صوَّب أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، في كلمةٍ له يوم الخميس، باتجاه المملكة العربية السعودية، معتبراً أنها تسعى إلى حرب أهلية في لبنان، مشدداً على أن ردّ فعلها على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي إزاء الحرب اليمنية "مبالغ فيه جداً وغير مفهومٍ".
وشدد نصر الله، في احتفال لما يسمّى "يوم شهيد حزب الله"، على أن "الحزب أيّد موقف وزير الإعلام بألا يستقيل، كما رفضنا أن يُقال". وقال إن "الضغط السعودي هو جزءٌ من المعركة مع المقاومة في لبنان وليس مع حزب الله كحزبٍ سياسيٍّ، وبالتالي مع مشروع المقاومة".
ولا يزال وزير الإعلام المحسوب على "تيار المردة" (برئاسة سليمان فرنجية حليف حزب الله) يرفض الاستقالة، في حين دعاه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في أكثر من رسالة "مبطنة" للاستقالة، بعدما رفع حدة اللهجة محلياً لمغازلة السعودية العاتبة من عدم تدخل لبنان السريع بإجراءات جدية وحازمة على خلفية مواقف قرداحي، التي رافقها تصعيد من جانب "حزب الله".
ولا يزال هناك انقسام حاد في الحكومة لم يحسم بعد حول مسألة إقالة قرداحي، وهو ما عرقل كل محاولات تفعيل جلساتها المعلقة منذ شهرٍ.
كذلك، أبطلت الخلافات الداخلية سريعاً مفعول جولة الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي على المسؤولين اللبنانيين، وهو الذي غمز بدوره من قناة أهمية استقالة قرداحي لنزع فتيل الأزمة.
وشدد أمين عام "حزب الله" في كلمته على أن "السعوديين لديهم مشكلة مع حلفائهم أنهم يريدون منهم أن يقاتلوا حزب الله، وأن يخوضوا حرباً أهلية في لبنان، الذي فيه صنفان من القوى، إما أنهم لا يريدون حرباً أهلية أو أنهم غير قادرين على فعل هكذا حرب"، مشيراً إلى أننا "نعرف الدور السعودي في حرب تموز/يوليو 2006 والضغط الذي أقامته المملكة على العدو الإسرائيلي بهدف الاستمرار في حربه على لبنان".
وأشار نصر الله إلى أن "مطالب السعودية ومن خلفها لا تنتهي في لبنان"، مذكراً باستقالة وزير الخارجية الأسبق شربل وهبة، نتيجة مواقفه تجاه المملكة ودولٍ خليجية، لافتاً إلى أن "خطوة شربل قابلتها السعودية بمزيدٍ من المقاطعة، واستهتار المملكة برئيس الحكومة ووزير الخارجية".
وأضاف الأمين العام "من المفترض أن المملكة تقدّم نفسها صديقاً للشعب اللبناني ولأغلب اللبنانيين، ومشكلتها مع حزب الله، فهل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟"، لافتاً إلى أن "التصريحات نفسها التي أطلقها وزير الإعلام صدر ما هو أشدّ منها عن مسؤولين عرب وأميركيين والأمين العام للأمم المتحدة، ولم نرَ أي ردّ فعلٍ بسيطٍ من المملكة"، مشدداً على أن "من أبسط تجليات السيادة والاستقلال رفض الإملاءات الخارجية".
وبالتزامن مع كلمة نصر الله، غرّد السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري على حسابه عبر "تويتر" "الحقُّ كُلٌ لا يتجزَّأ .. فَهُناكَ فَرْقٌ شاسِعٌ بَيْنَ نَفْيِ الواقِعِ وَبَيْنَ مُحاولةِ تبريرهِ وَالافْتئاتِ عليه...!". ووضعت وسائل إعلام لبنانية هذه التغريدة في إطار الردّ على كلام أمين عام "حزب الله".
الحقُّ كُلٌ لا يتجزَّأ …
— Waleed A. Bukhari (@bukhariwaleeed) November 11, 2021
فَهُناكَ فَرْقٌ شاسِعٌ بَيْنَ نَفْيِ الواقِعِ وَبَيْنَ مُحاولةِ تبريرهِ وَالإفْتئاتِ عليه...!
على صعيدٍ آخر، وضع نصر الله ما يُقال عن أن "حزب الله يهمين على لبنان" في خانة "أكبر كذبة في المنطقة"، سائلاً "كيف نهيمن على الدولة التي لا تقبل المشاريع الصينية والروسية والنفط الإيراني ومعامل الكهرباء الإيرانية؟".
وقال نصر الله "نحن لا ننكر أننا جهة مؤثرة ولنا وجودنا في الحكومة ومجلس النواب، ونحن أكبر حزب في لبنان على المستوى السياسي والهياكل التنظيمية والجماهير الشعبية، ولكن لدى غيرنا تأثير أكبر في الدولة والقضاء والجيش والإدارة اللبنانية، وتأثيرهم أكبر من تأثيرنا".
من جهة ثانية، اعتبر نصر الله أن "المناورات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة تدل على مدى قلقهم، ولأول مرة في تاريخ الكيان منذ أكثر من سبعين عاماً، هناك من يخاف من لبنان".
كذلك، رفض نصر الله كل ما يقال عن وجود مقايضة بين ملف أحداث الطيونة بيروت (اندلعت خلال تحرك لحزب الله وحركة أمل للمطالبة بإقالة المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار وأسفرت عن سقوط 7 قتلى وأكثر من 30 جريحاً) وقضية انفجار مرفأ بيروت، معتبراً "أن كل الدماء التي سقطت في الطيونة والمرفأ هي دماء طاهرة ومظلومة".
وشدد على "أننا نواصل متابعة التحقيقات بمجزرة الطيونة التي ارتكبها عن سابق إصرار وترصد وبشكل عمدي حزب القوات اللبنانية (يرأسه سمير جعجع)".