نتنياهو يوبّخ قادة عسكريين بسبب تصريحاتهم عن تراجع كفاءة جيش الاحتلال

14 اغسطس 2023
اتهم نتنياهو الجيش بأنه يريد السيطرة على الدولة (إيمانويل دوناند/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت قناة التلفزة "13"، ليل أمس الأحد، عن مواجهة غير مسبوقة جرت مساء الجمعة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادات جيش الاحتلال، على خلفية تصريحات القيادات العسكرية بشأن تراجع كفاءة الجيش بفعل التعديلات القضائية.

وبحسب القناة، فقد أجرى نتنياهو مكالمة هاتفية متعددة المشاركين مع رئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي، وقائد سلاح الجو تومر بار، حيث احتج بشدة على ما صدر عن بار خلال لقائه مع عدد من الطيارين في قوات الاحتياط، وحديثه عن تراجع كفاءة السلاح الذي يقوده بفعل رفض الكثير من طياري الاحتياط أداء الخدمة العسكرية، احتجاجاً على تمرير الحكومة التعديلات القضائية.

ولفتت القناة إلى أن نتنياهو وبّخ قادة الجيش بسبب ما صدر عنهم، وطالبهم بإصدار نفي لما نُقل عن بار، وأضافت أن نتنياهو صرخ في وجه هليفي وبار، قائلاً: "هذا جيش يريد السيطرة على الدولة، أنتم تمسّون بقوة الردع الإسرائيلية، لماذا تصدرون هذه العناوين؟".

وبحسب القناة، فقد ردّ هليفي على نتنياهو بالقول: "ليس بوسعي أن أقف جانباً في الوقت الذي تتضرر فيه كفاءة الجيش وجاهزيته".

وعلّق تسفي عفوديا، مراسل القناة السياسي الذي كشف ما دار في المحادثة الهاتفية، بالقول إن نتنياهو لم يحاول تقديم يد العون للجيش ومساعدته في كيفية مواجهة تراجع كفاءته، "بل هو معني فقط بعدم إطلاع الجمهور على المعلومات".

وعلّقت قيادة الاحتجاج على التعديلات القضائية، والتي تطلق على نفسها اسم "قوة كابلان"، على ما كشفته القناة، قائلة إن "رئيس الوزراء الذي يصرخ على رئيس هيئة الأركان ويطلب منه إخفاء المعلومات عن الجمهور، ليس مؤهلاً للبقاء في منصبه".

وكان نتنياهو قد أمر، مساء أمس الأحد، قادة الجيش بالحفاظ على "كفاءته وجاهزيته" سواء في الأوضاع الاعتيادية أو الطوارئ.

وأكد بيان صدر عن ديوان نتنياهو، في أعقاب اجتماع أمني ضم وزير الأمن يوآف غالانت، ووزير القضاء يريف ليفين، ورئيس حركة "شاس" الحاخام آريي درعي، وهليفي، وقيادات عسكرية أخرى، أن كلاً من غالانت وهليفي قدّم إحاطة لنتنياهو حول واقع كفاءة الجيش.

وجاء هذا الاجتماع في أعقاب التحذيرات التي يطلقها قادة الجيش من أن خطراً بات يتهدد كفاءته وجاهزيته، بسبب رفض الكثير من ضباط وجنود الاحتياط أداء الخدمة العسكرية، احتجاجاً على تمرير التعديلات القضائية.

وعقّب زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد على بيان ديوان نتنياهو، واصفاً إياه بـ"المحاولة المخزية والجبانة، وأنه يهدف إلى تحميل الجيش وقادته المسؤولية". وكتب لبيد على حسابه على "تويتر" أن "نتنياهو وحده القادر على وقف تراجع كفاءة وجاهزية الجيش، باتخاذه قراراً بوقف تمرير التعديلات القضائية"، وأضاف: "كل ما على نتنياهو فعله هو تجاوز التشريعات القضائية التي تعمل على تفكيك المجتمع والاقتصاد والجيش".

وكان مسؤول عسكري إسرائيلي قد حذر من أن قيادة الجيش باتت تأخذ بعين الاعتبار تراجع كفاءة الجيش، قبل اتخاذ قرارات عملياتية، بفعل ظاهرة رفض الخدمة العسكرية احتجاجاً على هذه التعديلات.

ونقلت قناة "12"، ليل السبت، عن المسؤول قوله إن قيادة الجيش تراعي حالياً مدى جاهزية أذرع الجيش، وتحديداً سلاح الجو، قبل إقرار خططها العملياتية.

وأشارت القناة إلى أن مسؤولين في الجيش، وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، وجهاز "الموساد"، يحذرون حالياً من أن مشكلة تراجع الكفاءة وعدم الجاهزية ستنعكس قريباً على أداء الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية بفعل تداعيات التعديلات القضائية.

ونقلت القناة عن المسؤولين قولهم إنه يتوجب على نتنياهو أن يعمل على وقف "هذا التدهور، وأن يبلور موقفاً من التحذيرات بشأن هذا الخطر، وعليه أن يعمل على التوصل لتسوية أو أن يوقف تمرير التعديلات القضائية".

وأضاف المسؤولون العسكريون والأمنيون: "إن كان هو حتى الآن يتم اقتياده (من قبل الآخرين)، فعليه الآن أن يستلم زمام المبادرة ويقود".

جيش الاحتلال يخشى تشكيل لجنة تحقيق بسبب تراجع كفاءته

إلى ذلك، ذكرت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية، ليل أمس الأحد، أن قيادات جيش الاحتلال تخشى تشكيل لجنة تحقيق في حال نشبت حرب أو حصل تدهور أمني، وتبيّن أن الجيش لم يكن على جاهزية كافية بسبب اتساع ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، احتجاجاً على خطة "التعديلات القضائية".

وأشارت القناة إلى أن قيادات عسكرية في جيش الاحتلال عبرت عن هذه المخاوف أمام مستويات سياسية في تل أبيب.

ولفتت القناة إلى أنه على الرغم من ربط قادة الجيش بين تراجع كفاءته وجاهزيته، وطرح التعديلات القضائية، إلا أن نتنياهو بحث مساء أمس تمرير المزيد من التشريعات المتعلقة بهذه التعديلات، مع كلّ من وزير القضاء يريف ليفين وزعيم حركة "شاس" الحاخام آريي درعي.

المساهمون