نقطة عسكرية روسية جديدة لمراقبة الحدود في الجولان السوري

03 ابريل 2024
تُعد هذه النقطة الثالثة من نوعها منذ مطلع العام الحالي (أندريه بورودولين/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن إقامة موقع جديد لشرطتها العسكرية في مرتفعات الجولان السوري لمراقبة الحدود وتجنب استفزازات، في خطوة لمراقبة وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع بحضور ضباط روس وسوريين وممثلين محليين.
- تصاعد التوترات والقصف المتبادل في المنطقة، خاصة بين مجموعات مرتبطة بحزب الله وإسرائيل، وتعزيزات عسكرية أمريكية في شرق سورية وسط مخاوف من تصعيد إيراني، بالإضافة إلى استهداف جوي تركي لـ"قسد".
- القبض على المتورطين في تفجير أعزاز بجهود "لواء عاصفة الشمال" وتحقيقات تشير لتورط "قسد"، وسط أعمال عنف أخرى تشمل قتل عناصر من الدفاع الوطني وقيادي محلي، ووفاة شاب تحت التعذيب في سجن صيدنايا.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية إقامة موقع جديد لشرطتها العسكرية على خط فصل القوات في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، وذلك لمراقبة الحدود من أي "استفزازات محتملة"، وفق تعبيرها.

ونشرت الوزارة عبر حسابها الرسمي على تطبيق "إكس"، اليوم الأربعاء، تسجيلاً مصوراً يُظهر انتشار قوات الشرطة العسكرية الروسية، ورفع العلم الروسي على نقطة عسكرية أقيمت في منطقة مرتفعات الجولان بين محافظتي القنيطرة ودرعا، جنوبي سورية. وأوضحت الوزارة أن مهمة الجنود الروس تتمثل في "مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة، وتهدئة الأوضاع في المنطقة"، مشيرة إلى أن النقطة العسكرية افتتحت بحضور ضباط من الجيش الروسي وقوات النظام السوري، إضافة إلى ممثلين عن الإدارة المحلية في المنطقة.

ولفتت إلى أن قوات النظام السوري لديها نقاط عسكرية قريبة من هذه النقطة، حيث يجري التنسيق بين الجانبين.

من جهته، قال نائب رئيس "المركز الروسي للمصالحة" التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بوبوف، إن شرطة بلاده العسكرية أقامت موقعاً إضافياً بالقرب من المنطقة الفاصلة بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن بوبوف قوله، إن النقطة الإضافية للشرطة العسكرية الروسية تأتي في إطار الجهود المبذولة لمراقبة الوضع على طول "خط برافو" في المنطقة الفاصلة، ومدى الالتزام بوقف إطلاق النار بين الطرفين.

وتشهد المنطقة باستمرار توترات وعمليات قصف متبادلة بين مجموعات يُعتقد أنها تعمل لحساب حزب الله اللبناني، وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق الإعلانات الروسية الرسمية، تُعد هذه النقطة العسكرية الروسية الثالثة من نوعها منذ مطلع العام الحالي، بعد أن خفضت روسيا من انتشارها جنوبي سورية مطلع 2021، إثر غزوها لأوكرانيا، بينما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 12 نقطة عسكرية روسية على الحدود في منطقة الجولان السوري المحتل.

تعزيزات للتحالف الدولي

وفي شرقي سورية، استقدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تعزيزاتٍ عسكرية إلى قاعدةِ الشدادي جنوبي محافظة الحسكة. وذكر مراسل "العربي الجديد" أن التعزيزات دخلت عبر معبرِ الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، مشيراً إلى أنها تضم نحو عشرين شاحنة محمّلة بمعدات عسكرية ولوجستية وصناديق مغلقة، واتجهت نحو القاعدة العسكرية في مدينة الشدادي.

وكانت قوات التحالف استقدمت، في وقت سابق، طائرة شحن تحمل معدات عسكرية ومواد لوجستية، آتية من العراق، هبطت في قاعدة روباريا شمالي محافظة الحسكة السورية، فيما وصل وفد عسكري أميركي إلى القاعدة الأميركية في حقل "العمر" النفطي في ريف محافظة دير الزور، وسط مخاوف من تصعيد لإيران ومليشياتها في تلك المنطقة، عقب الغارة الإسرائيلية على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق قبل يومين، والتي أسفرت عن سقوط ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني.

