نقيب ناصريّ لمهندسي مصر: وعود بإصلاح العلاقة مع الدولة

نقيب ناصريّ لمهندسي مصر: وعود بإصلاح العلاقة مع الدولة

14 مارس 2022
أكد النبراوي أن المهندسين يطلبون خدمات اجتماعية واهتماماً (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

أُسدل الستار على انتخابات نقابة المهندسين المصرية، يوم الجمعة الماضي، بفوز المهندس طارق النبراوي (المحسوب على التيار الناصري)، بمقعد نقيب المهندسين، متفوقاً على منافسه نقيب المهندسين السابق هاني ضاحي، المدعوم من الأجهزة الأمنية.

وعلى الرغم من توجيه الأجهزة الأمنية للوزارات والجهات الحكومية التي تضم مهندسين، مثل وزارتي البترول والري، من أجل التأكيد على المهندسين العاملين فيها، للتصويت لصالح هاني ضاحي، وذلك لضمان فوزه بجولة الإعادة أمام النبراوي، إلا أن الأخير فاز بفارق كبير في عدد الأصوات.

ووفقاً لنتائج جولة الإعادة التي أًعلن عن نتائجها، أول من أمس السبت، فقد حصل النبراوي فيها على 9762 صوتاً، في مقابل 7093 صوتاً حصل عليها منافسه هاني ضاحي.

وقالت مصادر نقابية لـ"العربي الجديد"، إن فوز النبراوي "يرجع لأسباب عدة، أولها حالة الغضب بين أعضاء النقابة من تحكّم النقيب السابق المدعوم من الدولة في مفاصل النقابة من دون تحقيق مصلحة الأعضاء، إضافة إلى الحديث عن سعي الأجهزة الأمنية للسيطرة على النقابة، وهو ما خفف من إصرار تلك الأجهزة على إنجاح مرشح بعينه، إذ كانت ستضطر إلى إجراء عملية تزوير فجة في النتائج". وكانت "العربي الجديد" قد نشرت تقريراً يوم الأربعاء الماضي، تحت عنوان "تأميم النقابات"، كشفت فيه عن سعي الأجهزة الأمنية للسيطرة على النقابات وكتم أصواتها.

وعود لنقابة المهندسين

وكشفت المصادر عن أن "أحد النقابيين، نسق اجتماعاً للنبراوي مع أحد المسؤولين في جهة سيادية، قبيل انتخابات المهندسين". وأشارت إلى أن الاجتماع "خرج بنتائج إيجابية، مثل الحصول على وعد بمنح نقابة المهندسين حصة من أعمال الاستشارات الهندسية، الخاصة بالمشروعات الكبرى التي تنفذها الحكومة والقوات المسلحة".

وقالت المصادر إن "القيادة النقابية التي نسقت الاجتماع، تقوم منذ فترة بأداء دور في تقريب وجهات النظر بين مسؤولي الأجهزة، وبعض الشخصيات السياسية والنقابية، المحسوبة على التيار اليساري".

وأشارت المصادر إلى أن اجتماع النبراوي مع مسؤول الجهاز، جاء بعد اجتماع الأخير مع المرشح السابق لمقعد نقيب المهندسين أحمد عثمان، النائب البرلماني عن حزب "مستقبل وطن" الذي أسسته المخابرات الحربية بداية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويشرف عليه الآن جهاز الأمن الوطني.


النبراوي: نؤكد أننا أحد الأذرع الرئيسية للدولة في المجال الهندسي، ولدينا طموحات عديدة سوف نصيغها معاً

 

وأضافت أنه تم التنسيق مع عثمان للدفع به للمنافسة، لكن تم استبعاده بعد الفتوى التي أصدرها مجلس الدولة، بشأن عدم قانونية الجمع بين عضوية مجلس النواب، التي تستوجب التفرغ التام، وبين إدارة النقابات.

