نصر الله "يرجئ الملف اللبناني" ويكتفي برسائل مقتضبة لباسيل

03 يناير 2022
كلمة نصر الله جاءت في ذكرى مقتل سليماني والمهندس (Getty)
+ الخط -

فضَّلَ أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، عدم التطرّق إلى الوضع المحلي اللبناني الداخلي، في كلمته، مساء اليوم الاثنين، بالذكرى السنوية الثانية لمقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي، وذلك بعكس كل التوقعات، لأسباب ربطها بـ"طبيعة المناسبة والوقت المتاح له".

وإذ أكد نصر الله أنه "سيتحدث مطولاً عن الشأن الداخلي في الأيام المقبلة"، اكتفى بالتشديد على "الحرص على الحلفاء والأصدقاء والعلاقات والتمسك بالتفاهم بما يحقق من مصلحة وطنية"، وذلك في معرض ردّه على موقف رئيس "التيار الوطني الحر" وصهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل من تفاهم مار مخايل، الذي مر عليه أكثر من 15 سنة، ودعا إلى تطويره غامزاً من قناة عدم التزام "حزب الله" به، فارضاً كذلك على الأخير معادلة الاختيار بين التفاهم وثنائيته مع "حركة أمل" (بزعامة نبيه بري).

في المقابل، أشار نصر الله إلى أن "الكثير مما قيل حتى في كلمة باسيل أو مقابلات وحوارات هي مسائل تحتاج إلى نقاش وتوضيح ومصارحة، وفي وقت قريب يخصص حديث للمسائل والقضايا المحلية".

وأكد "أهمية الحوار بين اللبنانيين كما وأهمية أي دعوة للحوار"، وذلك في معرض تعليقه على دعوة الرئيس ميشال عون إلى "حوار وطني عاجل من أجل التفاهم على ثلاث مسائل، والعمل على إقرارها ضمن المؤسسات، وهي اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، خطة التعافي المالي والاقتصادي، بما فيها الإصلاحات اللازمة والتوزيع العادل للخسائر".

وبينما وضع نصر الله الملف اللبناني المحلي جانباً، لا يزال تراشق المواقف والاتهامات مستمراً بين فريقي "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل"، ولا سيما بعد كلمة معاون بري السياسي وزير المال السابق النائب علي حسن خليل (المدعى عليه بانفجار مرفأ بيروت والصادرة بحقه مذكرة توقيف غيابية) ظهر اليوم.

وقال عضو "تكتل لبنان القوي" (يمثل التيار برلمانياً) جورج عطا الله، في بيان: "لقد كان حرياً بمجموعة اللا أمل أن تكلف وجهاً آخر غير وجه الهارب الفار الذي لا ينفك عن تقديم طلبات الرد حتى يؤخر استجوابه، لكن هذه المجموعة أبت أن تكلف غير هذا الفار من وجه العدالة بالرد لتذكرنا بوجه العرقلة الدائمة لمشاريع الدولة عبر متولي ماليتها".

وأضاف: "كما هو الدليل الأبلغ على عدم قدرتهم عن الخروج من عباءة المليشيات وفسادها وسرقاتها واستيلائها على أموال الخزينة العامة وأموال المودعين والتعدي على أملاك الدولة".

من جانبه، قال النائب علي خريس (عضو كتلة التنمية والتحرير برئاسة بري): "تبين أن فيروس العونية معد ومن عوارضه الكذب والوقاحة وقلة الأدب. الحجر على الحالة العونية بات واجباً والله يشفي الزميل عطا الله ومرة جديدة كل ما جن العوني افرحلو".

وفي سياق التحدي المتبادل بين الطرفين، طالبت اللجنة المركزية للإعلام في "التيار الوطني الحر" بـ"محاكمة علنية بملف معمل الكهرباء بدير عمار وبأي طريقة شفافة وعادلة"، وقالت: "إذا تبين أن وزارة الطاقة أخطأت فساداً أو هدراً فالتيار يطلب من رئيسه الاستقالة من العمل السياسي، وإذا ثبت أن وزارة المالية هي التي أهدرت، فعلى حركة أمل أن تفعل المثل، وتطلب من رئيسها الاستقالة من رئاسة المجلس النيابي، فإلى الحقيقة تفضلوا".

سريعاً، رحب علي حسن خليل بالاقتراح واضعاً معادلة "رئيس مقابل رئيسين"، غامزاً من قناة استقالة رئيس الجمهورية، قائلاً "استعدوا للاستقالة".

وكان خليل قال، في مؤتمره الصحافي، اليوم، إن مقولة "ما خلونا في الكهرباء ودير عمار مردودة، فقد أردتم أن تمرروا سرقة 50 مليون دولار وتعرفون أنكم كشفتم في مجلس الوزراء والمحاضر موجودة".

ميقاتي يستنكر الهجوم على السعودية

على صعيدٍ آخر، شنّ نصر الله، في كلمته مساء اليوم، هجوماً على المملكة العربية السعودية، حين قال إن "فكر "داعش" أتى من السعودية، والمملكة هي التي كانت ترسل الانتحاريين وسيارات الانتحاريين إلى العراق"، في حين حمّل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة والمنطقة.

ولفت نصر الله إلى أن تداعيات اغتيال الأميركيين لسليماني والمهندس "ما زالت مستمرة حتى اليوم".

في المقابل، أكد رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، في بيان، أن "ما قاله نصر الله بحق المملكة هذا المساء لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين، وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصاً دول الخليج".

ودعا ميقاتي الجميع "الرأفة بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها، والتعاون جميعاً لإخراج اللبنانيين من وحول الأزمات التي يغرقون فيها، فنعيد ترميم أساس الدولة وننطلق في ورشة الإنقاذ المطلوبة".

وقال: "لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الاساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه".

وأشار ميقاتي إلى أنه "فيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءاً من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أولاً، وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانياً".

من جهته، غرد السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري على حسابه عبر "تويتر" بعد كلمة نصر الله: "افتِراءَاتُ أَبِي رِغَال العَصْرِ وَأكاذيبُهُ لا يَستُرهَا اللَّيلُ وَإن طالَ وَلا مَغِيبُ الشَّمسِ وَلَو حُرِمَتِ الشُّرُوقَ والزَّوال".