قتلى من "قسد" باستهداف جوي تركي

إلى ذلك، قُتل عنصران من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعد ظهر اليوم الأربعاء، نتيجة استهداف جوي تركي. وذكرت شبكات كردية عاملة في الشمال السوري أن طائرة مسيّرة تركية استهدفت شاحنة قرب مركز قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة الذاتية الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، دون أن تحدد عددهم، وما إذا كانوا مدنيين أم عسكريين. غير أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن امرأتين قتلتا، وهما تنتميان للقوات النسائية التابعة لقوى الأمن الداخلي.

واستنكرت "الإدارة الذاتية" في مدينة عين العرب العملية، وقالت إن مسيّرة تركية استهدفت ما قالت إنها "سيارة مدنية في أحد شوارع المدينة". وأضافت في بيان: " نحن كإدارة ذاتية، نستنكر بشدة ممارسات تركيا الوحشية، ونقف إلى جانب أهالينا في الوقت الراهن، ونقول إن هذا النهج والأسلوب لن ينجح".

وكانت مصادر كردية تحدثت في وقت سابق اليوم عن مقتل القيادية في حزب العمال الكردستاني ديلارا أولمز، والعنصر كمال أوسو، جراء غارة تركية على شمالي العراق أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أنهما ينحدران من مدينة عفرين السورية.

 

القبض على منفذي تفجير أعزاز

من جهة أخرى، أعلن القيادي في الجيش الوطني السوري صالح عمورين إلقاء القبض على المتورطين في تفجير أعزاز قبل أيام، والذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات.

وقال عموري عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، إن القوى الأمنية في "لواء عاصفة الشمال" قامت "برصد المجرمين الذين فجّروا السيارة وملاحقتهم، وتم إلقاء القبض عليهم جميعاً، بعد أيام من المتابعة والاستنفار". ولم يوضح صالح الجهة التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص، غير أن مصادر مطلعة في الجيش الوطني، أكدت لـ"العربي الجديد" أن التحقيقات الأولية تشير إلى أنهم تلقوا تعليمات من قوات "قسد" المسيطرة على مدينة تل رفعت، مقابل مبالغ مالية.

قتلى بنيران "داعش"

من جهة أخرى، قُتل أربعة من عناصر منظمة الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام السوري، نتيجة استهدافهم بالرصاص من قبل خلايا تنظيم "داعش" المنتشرة في البادية السورية. وذكرت شبكات محلية أن القتلى الأربعة ينحدرون من منطقة السلمية بريف حماة الشرقي، وهم من عائلة واحدة، وهي عائلة زينو. كما قُتل قيادي في فصيل "حراس القرى" المحلي المقرّب من المليشيات الإيرانية المنتشرة شرقي سورية، وذلك برصاص مجهولين اقتحموا منزله في ريف دير الزور.

ونقلت وكالة "نورث برس" المحلية عن مصدر عسكري قوله إن مسلحين مجهولين اقتحموا منزل القيادي حسين العلي (46 عاماً) في بلدة العشارة شرقي دير الزور، وأطلقوا النار عليه أمام عائلته، مشيراً إلى أنهم رددوا عبارات مؤيدة لتنظيم "داعش" قبل إطلاق النار عليه. ووفق المصدر، فإن حسين العلي هو قائد فوج الحراسة في الفصيل المذكور.

قتيل تحت التعذيب

إلى ذلك، قضى شاب من مدينة جاسم شمالي درعا تحت التعذيب، في سجن صيدنايا سيئ الصيت، بعد اعتقال دام نحو 11 عاماً، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي قال إنه وثق وفاة 16 شخصاً تحت التعذيب داخل المعتقلات الأمنية التابعة للنظام السوري منذ مطلع العام الجاري، من ضمنهم ناشط سياسي وطالب جامعي، وكاتب، ومهندس.

من جهتها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها أمس الثلاثاء، إنها وثقت ما لا يقل عن 203 حالات اعتقال في سورية، بينهم 8 أطفال و5 سيدات، وذلك خلال شهر مارس/آذار الماضي.

وأوضح التقرير أن 91 منهم اعتقلوا على يد قوات النظام السوري، و46 على يد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، و9 حالات على يد "هيئة تحرير الشام" و39 حالة على يد جميع فصائل المعارضة.

من جهة أخرى، قتل الشاب محمد عبد الرزاق الحاج علي جراء انفجار لغم من مخلفات النظام السوري بجراره الزراعي، في محيط بلدة خربة غزالة شرقي درعا، وفق شبكة "تجمع أحرار حوران" المحلية.

المساهمون