نصر الله يكشف عن هدف عملية اليوم ويرد على ادعاءات الاحتلال

25 اغسطس 2024
من خطاب سابق لحسن نصر الله ، 6 أغسطس 2024 (كريس ماكريث/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أطلق حسن نصر الله اسم "عملية يوم الأربعين" على الهجوم ضد مواقع إسرائيلية رداً على اغتيال فؤاد شكر، مؤكداً انتهاء العملية واحتفاظ حزب الله بحق الرد لاحقاً.
- استهدفت العملية قواعد عسكرية إسرائيلية باستخدام 340 صاروخ كاتيوشا وعشرات المسيّرات، ونُفذت على مرحلتين بدقة رغم الظروف الصعبة.
- تأخر الرد بسبب الاستنفار الأمني الإسرائيلي والأميركي، وتم تجنب استهداف المدنيين والبنى التحتية، مع متابعة نتائج الهجوم لتحديد الحاجة لرد إضافي.

أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اسم "عملية يوم الأربعين" على العملية التي نفذتها المقاومة الإسلامية، صباح اليوم الأحد، ضد مواقع وثكنات إسرائيلية في إطار الردّ الأولي على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، معلناً أن عملية الردّ انتهت، وإذا قرّرنا أن الرد الأولي غير كافٍ فسنحتفظ بحق الرد حتى وقتٍ آخر ويمكن للبلد بالمرحلة الحالية أن "يأخذ نفس ويرتاح"، مؤكداً في المقابل "أننا لن نتخلى مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات عن غزة وشعبها وعن فلسطين".

وكشف نصر الله أنّ الهدف الأساسي للعملية حُدّد بقاعدة "غليلوت" للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، المسمّاة شعبة أمان، وتوجد فيها وحدة 8200 المعنية بالجمع العلني والتنصّت والتجسّس وهي تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن حدود تل أبيب 1500 متر، مؤكداً أن "عمليتنا العسكرية اليوم تم إنجازها بدقة رغم كلّ الظروف".

وقال نصر الله في كلمة بمناسبة التطورات الأخيرة: "إننا اخترنا هدفاً عسكرياً نوعياً في العمق الإسرائيلي، وقريباً من تل أبيب، هدفاً أصلياً، مع هدف مساند هو قاعدة الدفاع الصاروخي والجوي في عين شيميا، معلناً أن العملية أنجزت الساعة الخامسة والربع، واستخدم فيها 340 صاروخ كاتيوشا، وعشرات المسيّرات، أطلقت من جنوب نهر الليطاني وشماله، وحتى من منطقة البقاع وذلك للمرة الأولى، وعبرت كلّها الحدود اللبنانية الفلسطينية.

وفنّد نصر الله العملية بالكامل، من ناحية أسباب التأخير والضوابط والأهداف والأسلحة المستخدمة، وقال إن العملية كانت على مرحلتين، الأولى باستخدام 340 صاروخ كاتيوشا، استهدفت 11 أو 12 موقعاً وثكنة عسكرية مهمة في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل، والثانية عبور عشرات المسيّرات الحدود باتجاه أهداف عسكرية بالعمق الإسرائيلي.

وعدّد نصر الله أربعة أسباب لتأخر عملية الردّ على اغتيال شكر والعدوان على الضاحية، وهي حجم الاستنفار الأمني والاستخباري والفني والميداني والجوي والبحري الإسرائيلي، وكذلك الأميركي، فالعجلة وفق تعبيره يمكن أن تعني الفشل، إضافة إلى أن الردّ هو جزء من العقاب، والحاجة إلى بعض الوقت للدراسة والتشاور حول فكرة أن يردّ المحور كلّه في وقتٍ ويومٍ واحدٍ أو يتم بشكل منفرد، إلى جانب السبب المرتبط بمفاوضات 15 أغسطس/آب وإعطاء فرصة لها.

وعن ضوابط العملية، قال نصر الله إننا اخترنا ألا يكون هناك استهداف للمدنيين، رغم أنهم استهدفوا مدنيين في الضاحية، وذلك من أجل تأكيد حماية المدنيين في لبنان وتجنيبهم أي أذى قد يلحقه بهم العدو، من هنا فضلنا تجنّب المدنيين وتجنّب البنى التحتية، فكان الهدف عسكرياً، مشيراً إلى أنّ لا مصلحة للمقاومة في تأخير الردّ أكثر لاعتبارات ترتبط به وأخرى بالوضع الداخلي في لبنان والأجواء المحيطة والحرب النفسية التي يشنها ويشارك فيها الكثيرون، من هنا كان القرار بأن يكون الردّ اليوم رغم أن الاستنفار لا يزال قائماً".

