ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول إلزام المرشح الديمقراطي جون بايدين، في حال فوزه في الانتخابات الأميركية، بالخطة التي بلورها الرئيس الحالي دونالد ترامب، والتي تُعرَف إعلامياً بـ"صفقة القرن"، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة العبرية، في تقريرها، إلى أن نتنياهو سبق أن أبلغها بأنه "ليس بوسع رئيس ديمقراطي إيقاف تطبيق خطة ترامب"، لافتة إلى أنه قصد بشكل خاص ضرورة أن يدعم بايدن، إذا انتُخب رئيساً، مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية، وباقي مضامين "صفقة القرن".
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله: "في حال الشروع بتطبيق الخطة، فإنه سيجري تثبيتها بحيث لا يمكن إدارة أميركية قادمة التراجع عنها، فكل إدارة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، مطالبة بالتصرف وفق الواقع الجديد، وعليهم أن يأخذوا ما تمّ بالفعل في الحسبان"، على حد تعبيره.
وحسب الصحيفة، فقد أكد نتنياهو أن إجراء الانتخابات الأميركية ليس "عاملاً" يحدد ما إذا كانت إسرائيل ستطبق مخطط ضمّ أجزاء من الضفة الغربية أو لا، مشدداً على أنه سيعمل "بشكل جيد مع كل رئيس ديمقراطي أو جمهوري".
وحسب المصادر، المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن نتنياهو يعي أنه مطالب بالعمل بحذر مع الإدارة الأميركية الجديدة، استناداً إلى استخلاص العبر من تعامله مع الإدارة الديمقراطية السابقة في أثناء رئاسة باراك أوباما.
ورأت المصادر أن حقيقة انشغال إسرائيل حالياً بالجهود الهادفة إلى التوصل إلى اتفاقات التطبيع مع المزيد من الدول العربية، لا تنفيذ مخطط الضم، ستساعد نتنياهو على تحقيق هدفه.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوضح مؤشر على أن نتنياهو استعد لفوز بايدن، تمثل بردّه على كلام ترامب عندما سأله أمام الكاميرات "عمّا إذا كان جو (بايدن) النائم بإمكانه جلب صفقة مثل الصفقة التي صنعها مع السودان"، مشيرة إلى أن نتنياهو ردّ بحذر قائلاً: "سيدي الرئيس، نحن نقدّر أي مساعدة لتحقيق السلام مع أي شخص في الولايات المتحدة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من نتنياهو قوله إنه على علاقة وثيقة بالمراكز التي تجري استطلاعات الرأي هناك "ويعي أن حليفه المقرب دونالد ترامب مطالب بخوض معركة شاقة".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن نتنياهو خاض مواجهة مفتوحة مع الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، مشيرة إلى أن القيادات السياسية في الحزب الجمهوري نظرت إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي "كمرشد لها"، على حد وصفها.