استمع إلى الملخص
- كشفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن قضايا تخابر مع إيران، مما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري، وسط محاولات إدارة بايدن لتقليص الهجوم خوفاً من تأثيره على الانتخابات الأميركية.
- أثار نشر صورة منزل نتنياهو جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها البعض محاولة لتعزيز موقف إسرائيل، بينما يرى آخرون أنها ترمز إلى فساد الزوجين نتنياهو، مما أثار احتجاجات واسعة.
تبدو محاولات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإقناع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإرجاء الضربة الإسرائيلية المتوقعة لإيران أو الحد من حجمها، قد فشلت، على الأقل من حيث موعدها، حيث يحمل توقيت نشر صورة نافذة غرفة نوم نتنياهو في منزله الخاص في قيسارية، بعد نهاية لقائه مع بلينكن خلال زيارته لإسرائيل أمس الثلاثاء دلالات تشير إلى اقتراب الضربة الإسرائيلية على إيران. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، صورتين لنافذة متضررة في منزل نتنياهو في قيسارية، وقالت إن إحدى المسيّرات التي أطلقها حزب الله أصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو وألحقت أضراراً خارجية، وأوضحت أن المسيرة أصابت نافذة غرفة نوم في منزل نتنياهو، ولم تخترق المنزل بسبب التحصينات، وتسببت بأضرار خارجية فقط.
ومنذ اليوم الأول، حتى قبل اعتراف إسرائيل رسمياً بأن المُسيّرة أصابت منزل نتنياهو بالفعل، نقلت وسائل إعلام عبرية قول مسؤول كبير في حكومة الاحتلال، مقرّب من نتنياهو لم تسمه، إن "إيران حاولت اغتيال رئيس حكومة إسرائيل". تصريح لا يمكن أن يكون عبثياً وإنما اتهام مباشر وصريح لإيران قد يحمل دلالات على أن كل شيء في إيران مباح، حتى أكبر قياداتها ورموزها. وربما أدركت إيران خطورة الصورة التي ينسجها نتنياهو ضمن ذرائع لضربها، فسارعت لنفي علاقتها بالهجوم.
نتنياهو نفسه اتهم في اليوم نفسه "وكلاء إيران" بمحاولة اغتياله، وقال في منشور عبر منصة "إكس" في اليوم نفسه، إن "وكلاء إيران الذين حاولوا اغتيالي وزوجتي اليوم ارتكبوا خطأً فادحاً"، لكن إيران حاضرة في قضايا أخرى تكتسب زخماً كبيراً قبل الهجوم الإسرائيلي المحتمل عليها، فقد كشفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة وبوتيرة متسارعة عن عدة قضايا للتخابر مع إيران، منها على سبيل المثال الكشف أمس عن اتهام سبعة مقدسيين بتنفيذ مهام لصالح إيران، رغم أن اعتقالهم حصل الشهر الماضي، وقبلها بيوم الكشف عن اعتقال سبعة إسرائيليين بتهمة التخابر مع طهران، سبق ذلك في الآونة الأخيرة تقديم لوائح اتهام ضد زوجين إسرائيليين وقبلهما ضد إسرائيلي آخر. قضايا تدور كلها في الفلك نفسه، ويثير الكشف عنها في هذا الوقت تساؤلات، قد يرتبط الرد عليها بمزيد من الذرائع لمهاجمة إيران.
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت كتب الصحافي والكاتب ناحوم برنيع، اليوم، أن توقيت الهجوم الإسرائيلي على إيران كان موضوعاً رئيسياً في زيارة بلينكن إسرائيل، مضيفاً أن إدارة بايدن تريد تقليص الهجوم إلى أبعاد رمزية، أو تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، وأوضح أن الدافع الأميركي سياسي في ظل الانتخابات الأميركية، وأن هجوماً إسرائيلياً واسع النطاق، يتبعه رد من إيران، قد يضر بفرص المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس في الولايات المتأرجحة، فيما تعرض الإدارة الأميركية على إسرائيل بالمقابل الحماية والأسلحة، لكن إحدى المعضلات الصعبة، برأي الكاتب، أن أمراً كهذا يمكن أن يغضب دونالد ترامب، المرشح الذي اختار نتنياهو المراهنة على فوزه في الانتخابات.
ورأى أن البيان الذي أصدره نتنياهو بعد لقاء بلينكن أمس، ونشر صورة المنزل، تظهر أنه عازم على مهاجمة إيران الآن، فقد "أضاف مبرراً جديداً إلى المبرر السابق، هو الرد على إصابة مُسيّرة حزب الله نافذة فيلا نتنياهو في قيسارية، مشيراً إلى اعتبار نتنياهو "هذه قضية ذات دلالات دراماتيكية.. وممنوع المرور عليها مر الكرام".
وفي صحيفة هآرتس، اعتبر الصحافي روغبل ألبير، اليوم، أن نشر الصورة في هذا التوقيت ربما يعزز حجة إسرائيل في زيادة حدة الهجوم على إيران، لكنه أشار إلى جوانب أخرى، منها شخصية بالنسبة للزوجين نتنياهو، وفرصة لا يمكن تفويتها. وأوضح الكاتب أن منزل نتنياهو في قيسارية لا يمثل رمزاً للسلطة، في نظر المعسكر الليبرالي، بل يرمز إلى "جشع الزوجين نتنياهو في أسوأ صوره، وفسادهما... وسرقة خزينة الدولة، واللامبالاة الوحشية بمعاناة المختطفين (المحتجزين) الإسرائيليين في غزة".
ولفت إلى أن مظاهرات "مليئة بالألم والغضب خرجت أمام هذا البيت، من قبل جمهور لم يخف بغضه لنتنياهو ويعتبره مخرّب البلاد. وتم القيام بالعديد من الاعتقالات خارج هذا المنزل لمواطنين مناهضين للحكومة، نُسبت إليهم نيات كاذبة وملفقة، لإيذاء الزوجين نتنياهو جسدياً. المُسيّرة التي ضربت نافذة غرفة النوم في قيسارية، حاولت أن تفعل بالضبط ما يُنسب للمحتجين الخونة (كما يوصفون): إيذاء نتنياهو جسدياً واغتياله".
لكن بالمقابل، يقول الكاتب متهكماً: "إن المنزل في قيسارية يرمز إلى كل شيء بالنسبة للزوجين نتنياهو: الظلم الذي تعرّض له (رئيس الحكومة)، ملاحقته، معاناته، وكل القصة. ولا يمكن تصوّر أن يمتنعا عن نشر الأدلة الجنائية التي تشير إلى استهدافهما... في محاولة حقيقية لاغتيالهما. ففي النهاية، هذا يثبت في عيونهما طهارة قلبيهما الأبدية. أي وطني سيجرؤ الآن على الاحتجاج أمام المنزل الذي يرمز إلى محاولة إيران اغتيال رئيس وزراء إسرائيل؟".