نصر الله يدعو للحيطة حتى توقيع تفاهم ترسيم الحدود البحرية

11 أكتوبر 2022
يركّز "حزب الله" في كل مناسبة على الدور الذي لعبه لتقوية الموقف اللبناني (Getty)
+ الخط -

أطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مساء الثلاثاء، بخطابٍ أراده هادئاً وفق تعبيره ليعلق على تطورات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، "بعيداً من التهديد والتوعّد، الذي يمكن أن يستفيد منه العدو الإسرائيلي"، كما يقول، معبّراً أن "الليلة فرح وتصفيق، ونحن نريد أن نأكل العنب، لا استعراض عضلات ولا تعلية للسقف".

رغم هذه الأجواء، يفضّل نصر الله البقاء على حيطة ويقظة حتى حصول التفاهم والتوقيع عليه بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، بذريعة أن الآراء ممكن أن تتغير بأي لحظة، خصوصاً أن هناك انقساماً حاداً في الداخل الإسرائيلي.

ودعا نصر الله "المقاومين إلى البقاء على جهوزية ويقظة إلى أن نرى بأم العين أن التفاهم قد وقّع، وبعد التفاهم يومٌ آخر".

ويركز حزب الله ونوابه ومسؤولوه في كل مناسبة وموقف على الدور الذي لعبه في تقوية الموقف اللبناني، من خلال معادلة المُسيرات التي فرضها عندما أطلقها باتجاه حقل كاريش النفطي، لمنع إسرائيل من استخراج النفط قبل إتمام الترسيم وحصول لبنان على مطالبه وحقوقه، على الرغم من الاتهامات التي تطاوله كما المفاوضين اللبنانيين السياسيين بالتنازل عن حقوق لبنان ومساحاته البحرية وثرواته النفطية عند إطاحتهم الخط 29 الذي كان الوفد العسكري بناءً على توجيهات الرئيس ميشال عون يفاوض على أساسه مع انطلاق الجولات في أكتوبر/تشرين الأول 2020، قبل أن يعود عون وينقلب عليه، مع عدم توقيعه المرسوم رقم 6433 الذي كان من شأنه أن يمنح لبنان حقل قانا كاملاً، ونسبة من حقل كاريش.

وقال نصر الله، في احتفال مركزي بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، إن اللحظة التي تذهب فيها الوفود إلى الناقورة جنوباً مقرّ الأمم المتحدة لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود وفق الآلية المتفق عليها يمكن عندها أن نقول إن التفاهم حصل، ولحينها يجب أن نبقى محتاطين ويقظين.

وأضاف "نحن أمام ساعات حاسمة، والجهة الرسمية التي تعبّر عن الموقف اللبناني هي الرئيس ميشال عون وذلك بعد التشاور بين رئيسي البرلمان نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي".

وأكد نصر الله أنه "بالنسبة إلينا، ما يعنينا هو قول المسؤولين اللبنانيين أن التفاهم يحقق المطالب الرسمية للدولة اللبنانية، وما يهمّنا هو استخراج النفط والغاز من الحقول اللبنانية".

وإذ نأى نصر الله بنفسه عن اتهامات الخطوط، مؤكداً أن لا علاقة له بها، دعا إلى انتظار النص النهائي للصيغة عند نشره بتفاصيله على أن تتم مقاربته بمسؤولية وطنية سواء أكان الحكم إيجابياً أم سلبياً، بعيداً من تصفية الحسابات.

كما دعا نصر الله القوى السياسية والإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي إلى عدم تخريب "العرس الوطني بالإنجاز" عندما يحصل، والتعاطي بمسؤولية مع الملف، مشيراً إلى أن الموضوع يجب أن يقارب بأنه ثروة وطنية لا تملكها طائفة ولا جهة أو منطقة معينة.

وقال نصر الله "نحن أمام تجربة ممتازة جداً في لبنان، وذلك بالتضامن الرسمي والوطني ووقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف موحد وصعب من هذا النوع في ظل الظروف الإقليمية والدولية، إذ لا أحد في الكرة الأرضية يسأل عن لبنان وحقول النفط والغاز في المياه اللبنانية ولا حدوده البحرية، بل مشغولون بالشتاء وانقطاع الكهرباء ومشاكلهم الخاصة".

