نصر الله في أربعينية "حزب الله": ترقّب بهدوء لملف ترسيم الحدود البحرية

23 اغسطس 2022
لم يغص نصر الله في تفاصيل ملف الترسيم والنفط والغاز (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

أطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في احتفال "الأربعين عاماً" من عمر الحزب، الذي أقيم مساء الاثنين في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستعرضاً أدوار الحزب التي وضعها في خانة "الإنجازات" في تحرير الأراضي اللبنانية، وإسقاط مشاريع الفتن المذهبية والحروب الأهلية.

وظهر نصر الله للمرة الأولى منذ أكثر من خطابٍ بموقع الهادئ في مقاربة ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل جنوباً، "بانتظار الأيام المقبلة حتى يبنى على الشيء مقتضاه"، وفق تعبيره.

ولم يغص نصر الله في تفاصيل ملف الترسيم والنفط والغاز، مكتفياً بالقول إننا "ستبقى هادئين حالياً"، وكل التهديدات الإسرائيلية "لا قيمة لها"، مضيفاً: "خطابنا واضحٌ وتوجّهنا واضحٌ، وننتظر الأيام القليلة المقبلة حتى يبنى على الشيء مقتضاه"، غامزاً من موعد سبتمبر/أيلول المحدَّد لاستخراج النفط والغاز في حقل كاريش النفطي.

وثبّت نصر الله معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، سواء تضمنها البيان الوزاري للحكومات أو لم يذكرها، معتبراً ذلك "تفصيلاً، فالمعادلة ثابتة"، مع العلم أنها دائماً ما كانت محطّ خلاف داخلي ومن أسباب تأخير تأليف الحكومات ونيلها الثقة، معلناً في المقابل الاستعداد الدائم لمناقشة أي استراتيجية دفاعية وطنية والاتفاق عليها.

وحدّد الأمين العام لحزب الله مبادئ أساسية للمرحلة المقبلة، على رأسها "الحفاظ على المقاومة، وحضورها، وجهوزيتها، وتطوير بُنيتها البشرية وقدراتها العسكرية، وتثبيت معادلة الردع لحماية لبنان أرضاً وكرامة وموارد وثروات"، مشدداً على أن المطلوب العمل على تحرير كامل الأراضي اللبنانية.

وعبّر نصر الله عن نظرة تفاؤلية إلى المستقبل القريب انطلاقاً من قراءته للتطورات الإقليمية والدولية، في حين كان أكد في خطابات سابقة أن اليد التي ستمتد على حقوق لبنان وثرواته النفطية ستُقطع، ملوّحاً بالتصعيد العسكري في حال بدء التنقيب الإسرائيلي ضمن المناطق المتنازل عليها، طارحاً معادلة "أن لا غاز إسرائيلياً من دون غاز للبنان".

وتطرق نصر الله في كلمته الإثنين، إلى دور "حزب الله" في تجنيب الداخل اللبناني الانزلاق إلى أي حرب أهلية وفتنة مذهبية، وذلك في أكثر من مرحلة سعت فيها جهات خارجية بمساعدة داخلية، لم يسمِّ أطرافها، لجرّ لبنان إلى السيناريو المذكور، متحدثاً عن "غرف سوداء عُمِلَ من خلالها على جرِّ المقاومة إلى صدام مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وذلك في إطار المشروع الأميركي الدائم والمعلَن".

وتوقف نصر الله عند ما سماه "آخر مشهد مؤلم وخطير"، حصل في "أحداث الطيونة" التي أسفرت عن سقوط 7 قتلى من مناصري "حزب الله" و"حركة أمل" (بقيادة رئيس البرلمان نبيه بري)، وذلك خلال التظاهرة التي دعا إليها "الثنائي" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لإقالة المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، والتي يتّهم فيها حزب الله بالدرجة الأولى "حزب القوات اللبنانية" (بقيادة سمير جعجع) بالوقوف وراءها.

وجدّد نصر الله الالتزام، في هذا السياق، بالحاجة إلى "معالجات حاسمة لملف الطيونة ومتابعته في المرحلة المقبلة".

واستعرض نصر الله علاقاته السياسية، لا سيما مع الحلفاء، وبينهم "حركة أمل"، التي انتقلت العلاقة معها من موقع سلبي إلى آخر إيجابي جداً في التعاون والتنسيق، وصولاً إلى مرحلة التكامل، مؤكداً الاستمرار بهذه العلاقة.

كما تطرق إلى تفاهم 6 فبراير/ شباط 2006 بين الحزب و"التيار الوطني الحر"، يوم كان برئاسة ميشال عون (الرئيس اللبناني الحالي)، مؤكداً صموده حتى بعد الانتخابات النيابية، رغم رهان الكثيرين على انهياره، مشدداً على أننا "حريصون على التفاهم وتعزيزه وتطويره".

وأكد نصر الله أن "برنامجنا الأساسي داخل لبنان في المرحلة المقبلة يتمثل في المساهمة والتعاون مع مختلف القوى السياسية لبناء دولة عادلة وقادرة، وذلك بناءً على خطة وحوار وطني، واتفاق على أساسيات تُترجم في مجلس النواب بقوانين وتعديلات قد تكون حتى دستورية، وتتطلب إجماعاً وطنياً، وشراكة بين مختلف المكوّنات بعيداً عن الإقصاء والإلغاء".

وشدد على "التطلع إلى دولة سيدة مستقلة حقيقية، لا تخضع قراراتها لا لسفارة أميركية ولا لغيرها، أو أي هيمنة خارجية"، متوقفاً عند مستوى تدخل "أكثر من أي وقتٍ مضى" للسفارة الأميركية في بيروت في تفاصيل الوزارات اللبنانية.

كما أكد عدم التردد في الحضور في "ميادين المواجهة والتحدي" إلى جانب النظام السوري، مجدداً الحرص على إعادة العلاقات مع سورية إلى طبيعتها، لما في ذلك من "مصلحة في لبنان أكثر منه سورية"، حسب تعبيره.