهينتين الأميركيتين اللتين أطلقت سراحهما أخيراً حركة حماس.