نتنياهو يراهن على نفاد سلاح المقاومة بالعدوان المتواصل

10 اغسطس 2014
إسرائيل تريد استنفاد صواريخ المقاومة (روبيرت شميدت/فرانس برس/getty)
+ الخط -
أكد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، اليوم الأحد، أنّ العدوان على قطاع غزّة مستمر، وأنّ الحكومة الإسرائيلية لم تعلن، ولا في أي مرحلة من المراحل، وقف العدوان أو إنهاءه، مشيراً إلى أنّ حكومته ستعود إلى المفاوضات فقط بعد توقف إطلاق النار. 

وأضاف نتنياهو أنّ "العدوان سيتواصل حتى يتم تحقيق أهدافه، وهي استعادة الهدوء لمستوطنات الجنوب لفترة طويلة". وأكّد على موقف حكومته إجراء مفاوضات تحت إطلاق النار، معتبراً أنّ العملية "ستحتاج إلى وقت وطول نفس".

في المقابل، اتهم وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون، حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بالمسؤولية عن خرق وقف إطلاق النار، مضيفاً أنّه "منذ خرق وقف إطلاق النار، ردّ الجيش الإسرائيلي بقوة وقصف عشرات الأهداف". وكرّر ياعلون موقف نتنياهو أنّ حكومة إسرائيل لن ترضخ لضغط المقاومة، ولن تعود للمفاوضات، إلا بعد وقف إطلاق النار.

ودعا ياعلون إلى "التحلي بطول النفس والتحمل"، وذلك على إثر إعلان سكان مستوطنات في الجنوب الفلسطيني المحتل، رفض العودة إلى مستوطناتهم، بالرغم من إعلان الجيش أنه تم تأمين تلك المستوطنات. ونقلت الصحف الإسرائيلية أن سكان مستوطنتين، على الأقل، "ناحل عوز" و"عين هشلوشاه"، يرفضون العودة خوفاً من تعرّضهم للقصف، من جهة، ومن تسلّل عناصر للمقاومة عبر الأنفاق إلى المستوطنتين، كما حدث خلال العدوان البرّي قبل أسبوعين. 

في المقابل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، حكومة الاحتلال إلى كسر حركة "حماس" وإخضاعها، مشيراً إلى "أن حكومة إسرائيل لا يمكنها القبول بشروط حماس".

غير أنّ وزير الشؤون الإستراتيجية، يوفال شطاينتس، قال إن "نزع سلاح المقاومة، وتجريد غزة من السلاح ليس شرطاً فقط لوقف إطلاق النار، وإنما شرط لأي تقدّم مستقبلي على المسار السياسي؛ فإسرائيل لا يمكنها أن تقبل بدولة فلسطينية مسلّحة"، على حدّ تعبيره.

وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، شهدت جلسة الحكومة الإسرائيلية اليوم، جملة من التصريحات المتشدّدة، أدلى بها الوزراء في سياق التنافس الداخلي بين الأحزاب و"الليكود"، من جهة، وبين نتنياهو ومعارضيه داخل "الليكود" نفسه، من جهة ثانية.

ويرى مراقبون أنّ حكومة نتنياهو لا تريد التوصل إلى اتفاق ملزم لوقف إطلاق النار، وكل ما تريده هو حالة من وقف العدوان، وتثبيت الهدوء من دون أن تضطر إلى دفع ثمن سياسي إلى المقاومة أو السلطة الفلسطينية أو مصر عبدالفتاح السيسي، بحسب ما أشار اليوم الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنيع.

وتواصل حكومة الاحتلال، في غضون ذلك، استنزاف قوّة المقاومة، لدفع الأخيرة، إلى إطلاق ما تبقى لها من صواريخ، تقدّرها إسرائيل بثلاثة آلاف صاروخ، ثم الاعتماد على الحصار المصري ــ الإسرائيلي، للمراهنة على انكسار المقاومة بعد انتهاء ترسانتها الصاروخية. 

وتعوّل إسرائيل في المرحلة الحالية على اضطلاع النظام المصري بممارسة الضغوط على الوفد الفلسطيني ككل، لخفض سقف مطالب وشروط المقاومة، وعرض المواقف المخففة على الجانب الإسرائيلي. 

وتُعنى إسرائيل في الوقت الراهن، في خلق "وهم عام"، أمام الرأي العام العالمي، يفيد بتراجع وانخفاض حدة القتال في القطاع، علّ ذلك يزيح الأنظار عنها، ويخفف من الضغوط الدولية، خصوصاً مع تخفيف حدّة الهجمات الإسرائيلية وتراجع أعداد الشهداء بين المدنيين. ويوفر هذا الوضع، المقرون بالدعم المصري المطلق، لإسرائيل الوقت اللازم لإعادة ترتيب أوراقها وجهودها الدبلوماسية، وتحويل الأنظار إلى موضوع نزع سلاح المقاومة، وإعادة السيطرة في القطاع إلى السلطة الفلسطينية.