وتابع نصر الله على صعيد السلاح المستخدم بأنه تقرّر أن يكون استهداف القواعد كلّها بصواريخ الكاتيوشا التي نستخدمها منذ 11 شهراً، وكان من المقرر إطلاق 300 صاروخ لكننا أطلقنا 340 صاروخاً، فالعدد يبقى كافياً لاستهداف المواقع الـ11، وثانياً لإشغال القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية عدة دقائق حتى تعبر المسيّرات، وهي السلاح الآخر الذي استُخدم في العملية، بأحجام وأنواع مختلفة، على أساس أن جزءاً من هذه المسيّرات سيتجه إلى عين شيميا، والجزء الأكبر إلى جوار تل أبيب وقاعدة غليلوت.

أما على صعيد التوقيت، فقال نصر الله إننا اخترنا صباح يوم أربعين الإمام الحسين، وتم الاتفاق على أن تكون كل المنصات جاهزة لإطلاق النار في تمام الساعة الخامسة والربع، وقبل ذلك كل منصات إطلاق الصواريخ كانت جاهزة في كل المحاور وعلى كل الخطوط ومبرمجة زمنياً، وجميع مرابض المسيّرات أيضاً في جنوب نهر الليطاني وشماله وفي البقاع، الذي نطلق منه المسيّرات للمرة الأولى، مؤكداً أن أي منصة من المنصات لم تصَب قبل بدء العملية، وكل الصواريخ والمسيّرات عبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية حتى من البقاع رغم بعد المسافة، وذلك باتجاه الأهداف المحددة.

وأشار نصر الله إلى أنه بحسب المعطيات، فإن المواقع في المنطقة الشمالية والجولان السوري المحتل كلها أصيبت بالصواريخ، وهناك جزء جرى اعتراضه بالصواريخ الاعتراضية وهذا ما كان مطلوباً، ما يساعد المسيّرات على العبور، لافتاً إلى أن "معطياتنا وبعض مصادر المعلومات لدينا تؤكد أن عدداً من الصواريخ والمسيّرات وصل إلى الهدفين، لكن العدو يتكتم كما هي العادة، والأيام والليالي ستكشف حقيقة ما جرى هناك".

في المقابل، قال نصر الله إن الحديث الاسرائيلي عن اطلاق 6000 مسيّرة وصاروخ وتدميرها هو ادعاء كاذب، كذلك الحديث عن أن العدو ضرب صواريخ استراتيجية ودقيقة، أي باليستية، كانت معدة لاستهداف تل أبيب أو أي هدف آخر، وأنه أنقذ تل أبيب والمنشآت الحيوية، كلّه كذب، ولم تكن لدينا نية لاستخدام هذه الصواريخ حالياً، وقد نستخدمها في المستقبل أو في وقتٍ قريب.

كذلك، أشار نصر الله إلى أن العدو قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ يشنّ غارات جوية على قرى في الجنوب اللبناني ولم تكن لديه معلومات استخبارية، بل بسبب حركة المجاهدين لإتمام عملهم، معتبراً أن ما حصل هو عدوان وليس عملاً استباقياً، ولم يترك أي أثر على الإطلاق على عمليتنا اليوم وعلى مجاهدينا، فلم يسقط بينهم أي شهيد، مشدداً على أننا أمام سردية إسرائيلية كلها كذب وأمام فشل استخباري، وفي المقابل، عمليتنا أنجزت بدقة كما خططت رغم كل الظروف الصعبة.

وحول ما إذا كان سيكون هناك ردّ ثانٍ، قال نصر الله: "نحن سنتابع نتيجة تكتّم العدو عمّا جرى في هاتين القاعدتين وسنتابع مصادرنا والمعلومات التي يمكن أن نحصل عليها، وإذا كانت النتيجة مرضية وتحقق الهدف المقصود، فنحن نعتبر أن عملية الردّ على اغتيال شكر واستهداف الضاحية قد تمت، وإذا لم تكن النتيجة كافية بنظرنا، فسنحتفظ لأنفسنا بحق الرد حتى وقتٍ آخر أو في المستقبل، لكن الآن يمكن للناس أن تعود إلى منازلها وللبلد في المرحلة الحالية أن يأخذ نفساً ويرتاح.

وأعلن حزب الله اليوم إطلاقه أكثر من 340 صاروخ كاتيوشا على مواقع وثكنات عسكرية إسرائيلية، في إطار "رد أولي" على اغتيال القيادي فؤاد شكر، قبل أن يعلن في ساعات بعد الظهر استئناف عملياته العسكرية اسناداً لقطاع غزة ورداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية والمدنيين في لبنان.

وقال حزب الله إنّ هجماته طاولت 11 قاعدة وثكنة عسكرية "تم استهدافها وإصابتها" في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، معلناً الانتهاء من "المرحلة الأولى" من الرد على اغتيال شكر.

وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أطراف وأحراج 30 بلدة جنوبية في لبنان في إطار التصعيد المستمرّ من جانب العدو الذي رفع وتيرته في الأيام القليلة الماضية، ما أسفر عن سقوط عددٍ من الشهداء.

المساهمون