هدد الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، بأنه لن يتمكن أحد من استخراج الغاز والنفط أو بيع المادتين إذا ما مُنع لبنان من الاستفادة من النفط والغاز قبالة سواحله.
وحصر نصر الله، في كلمة متلفزة مساء الأربعاء، إنقاذ لبنان بملف الغاز والنفط، مقللاً من دور القروض الدولية التي تبقى غير كافية وعبارة عن ديون ومقرونة بشروط إصلاحية لن تحل الأزمة.
وفي خطابه الذي يتزامن مع جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة، لعب نصر الله على وتر "فوائد الحرب"، سواء لناحية أنّ لها أفقاً ومن شأنها "إخضاع العدو، وجلب مليارات الدولارات للبنان، وبأن الموت شهيداً أفضل من الموت على فرن لشراء الخبز".
ورسم نصر الله معادلة حرب جديدة شبيهة بالتي وضعها إبان عدوان تموز، على غرار معادلة حيفا، وقال: "سجلوا عندكم المعادلة الجديدة، كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش".
رسالة المسيَّرات
وشدد نصر الله على أن رسالة المسيَّرات التي أطلقها باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش ليست إلا بداية متواضعة مما يمكن الذهاب إليه في حال وصول الأمور إلى خواتيم سلبية، مؤكداً بقوله: "لن نقف فقط بوجه كاريش".
وأكد أنه تقصّد إرسال 3 مسيَّرات، وأراد للإسرائيلي إسقاطها، وذلك لتعرف السفينة وطاقمها والموظفون أنهم يتحركون في منطقة غير آمنة، وهناك تهديد جدي، معتبراً أن الرسالة وصلت وفُهِمَت.
وسخر نصر الله من تهديدات وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي بجهوزيته للحرب وتلويحه بالدخول إلى بيروت وصيدا وصور جنوباً، ناصحاً إياه بمراجعة تجربة حرب تموز في أيامها الأخيرة بشكل خاص، مستعرضاً "إمكانات المقاومة وقدراتها العسكرية التي تعدّ أقوى من أي وقت مضى والإرادة وروح القتال الموجودة ووقوف الناس إلى جانبها كما الجغرافيا".
وقال نصر الله إنّ من نتائج حرب تموز ظهور قدرة المقاومة الفعلية القادرة على حماية لبنان وثرواته الطبيعية في مواجهة العدو، وهذه القوة الوحيدة التي يمتلكها لبنان للحصول على حقه في استخراج النفط والغاز وبيعهما.
وأكد نصر الله وقوفه خلف الدولة في ملف ترسيم الحدود، لكنه أكد أن من حقنا أن نقدم على أي خطوة للضغط على العدو لمصلحة المفاوضات، وهدد بأنه في حال السماح للشركات باستخراج النفط والغاز سنقلب الطاولة على العالم كله.
ويأتي كلام نصر الله رغم الأجواء الإيجابية التي يحاول الجانب اللبناني، ومن ضمنه الرئيس ميشال عون، الإيحاء بها على صعيد مفاوضات ترسيم الحدود وما توصل إليه الوسيط الأميركي أموس هوكستين على الخطين، اللبناني والإسرائيلي، خلال نقاشاته مع الجانبين.
مهلة شهرين
وتوقف نصر الله في حديثه عند "الفرصة الذهبية المتاحة التي لا ترتبط اليوم بالاستخراج والتنقيب عن النفط والغاز الذي يحتاج إلى سنوات، بل من خلال المشكل الذي يمكن أن يفعله بالعدو وبكل المنطقة، أي إعاقة استخراج النفط والغاز وبيعهما لأوروبا"، معتبراً أن نقطة الضعف عند الأميركيين ومن خلفهم العدو هي حاجتهم الماسّة للنفط والغاز، في حين أن نقطة القوة عند لبنان في المقاومة والقدرة على التعطيل.
وقال نصر الله إن أميركا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية بحاجة لتأمين بديل للنفط والغاز لأوروبا قبل حلول فصل الشتاء، مشيراً إلى أنه في حال انقضاء شهرين ولبنان لم يحصّل حقوقه، سيكون الوضع صعباً كثيراً.
ورأى الأمين العام لحزب الله أن زيارة بايدن للمنطقة هدفها الأساسي إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز إلى الدول الأوروبية، وذلك في ظل المواجهة الكبرى التي تخوضها أميركا بمواجهة روسيا والتي تقاتل فيها بالأوكرانيين حكومة وشعباً وجيشاً وجرّت دولاً أوروبية معها باتت اليوم تعاني بشدة اقتصادياً.