وذكر نصر الله: "لم نكن بحاجة إلى إرسال مسيرات أو قطع بحرية أو القيام بأي شكل من أشكال المناورات سواء في البحر أو البر، لأن الهدف منذ البداية كان إفهام العدو أن المقاومة جادة في مواقفها".

حكومياً، اكتفى نصر الله بدعوة المعنيين إلى تشكيل حكومة في الوقت المتاح وذلك قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر الجاري، مشيراً إلى أنه "يجب ألا نيأس"، لافتاً إلى أن الملف "يدخل في هبات باردة أحياناً وساخنة أحياناً أخرى.

على الخط الأميركي، أطلت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، بمؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، استبقت فيه الموقف اللبناني النهائي الذي سيعلن عنه عون وهنّأت الشعب اللبناني بإنجاز اتفاق الترسيم، وكل من لعب دوراً بنّاءً في المفاوضات، مشددة على أن هذه الاتفاقية ستؤمن تنمية حقول الطاقة لمنفعة ومصلحة لبنان وإسرائيل، وستعزز الاستثمار الخارجي في لبنان.

واجتمع عون، مساء اليوم، بميقاتي، بحضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وأعلن ميقاتي بعد ذلك أنه "تجرى حالياً قراءة أخيرة من قبل فريق العمل اللبناني وهناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تتعلق بالترجمة إلى اللغة العربية، والرئيس عون سيطل على اللبنانيين الليلة أو غداً على أبعد تقدير ليزف البشرى إلى اللبنانيين ببدء مرحلة جديدة نأمل أن تحمل الخير للبنان بعدما انتهينا من مرحلة كانت صعبة".

تجدر الإشارة إلى أن مكتب عون الإعلامي كان عمّم على الصحافيين أن رئيس الجمهورية سيطل مساء اليوم في كلمة على اللبنانيين، لكنه عاد وأعلن تأجيلها.

من جهته، قال النائب في كتلة "التغييريين" ميشال دويهي في سلسلة تغريدات على حسابه عبر "تويتر"، "بدأت المنظومة الحاكمة إعلان انتصاراتها الوهمية على صعيد ترسيم الحدود البحرية، تحضيراً لمراحل الاستكشاف والتنقيب والحفر وانتاج النفط والغاز"، مشيراً إلى أنه "يجب ألا ننسى أن هذه المنظومة نفسها كبّلت لبنان بدين عام بلغ 100 مليار دولار، وبدّدت ودائع بالمليارات أيضاً، وها هي تحاول الإفلات من المساءلة والمحاسبة وتستعد لمغامرات جديدة".

https://twitter.com/MDOUAIHY/status/1579861227169542144

ورأى دويهي أن "عدم مطالبة النواب رئيس المجلس بعرض تفاصيل الاتفاق وكيفية إدارته سيؤدي بنا إلى النتائج الوخيمة نفسها التي نتخبط فيها حالياً، وأوصلت البلاد إلى الفقر المدقع والبطالة المستشرية والهجرة المتفاقمة وتردي الخدمات العامة فضلاً عن الإفلاس المصرفي والمالي".

وختم: "لذا، لا بد من حراك فعَّال على كل الصعد لكشف تفاصيل الاتفاق لكي لا يحول هذا الأخير دون إفلات هؤلاء من العقاب قبل بدء استخراج النفط والغاز، وإلاّ ستتكرر الكارثة مرة بعد أخرى على حساب البلاد ومقدراتها المنهوبة والناس وحقوقها المسلوبة".

وأكد المسؤولون اللبنانيون أن لبنان نال كل حقوقه من حقل قانا، وحصته فيه على الجبهتين، ولن تكون هناك لا شراكة بين لبنان وإسرائيل ولا تقاسم ثروات مباشرة، على أن يأخذ الجانب الإسرائيلي تعويضاته من شركة "توتال" الفرنسية، تبعاً لاتفاق يجري بينهما، وليس من الحصة اللبنانية، وهذه كانت من النقاط الخلافية التي حلّت.

المساهمون