وهي الفتوى التي صدرت بخصوص النائبين محمد شبانة وإبراهيم أبو كيلة، عضوي مجلس إدارة نقابة الصحافيين، والتي تبعها حكم محكمة القضاء الإداري، بإلزام نقيب الصحافيين بإعادة تشكيل هيئة مكتب النقابة، واستبعاد كل من سكرتير عام النقابة محمد شبانة، ووكيل النقابة إبراهيم أبو كيلة من منصبيهما، لجمعهما بين وظيفتين عامتين.

وكان أحمد عثمان، وكيل أول نقابة المهندسين العامة ونجل رجل الأعمال عثمان أحمد عثمان، والقيادي في حزب "مستقبل وطن"، قد أعلن عزمه الترشح على منصب النقيب في الانتخابات بعد الاتفاق على تنحية النقيب الحالي هاني ضاحي، والذي يتمتع أيضاً بعلاقات قوية مع الأجهزة.

لكن بعد استبعاد عثمان تقرر دعم ضاحي في مواجهة النبراوي. وقال النبراوي، في بث مباشر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد الفوز: "نعد بأن أمورنا مع الدولة سوف يتم إصلاحها وإزالة الاحتقان الموجود، حتى نصل إلى تعديل قانون النقابة ونحقق مهمتنا، كوننا الاستشاري الأول للدولة".

نقابة المهندسين ذراع رئيسية للدولة

وأضاف: "نؤكد أننا أحد الأذرع الرئيسية للدولة في المجال الهندسي، ولدينا طموحات عديدة سوف نصيغها معاً، وسنعمل على دفع النقابة إلى الأمام، ومستعدون تماماً لتقديم كل ما نستطيع إلى وطننا العزيز ونقابتنا العريقة وكافة زملائنا المهندسين من كافة الأعمار والمواقع والتخصصات".

وتابع النبراوي: "أتوجه بعميق الشكر والتقدير إلى كل المهندسين الذين حققوا النصر، وهو ليس لشخصي، ولكن لكل المهندسين جميعاً". واعتبر أن "المهندسين يطلبون التغيير والإنجازات والمعاملة الكريمة وخدمات اجتماعية واهتماماً بالمهنة والتعليم، وغير ذلك من القضايا المعقدة التي عانينا منها طوال السنوات السابقة، وأعدكم بأنني سوف أكون معكم وسنعمل معاً بكل ما نقدر لتحقيق طموحات وآمال المهندسين، وسوف يكون الباب مفتوحاً كما تعودنا لإبداء الرأي في كافة القضايا والمشاكل حتى ندفع بنقابتنا إلى الأمام في مكانة تليق بنا".


استُبعد أحمد عثمان بسبب عدم قانونية الجمع بين النيابة والنقابة

يُذكر أن مرحلة الإعادة جرت عقب إعلان لجنة الانتخابات أن جميع إجراءات انتخابات المهندسين تمت وفقاً للقانون، وتحت إشراف قضائي كامل في جميع اللجان الانتخابية، مشيرة إلى أن عدد من شارك في انتخابات المرحلة الثانية، التي جرت في 4 مارس/آذار الحالي، بلغ 42465 مهندساً.

وجاءت الأصوات الصحيحة 40027 والباطلة 2438 صوتاً، وحصل ضاحي على 18091، بنسبة 45 في المائة من إجمالي الأصوات الصحيحة، وحصل النبراوي على 9544 صوتاً بنسبة 24 في المائة من إجمالي الأصوات.

وكانت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات قد أعلنت، في وقت سابق، أن العملية الانتخابية تتم على 3 مراحل؛ الأولى لرؤساء النقابات الفرعية ونصف أعضاء مجالس النقابات الفرعية، ونصف أعضاء مجالس الشعب، والثانية على مقاعد نقيب عام المهندسين، والأعضاء المكملين لهيئة المكتب، وعددهم 11 عضواً، وتمت الإعادة بين رؤساء النقابات الفرعية في اليوم نفسه. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فمخصصة للإعادة على منصب النقيب العام.

المساهمون